مقتطفات طريفة من سيرة الموسيقار محمد عبدالوهاب
[c1]* من أعلام الموسيقى العربية [/c]اعداد / ميسون عدنان الصادقكان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب فناناً غير عادي على اختلاف مراحل حياته وكان مشواره الفني حافلاً بالأحداث المختلفة ، كما كانت في شخصيته جوانب مثيرة للاهتمام سواء بغرابتها او بظرافتها .كانت ( البروفة ) هي الفترة الاحلى والاكثر متعة عند الموسيقار محمد عبدالوهاب وكانت بالنسبة اليه هي المولد الحقيقي للاغنية او الانتقال من الخيال إلى الواقع ، ومامن اغنية لحنها موسيقار الاجيال الراحل سواء لنفسه او لسواه من المغنيين والمغنيات إلاَّ وحضر بنفسه كل او اكثر البروفات التي تجري عليها وعندما يكون بين العازفين في اي بروفة فإنه كان ينسى نفسه كموسيقار كبير ويندمج مع الموسيقين وكأنه واحد منهم ولايكون له من هم في اي بروفه سوى ان يعزف اللحن بالشكل الذي صوره في خياله . وحتى الاغنية الاخيرة في حياته ( اسألك الرحيل ) التي غنتها المطربة (نجاة الصغيرة ) فإن عبدالوهاب رفض الاخذ بوسائل التسجيل الحديثة واصر على ان يجري العديد من البروفات على الاغنية مع الفرقة الماسية وهذا ما كان يكلف شركة ( صوت الفن ) التي تسجل الاغنية لحسابها وهو احد اصحاب هذه الشركة المبالغ الطائلة لان الموسيقيين اصبحوا يتقاضون الآن اجراً عن البروفات لانهم يضيعون فيها اوقاتاِ باستطاعة كل منهم ان يستغلها في الطواف على استريوهات التسجيل حين تنتظره اعمال جاهزة ماعليه الا ان يحمل آلته ويعزفها . وليست الاغنيات وحدها هي التي كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يجري البروفات عليها بنفسه بل كان يحضر بروفات اي عمل فني يهمه وعلى سبيل المثال فإنه لم يتغيب ولا مرة واحدة عن البروفات التي كانت تجريها النجمة الاستعراضية ( نجوى فؤاد ) على موسيقى ( قمر 14 ) التي كان قد لحنها لها خلال اقامته عام 1976م في فندق ( شيراتون القاهرة ) وفي بعض الاحيان كان يحتضن الطبلة ويعزف عليها بنفسه زيادة في التعبير وحرصه على توفير اقصى مايمكن من الكمال للموسيقى التي الفها . روى الموسيقار احمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية ان كل عازف في الفرقة كان يتهيب عبدالوهاب في اي بروفة تجري على ألحان له لانه كان يملك اذناً حساسة تلتقط اي خطأ صغير يرتكبه اي عازف وقد كان مرة يتابع البروفة التي تجري في ستديو الاذاعة من غرفة الهندسة فالتقط خطأ صغيراً من عازف كمان ونبهه اليه مما اثار دهشة جميع الموسيقيين لان هذا الخطأ كان يمكن ان يضيع بين أصوات آلالات الموسيقية الكثيرة .