رحلتي مع المسرح .. من أثينا الى عدن الحلقة رقم (215)
[c1]مونولوج: عرض حالة مدرس[/c]يصور هذا المونولوج معاناة ذاتية للمونولوجست الفنان عثمان عبدربه مريبش، وقد شرح فيه معاناته وهمومه كمدرس لم يلق التقدير الذي يستحقه أسوة بزملائه التابعين في ذلك الوقت لوزارة معارف اتحاد الجنوب العربي.. والشاعر تحدث في هذا المونولوج بلسان الحال الذي يقاسي ظلمه وتجاوزه في منحه ما يستحقه من تقدير ومكافأة مادية وأدبية وقد عبر عن معاناة أمثاله من زملائه لأن الظلم والاضطهاد ظهر في موضع لا ينصب على فرد بذاته ولكنه يعم.. وقد تقدم الأستاذ عثمان بقصيدته التي يشكر فيها حاله إلى أحد رجالنا الأخيار، الذين تشهد لهم مواقفهم بالفضل والعلم والكفاءة وحسن الإدارة.. وأحسن الشاعر الاختيار، وارسله الى وزارة المعارف الأستاذ القدير محمد هادي عوض حيث تم بعدها تحسن وضعه المالي وحصل على دورات تدريبية في مجال التربية والتعليم، ومنح دورة لمدة عام كامل في المانيا عام 1975م. في الإخراج المسرحي..والمونولوج من كلمات والحان وأداء: عثمان عبدربه.."من يوم دخلت العمل ولا عاد زادوني. إلا مشاكل كثير وأطفال آذوني. اللوزتين ياوزير دائم يـآذوني. تعبان أنا بالصغار ولعاد داووني. لا ترقية لا.. ولاتدريب ودوني. ان كان طبيب كلام معسول يسقوني. أربع سنين في جعار باتيس ودوني. جلست فيها سنة لا لحج ودوني. وكلما صحت "واي" في "الزد" حطوني. وان جيت باطلع قليل لا القاع وطوني. وهكذا مرت الأيام يا عيوني. لما عقدنا اجتماع في الظهر ضموني.. ما زيدوني فلوس آلام زادوني. الناس فرحى وأنا في الهم حطوني. الناس يستغربوا لما يشوفوني. بالبنطلون والشعر فوشه على عيوني. الناس ذي تبعتي راحوا وخلوني. وأنا على رقدتي لمنود عروني. قالوا مدرس وحطوا الناس يشنوني. ما يدروا إني على الفاشوش مديوني. إما زيادة فلوس والا فصلتوني"[c1]دوام الحال من المحال[/c]هذا المثل العربي يصدق في كثر من المواقف للدلالة على انقلاب حال انسان من حال يسر إلى عسر أو عكسه، ومن حال جهالة وطيش إلى حال إتزان وعقل وكذا إلى عكسه، ويبدو أن حال الأستاذ عثمان عبدربه المادي والإداري الذي بدأ يستقيم بجهد ومساعي الأستاذ محمد هادي عوض بعد عرضه شكواه في مونولوج (عرض حالة مدرس) الذي سقته بعاليه،، قد اصابته هزة عام 1988م. بعد أن انتقل من سلك التدريس إلى إدارة الثقافة بمحافظة أبين عام 1976م. فقد أحيل إلى التقاعد مجبراً وعمره (47 سنة) فقط..ويبدو لي ان مونولوجاته النقدية قد كانت ثقيلة على بعض أهل السلطة يوم كان عضو في اللجان الشعبية والرقابية حق رفع القرارات ضد من لا يتجيب لأهوائهم، وقد عانيت أنا وولداي المهندسان مثل هذا التصرف والأمر لله وحده يوم لا حكم إلا الله.. وإلى القراء مونولوج (الرقابة)..