أقواس
لاقلب يقتحم الحياة ولاحجىبل في التراب الميت في حزن الثرىيسمو سمو الطائر الجوابتنمو مشاعرهم مع الأعشابهكذا اطلقها صيحة وصرخة شاعر الحب والثورة ، شاعر الأوطان ، شاعر الحس “ ابو القاسم الشابي “ صرخة تعدي ذوي الحس الميت من مات في نفوسهم الطموح واغتيلت في أرواحهم الارادة ، وتوقفت فيهم كل نبضة حياة فاستسلموا بذلك امام كل عائق وماعادوا قادرين على مواصلة المسير ، لان طموحهم لم يتعد ذلك التراب الميت بأحزانه وآلامه ، أو العشب الذي يداس بكل قدم ، عندما تموت الارادة لدى المرء يموت كل شيء ، فبالارادة نحيا وبالطموح تنمو حياتنا وتمتد ، ويصير للحياة الف معنى وماعدا ذلك فنحن موتى ، وان كانت الحياة المادية في نفوسنا باقية ، فلا قيمة لحياتنا ولا معنى لوجودنا ، ان الذين تتلوى أرواحهم حول هذا المعنى هم عن العيش الحقيقي أبعد ، وللموت المادي أقرب ولاحاجة للحياة عند أمثال هؤلاء .فالحياة الحقيقية تعني العطاء والنماء ومن ثم الانتماء ومن خالف أو اختلف مع هذه المعادلة فقد هوى .. وقد قال شاعرنا عن ذلك :موتى نسوا شوق الحياة وعزمها وخبا بهم لهب الوجود فما بقواوتحركوا تحرك الأنصاب إلا كمحترف من الاخشاب وانهى قصيدته بقوله ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثرهل ترضى أيها الإنسان أن تكون صغيراً أو هامشياً في معادلة الحياة .. هل تريد أن تحكم وجودك بالنهاية قبل النهاية .. هل من العقل أن ينتصر عليك من هم أقل منك قدرة ووجودية .. ولذلك قال شاعرنا :ومن يتهيب صعود الجباليعش ابد الدهر بين الحفرهذا هو العجز الحقيقي ـ ان يستصعب المر كل صغير ويكبر في نفسه كل حقير ـ أن تجشم المصاعب وتسلق العوائق ، لايرده إلا ذوو النفوس العالية والهمم العاتية وهو عنوان الحياة ، واحد مصادر الرجولة الحقة ، هؤلاء هم الذين لاتخور عزائمهم امام الشدائد ، فالشدائد ماهي إلا بمثابة افران استخلاص فمن اقتدر على عبورها فقد كتب لنفسه الحياة .. وللخروج من عالم الخور والضعف والنكوص والموت قبل الموت ، واستقصار العمر الطويل ، فعليك ان تطلع على خبرات الذين سلكوا طريق المجد وان لاتجالس إلا ذوي الانفاس الطويلة ، فمع هؤلاء تزداد عزماُ وتكتسب اصراراً في المواقف ، وبذلك تقوى شكيمتك وتخلد إلى عالم البقاء .. والوطن الجميل كم هو بحاجة إلى أمثالا هؤلاء !![c1]محمد علي الجنيد [/c]