الفنان التشكيلي الكبير علي محمد يحيى في فرع اتحاد الأدباء عدن
متابعة / عبدالله الضراسيألقى الفنان التشكيلي الكبير علي محمد يحيى مساء الثلاثاء الماضي الموافق الأول من شهر أغسطس الجاري محاضرة فنية / ثقافية / تاريخية.. في مقر فرع اتحاد الأدباء -عدن ، حيث كان فناننا التشكيلي الكبير أحد(مفردات) مشهدها الفني والثقافي والتشكيلي بعدن خاصة فضاءات تلكم المرحلة الممتدة منذ 1930م قبيل ولادة الفنان علي محمد يحيى بحوالي (16 عاماً) ومع هذا ذهب بنا الى تلكم ( الحقب الفنية العدنية) عندما كانت عدن بحق ( بندراً) جميلاً تلاقحت فيه كل ألوان الطيف الاجتماعي والثقافي والانساني حتى ( (تمفصل ) عنها بعدها التعددي الثقافي لهذا كانت محاضرته على طريقة (الفلاش باك) ولكن من زاوية التشكيل والذي كان ( يلوّن) فضاءات مدينة عدن متعددة الثقافات والجنسيات وهو هنا كان (مؤرخاً تشكيلياً) شاء أم أبى وإن كانت سماته المتواضعة جعلته لم يقل ذلك .. يمكن القول أنه صادر علينا إحساسنا الآتي ونجح في نقلنا لأكثر من عقود زمنية الى الوراء الفني الجميل وهو ما تفتقده عدن المكان وكذا الزمان .. إلاّ أن فناننا التشكيلي الكبير تمكن قرابة ثلاثة أرباع الساعة من أخذنا معه الى بوابات تشكيلية كان هو مرشدنا ومؤرخنا ...[c1]حديث الناقد : عبدالرحمن إبراهيم [/c]افتتح فعالية الفرع الشاعر اليمني الكبير د. جنيد محمد الجنيد عضو سكرتارية الفرع وقدم الشاعر والناقد عبدالرحمن إبراهيم ليدير ( دفة) الفعالية ولهذا قال في مستهل الفعالية : " في البدء نهديكم تحياتنا وتحيات قيادة سكرتارية الفرع ونشكركم على هذا ( الحضور النوعي) والحشد الجميل من مختلف تلاوين الفنون ويسرني جداً أن أكون وقد وقع الاختيار ( عليّ) لأدير هذه الندوة والفعالية الجميلة للإنسان الجميل والرائع خلقاً وابداعاً وهو الشخصية الفنية المعروفة تاريخياً وصاحب الامتيازات في تكوين وتأسيس مجالات فنية معروفة وهو متعدد المواهب ومؤسس حركة الفن التشكيلي في اليمن وهو كاتب متميز ذو قيمة معرفية تجذب وتشد القراء لا سيما في صحيفة ( الايام) .ويمكن القول كإشارة عابرة الى أن ( غياب) الفنان علي محمد يحيى منذ فترة طويلة على صعيد الفنون التشكيلية كان سببه إنه كان ( يمارس) مواهبه على صعيده الداخلي وفي حالات اشتغال ابداعي هادئ وإن لم يعلن عنها إلاّ أن حضورها انعكس على صعيد الكتابات والمقالات واحاديثه ذات الشجون والمتنوع إزاء حضور هذا الفنان الذي يتمتع بأفق واسع ونحن سعداء في فرع اتحاد الادباء عدن بهذه الفعالية الثقافية والفنية والمهنية .