د . زينب حزامتقتضي الامانة الموضوعية الاشارة في مدخل هذا الحديث الى دور ثورتي سبتمبر واكتوبر في تطوير الثقافة الوطنية والتي يمكن ان نتناولها في ثلاث مراحل وهي:اولا : الثقافة في مرحلة ما قبل الثورة وهي مرحلة سيطرة الاستعمار البريطاني، وسيطرة الامام على معظم النوافذ الثقافية وانحصار الثقافة اليمنية في براثن الجهل والتخلف.ثانيا : مرحلة الثورة والنهوض بالثقافة الوطنية في مقاومة الاستعمار البريطاني والقضاء على سيطرة الامامة والمطالبة بالحرية والاستقلال.ثالثا : دور الوحدة اليمنية في تطوير الثقافة الوطنية والانفتاح الثقافي على ثقافة الشعوب.لقد كان الانسان اليمني في مرحلة ما قبل الثورة يكافح من اجل سيادته على ارضه، ورفضه للغزاة ايا كانوا وذلك من اجل العيش الكريم والمستقبل الافضل، وتعد قلعة صيرة شاهداا تاريخيا على كفاح الانسان اليمني من اجل حماية ميناء عدن الواقع علي حافة الجبل، كما شهدت قلعة صيرة والجزيرة معارك خاضها اليمنيون ضد الغزاة والقراصنة ففي 1516م هاجمها البرتغاليون وصدهم جنود القلعة وتعد قلعة صيرة معلما تاريخيا مهماً فقد شهدت المقاومة المكونة من الصيادين والثوار للدفاع عن عدن وعن سيادة اليمن، ضد هجمات الاستعمار البريطاني عام 1829م والذين دخلوها بعد معركة غير متكافئة، كما شهدت قلعة صيرة احداثا تاريخية هامة مر بها الوطن اليمني، ومنها يوم اعادة الوحدة اليمنية، وهي اليوم احدى المعالم التاريخية التي تجذب اليها السياح، وخاصة انها تقع بمحاذاة البحر، والنوارس القادمة الى اليمن وكأنها لؤلؤة تضيء الامواج الزرقاء ما يعطيها منظرا جماليا رائعا يبعث الهدوء والطمأنينة.ونشاهد امام هذا المعلم التاريخي العديد من الزوار المحليين والاجانب ليتعرفوا على تاريخ ثورة اكتوبر والمقاومة التي بذلها الثوار من اجل الدفاع عن سيادة اليمن مما اعطى قلعة صيرة تاريخا مميزا وموقعا سياحيا هاما، كما ان قلعة صيرة تحتاج اليوم الى ترميم للمبنى لاهميتها التاريخية والروحية، ويقال في الاسطورة ان قابيل عندما قتل هابيل خاف اباه آدم ففر هاربا من ارض الهند الى عدن واقام هو واهله في جبل صيرة مما اعطاها قيمة دينية وروحية اضافة الى تاريخ الثوار والصيادين في مقاومة الغزو البريطاني لعدن.لم يقتصر الاهتمام بقلعة صيرة على قيام الثورة اليمنية بل امتد الى عصر النهضة الثقافية والسياحية في عهد دولة الوحدة اليمنية حيث اعطتها دولة الوحدة اهمية في تحويل هذا الموقع الى موقع سياحي واستثماري هام يجذب السياح اليه، والى المتحف الوطني الواقع بجانبه والذي يحتوي العديد من القطع الاثرية تعود الى العصور القديمة والعصر الاسلامي والحضارة اليمنية الحديثة.ان قلعة صيرة التاريخية واحدة من اهم القلاع اليمنية والشاهد على مقاومة الثوار اليمنيين للغزاة البريطانيين وهي ايضا اثر تاريخي نادر يلفت انظار السياح اليه بما له من قيمة تاريخية تجعلنا نعطي اهتماما في توفير المناخ الآمن لهذا الموقع السياحي وننبه الى اهمية توفير الخدمات فيه، وكذلك الارشاد الدائم للزوار وتنبيههم الى خطورة الامواج في بحر صيرة التي دوما ماتحتاج الى تواجد رجال الغوص لانقاذ الغرقى او تحذير الزوار من خطورة الامواج المتدفقة على الشاطئ اثناء هيجان البحر، حتى نستطيع الحفاظ على ارواح الزوار وتفادي الحوادث التي تحصل دوما في هذا الموقع التاريخي والسياحي في الوقت نفسه.