خاطرة
أراك اليوم ما زلت واقفاً يملؤك الحنين أراك تنادي بكلمات تغرد بها الطيور أغنية في حديقة الحياة تطالب بحق ما زال مناله بعيداً الى حين فما عليك أيها العاشق إلاّ أن تحترم القدر كي يحكي لك التاريخ قصة الانهار التي ما زالت رغم مرور السنين في ذات المكان دون خيار لتبقى كل الحدائق والجبال الشامخة مجرد جسر للعبور لا غير بل مجبراً في الاستمرار لأداء دوره في خدمة الانسان رغم رغبتها .. إنها نواميس الطبيعة !! وما عليك إلاّ أن تقف كل يوم ولو لحظة واحدة لتتمتع بهذا الجمال الخلاب ولكنها لا تستطيع أن توقف عقارب الساعة من أجل متعة تهدم بها أراضي تنتظر كل يوم نزول المياه في أراضيها والتي أنعم الله عليها من جمال الطبيعة لقلب ما زال الى اليوم ينبض بهمسات وهتافات تبهج في رؤية الشلالات وهي تعبر كل الاماكن قصة تحولت الى حكاية أمير تكسرقلبه على صخر قاس وهو شاب ما زال يحلم بلحظة اللقاء مرة أخرى في ماض جلب له الآلام وكتلة من الاحزان حتى قرر اليوم أن يبقى صخرة صامتة يقف عليها أمام حكم الزمان في قضية قد أعلن فيها الحاكم في جلسته الاخيرة بأنه مذنب وذنبه أنه أمن للزمن وفتح قلبه وتركه هائماً على أمواج البحر دون درع حماية فتكسر قلبه على أحدى الصخور القاسية .هكذا دخل العاشق السجن حزيناً يحاول فيها أن يستعيد ذكرياته في ليلة باردة كان الموسيقار فيها يتلاعب بأوتار المحبين على خشبة المسرح الليلي في أجمل مقطوعة عزفها الموسيقار وما زالت الى الآن يتراقص عليها أجمل فرشات في أبهى ألوانها وهي تسامر قمر الليل البديع.فخرجت الكلمات وكأنني شاعر يعبر عن موقف أيها الروح الهائمة ما بالك اليوم كئيبة أما زلت متيمة باحثة عن حب حقيقي أما عليك التوقف الآن هنيئة. صغيرتي عليك الخروج من كهف بتجربة الامس والتحرر من قيود التزمت لأنها ما زالت تسيطر على كل كيانك لتستطيع يوماً ما أن تبدأ صفحة جديدة في مكتبة الإلهام .وهكذا مرت السنين وما زال هذا العاشق واقفاً دون حراك ينادي وينادي بصوت ولم يعد ويسمع فقد هيأت الايام بتجربة سمحت لرياح باردة قارص هذا الشتاء فتحول العاشق من كثرة الانتظار الى تمثال جليدي أصبح أسطورة تتجمع حوله كل العشاق في جلسة شاعرية يتذكرونه كحب أزلي فرض نفسه حتى على الطبيعة ليخترق العالم الحقيقي بقوانينه الصارمة ليدخل إليها طيفاً من الخيال وحوله ورود حمراء ما زالت تدمي من أجله اليوم ألم أقل لك أيها العاشق سيأتي يوم لن تبقى وحيداً ؟