[c1]حديث الفنان: علي محمد يحيى [/c]وبعد ذلك تحدث الفنان التشكيلي الكبير علي محمد يحيى ، حيث قال في مستهل حديثه :أشكركم شكراً جزيلاً وبالذات الشاعر د. جنيد محمد جنيد و أ/ عبدالرحمن إبراهيم وهذه الليلة نلتقي في مقر فرع اتحاد الأدباء عدن ولقد سمعت كلاماً كبيراً وكثيراً وهذا أكثر مما استحق وإنما هو صادر من قلوب صادقة وفعلاً كما أشار الدكتور جنيد إنه سبق وأن القيت مثل هذه المحاضرة التي تتعرض لتاريخ الحركة الفنية التشكيلية اليمنية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن عدن كانت ولا زالت ( حاضرة) وستظل كذلك خاصة أن حضورها الفني التشكيلي بدأ منذ 0391م خاصة بعد عملية حصر الاعمال الفنية التي تركت بعد الاستقلال للفترة السابقة خاصة الرسومات واللوحات الفنية ورسومات مختلفة حيث كان لي الشرف في هذا الصعيد .. وهي أعمال فنية عكست فترة حراك الحياة التشكيلية قبل الاستقلال ..حيث كان الموقع العقاري (حالياً منزل سالم صالح محمد لإدارة الآثار قبل الاستقلال ومحلاً للفنانين الناشئين وكذلك كان معسكر طارق تقام فيه معارض موسمية وفصلية وكان يشترك فيه فنانون تشكيليون من مختلف الجاليات القاطنة بعدن وأعراق مختلفة ومن ضمن النشاط الفني الذي كانت تقيمه الجاليات الاجنبية في عدن وكذلك كان يقام ( عرض فني) في النادي الايطالي (النادي اليمني حالياً ) وكانت تحصل لقاءات فنية مع هؤلاء الفنانين خاصة الايطاليين ونادي الفرسان وكذلك بقية النوادي الفنية الاجنبية وكذلك نوادي ابناء الهنود والباكستانيين (المسلمين) وإلى الإضافة ما شهدته قاعة المهاتما غاندي في كريتر من حضور فني وكذلك الدور الذي لعبته ( شركة انتوني بس) بعدن .وكذلك دور شركة زمباكاتي الايطالية وما لعبته كذلك ( شركة سي سي سي) وصاحبتها الفنانة ( عبلة الفلسطينية ) في منطقة الفارسي بالبريقة .وكذلك الدور الذي لعبه الفنان اليمني عبدالله عقيلي في تلك المرحلة حيث جاء بفن تشكيلي راق نافس به رسومات شركة انتوني بس .وفي عام 1960م تم إنشاء مبنى ( معهد الأمل ) للمعروضات ولعب هو الآخر دوراً بهذا الصدد وكذلك الدور الذي لعبته مدرسة بلقيس أيام ( عمادة) الاستاذ حسين الحبيشي والمرسم الذي كان يقام فيها وخرجت منه أجيال مثل د. علوي عبدالله طاهر وعبدالجبار نعمان والفتيح وهاشم علي .[c1]مرحلة الكفاح المسلح [/c]وأضاف الفنان التشكيلي الكبير علي محمد يحيى إنه خلال مرحلة الكفاح المسلح قام برسم ( شعار المقاومة) لإيقاظ الوعي الوطني عند الناس ضد الاستعمار البريطاني ( شكل الفدائي الرامي قنبلة) كما قام برسم شعارات كثيرة بهذا الصدد .[c1]تطواف فني جميل [/c]يمكن القول إن فعالية الفنان التشكيلي الكبير علي محمد يحيى كانت ( تطوافاً فنياً جميلاً) خاصة وأنه كان مستشاراً فنياً لأول رئيس للجمهورية بعدن وقدم خدمات فنية كبيرة ويعد ذاكرة المشهد الفني لعدن ومؤرخ ( اللحظة التشكيلية) ويمتلك مخزوناً تاريخياً لفن التشكيل بعدن نتمنى أن يخرج على شكل كتاب خاصة أنه تمكن بهذا الجانب وحتى تكون الاجيال الجديدة على معرفة بما كان يعتمل في عدن قبل أكثر من نصف قرن من حضور فني تشكيلي كبير .حضر الفعالية عدد من المثقفين وفي مقدمتهم د. عبده صالح الدباني والشاعران كمال محمود اليماني ومحمد سالم الباهيصمي وتم نقل الفعالية من قبل طاقم عربة النقل الخارجي لإذاعة عدن من قبل الفنيين عبدالحكيم اسماعيل وجلال بيضاني .