سم في العسل شفرة دافنشي تعود مجددا في 'البيان' الكويتية
الكويت / متابعاتلا تزال رواية "شيفرة دافنشي" تثير الجدل حتى الآن، وعلى الرغم من الهدوء النسبي حولها في الشهور الأخيرة، فإن مجلة البيان الكويتية في عددها الجديد 438 أعادتها إلى الأذهان مرة أخرى من خلال الدراسة المطولة التي أعدتها ندى الرفاعي، ووقعت في 16 صفحة من صفحات المجلة، وفيها تستعرض آراء الكثيرين ممن كتبوا عن الرواية، سواء في كتب ومجلات ورقية، أو مجلات ومواقع إلكترونية.ترى الكاتبة أن الاهتمام بلوحة "العشاء الأخير" لدافنشي المعروضة في مدينة ميلانو بإيطاليا، زاد بعد أن نشر دان براون قصته الشهيرة "شفرة دافنشي"، واستعرضت رأي جوسيبي نابليون المدير المسؤول عن اللوحة الذي عينته الدولة والذي قال "شهد المتحف اهتماما متجددا من الناس الذين جاءوا لرؤية هذه التحفة الفنية بعد أن حقق الكتاب (يقصد رواية براون) شهرة واسعة"، وأضاف "أصبحت قراءة الكتاب مطلوبة من كل العاملين تقريبا للعمل عند لوحة العشاء الأخير وشرحها للزائرين الذين أصبحوا يسألون أي الشخصيات تمثل يوحنا؟ وعن شكل الحرف V الذي تشكَّل بين جسمه وجسم المسيح؟."وتمضي الرفاعي في استعراض الآراء حول تلك الرواية وما قيل حول الكأس المقدسة، وما قيل في مدح الرواية ومؤلفها، وأيضا العكس، وقد اعتمدت اعتمادا أساسيا على كتاب "مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح ردا على شفرة دافنشي" للقس عبدالمسيح بسيط أبو الخير، وعلى ما كتبه محمد الفخاري في الحوار المتمدن بتاريخ 6/11/2006، وما جاء في بعض المواقع الإليكترونية "موقع 'فك شفرة يسوع' يرفض أهم عناصر الرواية بوجود ذرية للسيد المسيح من مريم المجدلية."وفي نهاية استعراضاتها تقول "لقد حرصت على ألا أُدخل وجهة النظر الإسلامية في كل ما قيل وأثير حول القصة والفيلم، بل حاولت أن أنقل آراء المناصرين والمعارضين للرواية وللفيلم بصورة مختصرة والتعليقات والتساؤلات تئز في عقلي." ثم تطرح أفكارها وملاحظاتها هي حول الرواية، ومنها: تزامن الرواية والفيلم تقريبا مع الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولة تشويه صورتهم، وأن فكرة الزواج المزعوم للمسيح والمجدلية تخلق اتحادا ملكيا سياسيا يطالب بعرش إسرائيل، وبالتالي تسود إسرائيل على العالم كله، بحسب ما يتوقع اليهود في مسيحهم المنتظر، وهذه فكرة صهيونية مرفوضة مسيحيا وعربيا وإسلاميا.وتنهي ندى الرفاعي دراستها وقراءتها للرواية بأن "الكاتب حاول جاهدا أن يسقي الناس سما ناقعا في عسل حلو المذاق موضوع في إناء جميل."وإذا كانت الرفاعي حاولت استعراض بعض ما كتب حول الرواية سواء ضد أو مع، فقد فاتها كتاب مهم في هذا الصدد هو كتاب "التحقيق" لماري فرانس أتشغوان وفردريك لونوار (ترجمة د. سليم طنوس، إصدار دار الخيال ببيروت 2006) الذي يرى أن الرواية من الوهلة الأولى تبدو أنها رواية بوليسية مليئة بالإثارة والمفاجآت، إلا أن جوهرها بعيد جدا عن هذا.