من الحياة
يكتبها / إقبال علي عبدالله [email protected]* بعض الزملاء والزميلات ممن تكررت زياراتهم إلى القاهرة العاصمة المصرية الساحرة.. عاتبوني على تقصيري في وصف "القاهرة" في موضوعي الخميس الماضي والذي حمل عنوان "مصر .. يا "حسين" " . وتنوعت رسائل العتاب فمن الزملاء والزميلات قالوا إنني "لم اكتب عن التنوع الثقافي والفني وحتى الديني الذي تشهده مصر كرائدة في الوطن العربي.. وآخرون أشاروا إلى تقصيري عن ذكر أنّ "خيرة كوادر اليمن وعلمائها في شتى المجالات هم ممن تتلمذوا في أحضان كليات وجامعات مصر"، وملاحظات كثيرة متنوعة وردت من الزملاء والزميلات. * أنا اعترف أنني لم أكن شاملاً في وصفي عن ما شاهدته في القاهرة خلال زياراتي لها والتي بدأت في مايو 1973م وحتى زيارتي الأخيرة صيف العام المنصرم 2005م، متجاوزاً الخمس عشرة زيارة والحقيقة أنّ أي شخص كان ومهما بلغت ذاكرته حد ذاكرة الكمبيوتر فأنّه لن يستطيع وصف كل ما شاهده في القاهرة حتى إن اقتصرت زيارته على مرة واحدة.. نعم أؤكد ذلك وأزيد أنني أتحدى فعل ذلك.. والسبب في اعتقادي ليس كبر مدينة القاهرة وكثرة المناظر والمواقع الجميلة والساحرة فيها .. بل لأنّ القاهرة عاصمة المعز والعرب تتجدد أمام الزائر إليها في كل مرة.. تجدد ساحر، مع الشعور بالأمان وعدم الغربة خصوصاً بالنسبة لنا نحن اليمنيين لعمق وتميز العَلاقة وروابط الدم التي تربط شعبنا بالشعب المصري الشقيق.. ولعل بعض الشواهد الموجودة في "القاهرة" خصوصاً في منطقة "الدقي" : حيث يتجمع فيها كثير من اليمنيين وبها مبنى السفارة اليمنية والمركز الثقافي اليمني، في هذه المنطقة وقبل سنوات بعيدة قدم اليمنيون إليها وساهموا مع أشقائهم المصريين في تشييد العديد من العمارات والحارات في صورة رائعة لن ينساها الأشقاء المصريون حتى اليوم.. ولليمن موقع خاص لا يمكن وصفه في قلب كل مصري، وعند الحديث مع أي مصري أو مصرية كبيراً كان أو شاباً ستجد الألفة تنساب إلى الحديث كسرعة البرق.. وكأنّهم أصدقاء منذ وقت طويل.. وما يجمع الشعبين اليمني والمصري باعتقادي وحسب ما ألتمسته أنا شخصياً هو طيبة القلب والكرم وحب الآخرين ورحابة الصدر والنكتة التي لا تفارق أي حديث حتى وإن كان جاداً.* مهما كتبت عن القاهرة وحدها فقط دون المحافظات المصرية الأخرى وأبرزها الإسكندرية والغردقة وأسوان وهي التي عرفتها خلال زياراتي المتعددة إلى مصرَ، أقول إنني حتماً ولابد لن أوفي ولو بجزءٍ يسير حق هذه المدينة الساحرة التي تعلمك وأنت بين أحضانها الشيء الكثير عن الحياة.. تعلمك ليس خلال زيارتك بل في كل يوم شيئاً جديداً .. ولعل أهم ما تتعلمه أنّ الإنسان المصري عاشق مخلص لوطنه ولا يتوانى لحظة واحدة في تقديم حياته ثمناً لأن يكون وطنه جميلاً ومتطوراً يتباهى به أمام العالم .. وحتى النساء المصريات لهن فلسفة يتعلم منها الزائر العربي معاني الحياة الصادقة وليس المتعة الرخيصة .. ولا أنكر هنا أنني شاهدت بعض السلبيات وهذا شيء طبيعي في بلدٍ يسكنه أكثر من سبعين مليون نسمة.. فالمرأة المصرية ليست رخيصة كما يُشاع عنها في البلدان الأخرى .. على العكس أنّها لا تعطي قلبها وتفتحه إلا لمن تحب.. وعندما تحب المرأة المصرية فإنّ وفاءها عربي أصيل.. وكيف لا وهي من أصل الحضارة الفرعونية التي تمجد المرأة وتقدسها.* مصر والقاهرة تحديداً بلد الفن والثقافة متحف لتراث خالدٍ وحضارة لا تعرف النسيان .. في كل مكان تذهب إليه في القاهرة تجد إما مسرحاً أو داراً للسينما أو مكتبة حتى مقاهي القاهرة تتحول بعد المغرب إلى ملتقى للفن.. تجالس فيها الشعراء والفنانين وكبار الكتاب الصحافيين.. خلاصة القول " القاهرة متحف للتاريخ والحضارة والتمدن والحب والموسيقى والفن.. متحف من دخله مرة يعود إليه ألف مرة مثل نيلها الخالد الذي من يشرب من مائه مرة يجد أنّ جسمه قد أدمن عليه) سبحان الله في ذلك.* أعذروني على التقصير.. فالقاهرة سطور لا تكتمل ولو أكملت كل مداد الأرض.* * *[c1]بهية .. طرحة وجلابية[/c]* .. "مصر يامه يا بهيةيا أُم طرحة وجلابيةالزمن شاب وأنت شابةهو رائح وأنت جيه.... "كلمات / أحمد فؤاد نجم* * *[c1]أغنية الأسبوع [/c]* ( نورك يا ست الكل نور حيناوسعدك اللي بان شرف قدرنافي البُعد كان القلب دائماً عندكمومن كل طلعة شمس أسأل عنكمالأهل والخلان أنتم كلكمواللي نصيبه البُعد والفرقة أنامنكم يا أعز الأهل كانت نصرتيواليوم وبعد اليوم أنتم فرحتيما أنساش مدى الأيام مهدي ومنيتيأصل الشرف والجاه كله من هناحظي من الأحباب طيبة قلبهمأحمل جمايلهم واشكر فضلهميارب بلغهم مناهم كلهمذي الفرحة عندي لما نفرح كلنا)تأليف : محمود بيرم التونسي"