إنه لمن المحزن – حقاً – أن يشعر الإنسان بأنه وحيد في ميدان الحياة , يصارع همومها ويقاتل ذلها , وبين الوقف وعنفوان الحزن يقف الشعور بالانكسار والسقوط بين هذا وذاك .. قد لا يكون للدموع مكان ولكننا نبكي ! بدون شك وفي مواقف عديدة.إنها الوحدة وإنفراد الذات بعد الألفة والتجمع بكل ما تحتويه الأم .. هذا الشعور وبكل ما يجول في الخاطر من حزن أكتب وتكون سطوري – هذه – فيها شيء من الجمال حتى وأن لم تكن مستساغة للآخرين فهي طبعاً لذيذة عندي . القلب بشعوره وأحاسيسه دائماً صادق .. وكذلك هي العين دائماً في لغتها صريحة وصادقة ولكن – اللسان – هو أغرب عضو في البشر , فيه تبدأ الحرب وبه تنتهي وبه تسقط أمم وبه أيضاً تعلو , وبه كذلك قد يحرقنا وهج الحقيقة وثورة الحق .إن العالم صعب والحال أصعب ويحتاج الواقع لطاقات كل ما فيها قوي وعواطف شبه متجمدة لأن مفاهيم العواطف انتهت وبدأت مفاهيم المادة .إن لم تجعل قلبك قوياً وتجعله صخراً أمام معاول هذا الزمن فإنه بأضعف ضربة سوف يتفتت .عندما نشتهي لذة الذات بقدر ما هو متاح وبقدر ما يكون الواقع أمامنا.. فإن قدرة الإنسان تضعف أحياناً في مقاومة حب الذات .إنه – الحب – الذي لا يقف أمام عنفوانه شيء من عواطف البشر.. إنه الموج الذي لا يمكن السيطرة عليه والإعصار الذي يدمر قبل أن يعصف .. والعاطفة التي تهدم قبل أن تبني إذا ما وجد العقل يسانده ." وأحب أكثر منك نفسي " إنه حب الذات والاعتزاز بها والبوح للنفس أقوى حقيقة ممكنة وأرق عتاب يمكن أن تحتويه النفس هو عتاب النفس للنفس .. فحب الذات يعلم ويجهل معاً , يعلم أن كل شيء ممكن أن يتغير في أي لحظة ممكنة .. ويجهلها أن لكل شيء نهاية وطبعاً بداية .عندما تتجرد النفس البشرية من كل مشاعر الحب ولغة العواطف وتطغى لغة المادة وتهدم مشاعر الصدق ومبادئ المشاعر فإن حتمية حب التملك قد طغت على مساحات واسعة من القلب .[c1]* صقر عبدالله أبو حسن[/c]
|
ثقافة
وقـــفـــات
أخبار متعلقة