صباح الخير
هنا مسموح وهناك ممنوع، وهذا ممكن وذاك مستحيل.. لكل منع أو إباحة حكمة.. البعض تجد له تفسيراً وتبريراً والبعض الآخر غير مبرر.هذه المقدمة الخالية من أي رتوش اتكأ عليها لاضع أمام القارئ ما يحدث دون مبرر.. وأعتقد أنه لا تخفي على أحد الأوضاع الصحية المتردية لمستشفيات عدن المفتقرة لابسط الإمكانيات لعلاج الناس الذين يدفعون ضريبة العلاج من رواتبهم لتذهب لخزانة الصحة.ورغم التشخيص المتواصل والنداءات المتكررة لمعالي وزير الصحة.. إلا أن الآخر فاعل "أذن من طين وأخرى من عجين" كما تفيد أمثالنا الشعبية.المسألة الصحية مرتبطة بحياة أو موت المريض وهي على ذلك بالغة الأهمية ذلك ما لم تدركه الجهات المعنية في وزارة الصحة.الإعلام بكل أشكاله المرئي والمسموع والمقروء قد تناول ما أسلفت ذكره ومازال.. ومعاناة الناس تزداد يوماً بعد يوم.فنظراً لغياب بعض أجهزة التشخيص أو العلاج يوجه الطبيب النصيحة للمريض بالتوجه إلى صنعاء لان صنعاء لديها التجهيزات الكاملة لمشافيها.جميعنا يعلم تكاليف الرحيل إلى صنعاء وتكاليف الإقامة غير تكاليف التطبيب، بعضهم يدبر حاله والآخر يستسلم ليمضي بحسرة إلى المقابر بعد أن يلتهمه المرض ويطويه.هذه المعاناة للناس لفتت انتباه بعض المهتمين بفعل الخير، فقاموا بمراسلة بعض المنظمات الإنسانية والتجار ونجحوا في الحصول على جهازين مهمين زودوا بهما مستشفى الجمهورية وهذه مبادرة إنسانية غاية في السمو، فكان تجاوب الخارج حافزاً لفكرة تشكيل جمعية أطلق عليها "جمعية أنصار مشافي عدن" من أبناء عدن ووجدوا تجاوباً ومؤازرة من إدارة الصحة في عدن التي دعمتهم بتوصية رفقت بطلب تقدمت به هذه المجموعة من فاعلي الخير، لان نشاطهم ينبغي أن يكون شرعياً.. ولان المنظمات الإنسانية الدولية طالبتهم بذلك حتى تضمن وصول المنح إلى المشافي.قدم الطلب بتزكية من الصحة في عدن إلى فرع وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية في عدن، فكانت الصدمة للجميع حين رفض الطلب رغم طابعه الإنساني المحض ورغم أهداف الجمعية الإنسانية، دون أي مبرر سوى أن الوزارة أوقفت منح أي تراخيص لأي جمعية.إذن ما هي الحكمة من هذا الرفض لمشروع يخدم المجتمع ويوظف نشاطه من أجل حياة الناس، وأياً كانت المبررات ومهما بلغت فإنني أراها عقيمة وعنجهية لا يقبلها أي عقل ولا منطق.إنني أوجه هذه الكلمات للأخ د. الشعيبي محافظ محافظة عدن وإلى وزير التأمينات لعل وعسى ينظرون بعين الرحمة لمن يموتون بصمت في مشافي عدن، أما وزارة الصحة فالقلم مرفوع عنها لأن الأمر لا يعنيها كما فهمنا من سلوكها.*سلوى صنعاني