إعداد / داليا عدنانعباس محمود العقاد واحد من اهم الشخصيات الادبية في العصر الحديث ولد في محافظة اسوان بمصر في 28 يونيو من عام 1889 لم تكن اسرته ميسورة الحال ولذلك لم يستطع اكمال تعليمه في المدرسة.. واضب منذ صغره على القراءة وقد انتقل للعيش في القاهرة حيث اشتهر كصحفي وشاعر وناقد ادبي بارز ووضع عباس محمود العقاد كتاباً في الدين والفلسفة والادب وله ديوان شعر ورواية اسماها " سارة" كما كون مع صديقه عبدالقادر المازني مدرسة في الشعر اطلقا عليها اسم " الديوان" كان لعميد الادب العربي الدكتور طه حسين معه خصومات مشهورة في الادب.طغت شهرة العقاد الكاتب على شهرته شاعراً واصبح اسمه مرتبطاً بسلسلة كتب في " العبقريات" والمؤلفات الاسلامية والتراجم الادبية وادب المقالة اكثر من ارتباطه في وجدان القارئ بشعر العقاد الذي تضمه دواوينه العشرة بدءاً بديوانه الاول " يقظة الصباح" و انتهاء بديوانه الاخير " بعد البعد" مرور بدواوينه المتتابعة " وهج الظهيرة" و" اشباح الاصيل" و" اشجان الليل" و" وحي الاربعين" و" هدية الكروان" و" عابر سبيل" و" اعاصير مغرب" و" بعد الاعاصير".العقاد الشاعر إذن صاحب تراث شعري ضخم وبقدر ماتبدو صورة العقاد في كتاباته النثرية وكأنها صورة لشخصية قوية مسيطرة وقلم جبار وارادة فولاذية فإن صورته في شعره تعكس جوانب نفسه الانسانية وضعفة البشري وتكشف عن مساحات هائلة من الحنان والطفولة والعذوبة في العقاد الانسان.. خاصة عندما يحب ويغار ويشك ويساوره القلق وتقتله الظنون.. وقصيدته " يوم الظنون" نموذج لشعر العقاد المتميز لغة واسلوباً وموقفاً وقدرة على الكشف والحوار والتأمل ونفاذاً الى السر البعيد وراء الاشياء وخلف المكنونات في اطار من الاسى الشفيف والحزن الانساني النبيل.. توفي العقاد في 12 مارس من عام 1964..يقول العقاد:يوم الظنون صدعت فيك تجلدي***وحملت فيك الضيم مغلول اليدوبكيت كالطفل الذليل انا الذي***ما لان في صعب الحوادث مقوديوغصصت بالماء الذي اعددته***للري في قفر الحياة المجهدلاقيت اهوال الشدائد كلها***حتى طفت ، فلقيت مالم اعهدنار الجحيم الي غير ذميمة***وخدي اليك مصارعي في مرقدياروي واظمأ، عذب ما أنا شارب***في حالتي نقيع سم الاسودواجيل في الليل البهيم خواطري***لاشارق فيها ولامن مسعدوتعيدلي الذكريات سالف صبوتي***شوهاء كاشرة كما لم اشهد مسخت شمائلها وبدل سمتها***وبدت بوسم في السعير مخلدياصبوة الامس التي سعدت بها***روحي ، وليت شقيها لم يسعدوعرفت منها وجه اصبح ناظر***ورشفت منها ثغر العس اغيدسومحت بل جوزيت كيف طويت لي***زرق الاسنة في الاهاب الاملدامسيت حربي في الظلام، وطالما***جليت لي وجه الظلام المريدورجعت اهرب من لقاك وطالما***الفيت عندك في الشدائد مقصديماكان من شيء يزيد تنعمي***الا يزيد اليوم فيك تلددياواه من امسي ومن يومي معاً***والويل من طول التردد في غداهب الخلود كرامة لمبشري***ان ليس يومي في العذاب بسرمدوابيع حظي في الحياة بساعة*** انسى بها عمري كأن لم اولدواسوم مرعى العيش غير مزود***وأرود روض الحسن غير مقيد
|
ثقافة
عباس محمود العقاد
أخبار متعلقة