[c1]مونولوج الرقابة:[/c]هذا المونولوج يصور بعض القرارات الخاطئة وذلك بتشكيل لجان رقابية في المرافق من أشخاص غير مؤهلين لتلك المسؤولية حيث يحاول مدير المرفق إن كان من خارج دائرتهم إلى احتواء لجنة الرقابة ويقربهم إليه ويغريهم ببعض المناصب والمكافآت، والنفس لأمارة بالسوء، حتى لا يعصون له أمراً، أو يكون من نفس الدائرة والمستوى العلمي والثقافي فيسيرون الأمور على حسب أوائهم ومقاصدهم..و(الرقابة) مونولوج من كلمات ولحن وأداء: عثمان عبدربه..منصور خونا الرقابي ليه تخشى المدير. خطير في مسلكه وفي التصرف خبير. ينهي ويأمر ويعمل كل ما هو نكير. وأنته تتفرج وقد أعطوك سلطة كبير. اعطوك لجنة رقابة وارتضوا بك أمين. لعور تقل له أعور. والملعون قل له لعين. مسؤول في وحدتك يشتوك تعمد فطين. لكن عاد الرواسب فيك تعجن عجين..وفيها يقول: يدعيك لا مبرزه واعطاك كلمة عسل. وسهاك بالعلاوة فوق كلمة بطل. (ويضيف): ياما وياما اضطهد عمال مثلك كثير. وشفت هذا بعينك كيف كان المصير. مصير اخوانك العمال من ذا المدير. كذاب دجال وعمر الكذب شوفه قصير. بس ليه تخافه وتخشى سطوته الكلام. للا قال كلمة تؤيدها بأبوه تمام. تمام لا وين والمصبوب دق العظام. يشتى يصفي المكاسب وانته ساكت حرام. بالله انزع الخوف من قلبك وصفي الحساب. لا تمهله يوم هذا اليوم فصل الخطاب.ويقول في ختامها: واستمر يا رفيقي فالمسيرة طويل. طويل تفرز الخاين ومن هو عميل. وصعد الرقم في الإنتاج واعمد نبيل. واقض على ما تبقى من بقايا الدخيل"[c1]مونولوج هبي بس هبي: [/c]يعالج هذا المونولوج ظاهرة مرضية اجتماعية لزوجة غيرت الكثير من طباعها وذلك جرياً وراء صرعات الموضة الغربية، ويحاول الزوج بكل ما أوتي من نصائح أعادتها إلى صوابها ولكن دون جدوى، وينتهي بقيام الزوجة بأخذ كل ما في البيت تاركة الزوج ضحية أفكارها العمياء. هذا المونولوج من كلمات سعيد صالح باشريمة والحان وأداء عثمان عبدربه..هبي بس هبي ماشي عاد باش. نكدتي بحالي جبتس لي الطشاش..بش تحسبيني باتكردح قفاش. ماشي معزة من جيز الكباش. والا عفطتش ما بألقى كماش. هبي بس هبي ماشي عاد باش.. قصرتي ثيابش طولتي حداش. كثرتي التغنج قليتي حياش. واهابوي منش ماناهي نهاش. هبي بس هبي ماشي عاد باش.. تشتي تربطيني بافكارش عماش. هبي بس هبي ماشي عاد باش.. شلت في حنقها مالي والفراش. وأنا أمسي تلبج دور للجماش. كم ياما تعبنا وأنت في سلاش. هبي بس هبي ماشي عاد باش.لقد استخدم هنا الأستاذ سعيد صالح حرف (الشين) لقوافي أشطر قصيدته فأبدع.. وفي قصائد هذا الديوان تتجلى المقدرة الفنية لكل شاعر ممن شارك فيه بقصيدة أو أكثر على استخدام الفاظ اللهجة الشعبية بكل ماتتميز به من معنى فني، وجرس موسيقي، وتناغم مع بعضها البعض لتقدم للقارئ/ والسامع أداء لطيفاً للمعنى الذي يقصده الشاعر، وليس كمن يقال فيهم: المعنى ببطن الشاعر..وإلى الحلقة القادمة لننهي عرضنا للمونولوج الفني الغنائي..