وتأتي ذكرى ثورة اكتوبر هذا العام، وقد حقق شعبنا نصرا كبيرا في ترسيخ الديمقراطية وحرية الرأي ونجاح الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحلية لعام 2006م، هذا النجاح الكبير من اجل بناء البنية الاقتصادية وبناء صرح ثقافي وفني متين وهذه الانجازات جاءت في مرحلة ما بعد قيام الوحدة اليمنية وتطوير الثقافة االوطنية، وتعطي دولة الوحدة اليمنية اهمية كبيرة لبناء وترميم المواقع الاثرية مثل قلعة صيرة والصهاريج وترميم ناطحات السحاب في شبام وترميم والمواقع الاثرية في صنعاء القديمة وغيرها من المواقع الاثرية في اليمن.وبمناسبة اعياد ثورتي سبتمبر واكتوبر ونجاح الديمقراطية في بلادنا تقام في شهر اكتوبر مهرجانات فنية وادبية اضافة الى الامسيات الرمضانية، وفي هذا المهرجان سوف تشارك العديد من الفرق الموسيقية، وعدد من المبدعين والفنانين الكبار من مختلف انحاء الجمهورية في مهرجان عدن الثقافي والفني، وسوف تتاح الفرصة للمواهب الفنية الشابة المشاركة تحت رعاية محافظ عدن الاخ احمد محمد الكحلاني، ويعتبر هذا المهرجان فرصة لمشاركة الكتاب والادباء والفنانين للتعارف وتبادل الآراء والتعبير عن هموم واماني المثقفين اليمنيين في مرحلة حرية الرأي والديمقراطية ونجاح الانتخابات الرئاسية ودور المجالس المحلية في رعاية المبدعين والمفكرين والمثقفين وهذا هو المكسب الاول من هذا المهرجان الثقافي الضخم، الذي سوف تشارك فيه عدد من الوفود العربية والاجنبية، وتبادل الخبرات الفنية والثقافية بين الدول المشاركة واليمن.ان المهمة الوطنية الملحة اليوم هي تحقيق حرية الرأي والديمقراطية وكلمة الحق التي تعد مثل المدفع، وترجمة احاسيس ومشاعر الفنان تجاه وطنه بصدق وامانة .. فالاغنية الوطنية والثقافة الوطنية هي صوت الضمير الذي يصبح لغة الشعب كله من خلال المشاعر الفياضة للفنان نفسه.كذلك فان اقامة المهرجان الفني والثقافي يهدف الى تطوير الثقافة اليمنية في مرحلة ما بعد قيام الوحدة اليمنية ونجاح الديمقراطية واتاحة الفرصة للمواهب الفنية والمبدعين الشباب ومعالجة قضية تنمية قدرات الشباب المبدع في تجديد القيمة النبيلة والعظيمة للاغنية الوطنية والثقافة الوطنية من اجل تطوير البنية الاقتصادية وبناء صرح ثقافي متين وحضارة الديمقراطية والاستقلالية السياسية.وما الذي يغري الفنان الحقيقي بالتضحية والنجاح والكسب الا عمل فني عظيم وموقف انساني يحرص عليه الفنان المبدع على رزقه وخدمة وطنه في الوقت نفسه.وهذا المهرجان الفني والثقافي الذي سيقام في هذا الشهر في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن خطوة نحو تثبيت قاعدة فنية وموسيقية في بلادنا حتى يستند الفن على ارضية صلبة وسليمة.