الدكتور/ أحمد صالح علويفاجأتنا صحيفة (الأيام) في عددها الصادر يوم الاثنين 26 / 11 / 2007م بنشر خبر وفاة الزميل والصديق العزيز، أستاذ علم المنطق المساعد بكلية الآداب/ جامعة عدن، وكان لهذا الخبر وقع قوي على عقولنا وقلوبنا.. إذ عم الحزن علي وعلى زملائي باحثي وموظفي مركز البحوث والتطوير التربوي الذين عرفوه جيداً وأحبوه كثيراً.ومن لا يعرف الأستاذ/ فضل قائد الذي كما قال عنه الزميل نعمان الحكيم (كان ودوداً يحب الناس ولايقطع زيارتهم.. خلوقاً محباً للخير، ومدرساً متميزاً، وشاباً متوقد العطاء والفكر وراجح العقل، وأحب أن أضيف بأنه كان أيضاً واسع الثقافة متواضعاً، ومهذباً ولطيفاً ومرحاً ونزيهاً ولم أسمع يوماً أنه أساء لأحد أو سبب الألم لأحد، وكانت الابتسامة لا تفارق محياة.. كما أن الأستاذ فضل كانت كفاءته في مجال تخصصه عاليه وكان كريماً مع طلبته وزملاؤه فلم يبخل يوماً في تقديم المساعدة العلمية لمن يحتاجها، وكان يبذل جهده بحماس في مراجعة الأعمال العملية التي يلجأ أصحابها إليه لمراجعتها، وكان يقوم بذلك بعناية ودقة، كما كان يرفض أن يقبل حتى أبسط هدية تعبيراً عن الإمتنان لجهوده.وقد شرفني الفقيد في أنه أعد تقديم لكتاب ألفته بعنوان: (من تاريخ الفكر التربوي)، والكتاب أعتمد من قبل جامعة عدن ككتاب تعليمي وهو الآن في مطبعة الجامعة.. ومن يقرأ ذلك التقديم ستتجلى له من خلال ما كتب ثلاث صفات حميدة للفقيد هي: - معرفته الواسعة في مجال المعرفة التي تناولها الكتاب.- كان يحب القراءة كثيراً، فيدل ماكتبه في التقديم على إلمامه جيداً بما حواه الكتاب، وقراءته جميع فصول الكتاب وموضوعاته بأهتمام ودقة، وكما أورد هو:( أقول هذا بعد قراءتي المتأنية للكتاب ولأكثر من مرة، ففيه معارف متنوعة الأبعاد، بنيوياً ووظيفياً).- كما عكس ما كتبه في التقديم تواضعه الكبير رحمه الله فبرغم إتساع وعمق ودقة معارفه الا أنه طرح أراءه بتواضع ولم نلمس منه يوماً نزعة التباهي.وبصدد مشاركاته العلمية والأكاديمية فالأستاذ فضل قائد عمل مدرساً في كلية التربية - عدن، ثم مع تأسس كلية الآداب عمل مدرساً لعلم المنطق في الكلية ثم أستاذ مساعد ثم رئيساً لقسم الفلسفة في الكلية، كما عمل مديراً لتحرير مجلة كلية الآداب الحولية منذ صدور عددها الأول، وهي مجلة علمية محكمة تصدر دراسات وبحوث في مجالات الفلسفة والمنطق والتاريخ والجغرافيا واللغويات وعلم الاجتماع وعلم النفس، وغيرها.كما أن للفقيد إصدارات ودراسات منشورة في الفلسفة والمنطق منها: قراءة في البنيوية في عام 2002م، فلسفة المكان والزمان، في عام 2005م.كما أنه كان يجيد كتابة المقالة القصيرة، حتى أكثر مسائل علم المنطق تعقيداً كان يتقن الكتابة عنها بأسلوب موجه لعامة القراء على شكل أقصوصات قصيرة. ولقد استفادت وزارة التربية والتعليم من خبرات الفقيد واختصاصه في علم المنطق، فأولت إليه مهمة تأليف كتاب مادة المنطق الصف الثالث ثانوي أدبي في التسعينيات، ثم ساهم بفعالية في عملية تطوير منهج الفلسفة والمنطق لمرحلة التعليم الثانوي بعد العام 2002م.للفقيد فصل قائد: 1- إسهامات فلسفية وأدبية داخل الجامعة وخارجها.2- مقالات أدبية ومعرفية (أوراق من ذاكرة اليمن السعيد).3- نقد نظرية القياس الأرسطية عند ابن سيناء وابن يتمية وسلسلة الكتاب الجامعي (دار جامعة عدن للطباعة والنشر).4- بعض الإصدارات : 1- ألف سؤال وجواب 2- كتاب المنطق المليونير الفقير.وفي آخر هذه الكلمات ندعو ونتمنى على كلية الآداب التي قدم بها ولها ومن خلالها الكثير.. أن تعقد فعالية تأبين أربعينية أو إصدار كتيب عن الفقيد، وأقلها أن يتم ذلك في إطار قسم الفلسفة الذي كان زميلاً لهيئته التدريسية، ورئيساً للقسم.. وكذلك نرجو أن يحوي الموقع الالكتروني للكلية الآداب، الجميل في تصميمه وفي محتوياته نتمنى أن ترد تعزية بالفقيد ونبذة قصيرة عنه.
|
ءات
فضل قائد لن ننساك
أخبار متعلقة