نعمان الحكيم لله ما أعطى، ولله ما أخذ، هكذا هي سنة الله في خلقه ولكل أجل كتاب، وما أنت يا محمد إلا شمعة أضاءت وتوهج ضياؤها ليخفت سريعاً في مشهد تراجيدي أليم، وأنت الفارس الشاب الذي ملأ صفحات “14أكتوبر” وغيرها، معارك إخبارية وصورية أثبت فيها انك المدرس الكاتب الفنان في مساحات الكلمة والحرف والصورة وسبحان الله أن ظهرت إبداعاتك سريعاً، وغطت مساحات كبيرة، ودخلت قلوب الناس من دون أدنى جهد، لأنك متفرد ومحبوب وخدوم، وقد رأينا احتفاء طلابك بك وحبهم لك، واهتمامك بهم ما قربك منهم كثيراً، وهو سلوك البراءة والوداعة والحب والتضحية وهذه سمات الخلود!. وأتى خبر وفاتك صاعقة أخرى، ونحن لم نفق بعد من ألم الفراق لقائد تربوي فذ، هو الأستاذ/ عبدالواحد عباد الذي غادرنا فجأة، وكنا نحن في هول الحزن نجتر أذيال الألم، ولم نكن نعلم أنك ستلحق به في الثالثة، وختمنا الحزن لنبدأ حزناً آخر، والفارق بينهما عمر مديد، طويلة سنينه يا محمد، أيها الحبيب الذي كنا نرى فيك أمل إظهار ملامح التربية هنا وهناك، واستردك الله إليه، وبقيت لنا الآهات والحسرات .. والذكريات الجميلة العطرة. كنت أنا أتملى بوجهك السمح، كلما زرت الصحيفة لأجدك مرحباً محيياً، بابتسامة وبشاشة وقلب أخضر.. فمن يا ترى سيكون بعد اليوم في مكانك حتماً لن يكون لك بديلاً.. وفقدانك خسارة وعسى أن يعصم الله قلوب أهلك وأسرتك وأطفالك جميعاً، ولنا نحن زملاءك السلوان، ولك الخلود.
|
الناس
دمعة حزن عليك يا (جرادي)
أخبار متعلقة