خاطرة
نصر كبير أنزلته السماء على الساحة اليوم حيث تجمعت ملائكة الرحمة راكعة على ركبتيها ذارفة دمعة الفرح في مسيرة كرنفالية ، حاملة راية السلام إلى أرض كانت يابسة خالية من قطرة ماء بحكم القدر يوماً.وفي يوم وليلة عمر بيت واحد وها هي أم تفتح باب الحياة لتعارك الزمان والمكان وتعمل بكل جهد لتجمع أولادها تحت سقف واحد وتحاول كل يوم رعاية اولادها المختلفين طباعاً وسلوكياً وثقافياً وحضارياً لتساعدهم على الخروج من محنتهم اليومية إلى أرض خصبة بدلاً من الفقر والجهل والجدال بلا فائدة ، فتراكمت حولها سحابة سوداء مليئة بالبغض والتآمر . فقررت في لحظة الانسحاب والاستسلام .حينها استيقظ الأولاد دفعة واحدة من سباتهم العميق وخرجوا من جحور انفسهم المرهقة من آلام السنين غير مبالين حاملين أسلحة مختلفة للدفاع عن بيتهم الوحيد فتفتحت أعينهم في وسط العراك ليروا أمهم راكعة على ركبتيها رافعة يدها إلى السماء تصلي لهم بالمحبة والسلام فتجمعوا حولها جميعاً يداً واحدة طاردين الغوغاء من حولها. لتتلألأ فجأة في السماء نجوم النصر...حينها عرفت الأم أولادها الحقيقيين ودخلت الحكمة بيتها فحضنت أولادها من الجنوب إلى الشمال عابرة حدوداً وبحوراً وجبالاً لتعزز النصر.هكذا كان النصر كبيراً ومازال وسيظل يسكن قلوبنا ويملؤها غبطة. رسالة أكملت سطورها اليوم..