أكاديميون يتحدثون عن المسيرة الوحدوية في عامها العشرين :
صنعاء/ لؤي عباس غالب الوحدة قدر ومصير ... وجدت لتبقى فاليمن واحدة والوحدة خالدة كما قالت الدكتورة وهيبة فارع ..كما أن شواهد التاريخ بماضيه وحاضره ومستقبله تؤكد أن الوحدة قوة والتفرق ضعف كما قال الدكتور قائد عقلان.. بل إن الوحدة اليمنية هدف ثابت وأصيل من أهداف ثورة الـ26من سبتمبر ووليدتها 14اكتوبر فالوحدة أتت نتاج تفاعل رغبة شعبية وإرادة سياسية كما قال الدكتور خالد الفهد.. وبالوحدة أصبح لليمن ثقل سياسيا واقتصاديا على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي وأي مطالب أو حقوق يمكن نستمع إليها ونعالجها في إطار الثوابت الوطنية والتي في مقدمتها الوحدة الوطنية كما قال الدكتور محمد المقبلي ..كانت هذه لمحات من أراء أشخاص عانوا أرق الانفصال وعايشوا ألق الوحدة..شعب يحكي قصة وطن .. ووطن يفخر بانجاز وحدة ..[c1]الوحدة في دمائناالدكتورة وهيبة فارع _ عميد معهد العلوم الإدارية: [/c] الوحدة في دمائنا ونقول لمن ينادون بالانفصال غيروا دماءنا أولا حتى نغير قناعاتنا بالوحدة ..ومن يرفعون رايات التفرقة هم مغرر بهم ويجب أن ندرك أن الدندنة على وتر الانفصال هو لعبة خطرة بل هو لعبة الموت للجميع.. ويجب علينا أن نتجه في حراك صاعد لبناء اليمن وليس في حراك هابط في تجزيء اليمن..فمن يدعو للانفصال فئة فاقدة المصالح لا يمثلون إلا أنفسهم المريضة الكريهة التى لا تحمل أدنى قيم الولاء للوطن.. والذي يدعو لهذا ليس لديه ذرة أخلاق .لا يوجد أجواء مكهربة إلا في رؤوس هؤلاء... وما يحدثه هؤلاء من تقطع وقتل وتشويه بالمواطنين وقطع آذانهم هو جرائم جسيمة ويجب على الأمن أن يتتبعهم ولابد أن يضرب بيد من حديد وليقم عليهم حد الحرابة ولتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ليكونوا عبرة لغيرهم.. فمن يفعل هذا بأخيه اليمني ليس يمنيا بل هو مجرم ودخيل ومدسوس يجب قتله والتنكيل به ..وهؤلاء مغرر بهم وآخرون يدفع لهم ليلا ونحن نعرفهم ... فهم ساعون لتحقيق مصالحهم الشخصية المادية فما يحركهم هو المادة وما يدفع لهم ليلا... وهنا أؤكد أن لا خوف على الوحدة .... فالجو العام في أبعاده الداخلية الإقليمية والعالمية لن يسمح لأي كان أن يحيل اليمن إلى كانتونات وسلطنات..فالانفصاليون ومن يدور في فلكهم ما هم إلا غطاء للإرهاب غطاء لقناعات محددة لبعض الدول المحيطة بالمنطقة ونحن نعرفها .. لكن اليمن قادر على مواجهتها مواجهة شرسة ونؤكد أنه لا خطر على الوحدة..[c1] ليس منا من دعا إلى الانفصال [/c]ونقول ليس منا من دعا للانفصال ليس منا من دعا للتمزق فكلنا يمن واحد وأبناء وطن واحد ذي أرض واحدة وهوية واحدة لا فرق بين يمني و يمني ... ويجب أن نستشعر عظمة تضحيات أبائنا وأجدادنا الذين بذلوا الغالي والنفيس وبذلوا أرواحهم من اجل الاستقلال وإقامة الجمهورية والدفاع عنها فلا بد من أن نستشعر هذا وليكن نصب أعيننا.... أما من يفكر بان يحيل اليمن الى مجموعة كانتونات فهذا أضغاث احلام بائسة تعكس بؤس صاحبها وستظل اليمن واحدة والوحدة صامدة وستتحطم أحلام الطامحين الحالمين بمملكات وسلطنات لم تحقق أي شيء .[c1]الوحدة قوة[/c]الدكتور قائد محمد عقلان- نائب عميد المعهد الوطني لشئون البرامج والتدريب -أستاذ العلوم السياسية جامعه صنعاء: الوحدة هدف استراتيجي عظيم يحسب لليمن شعباً وأرضاً ... وهذا واضح وجلي وراسخ فيما تحمله الوحدة من دلالات فالوحدة هي عكس التجزئة و تعني القوة فالوحدة قوة والانقسام أو الفرقة ضعف وهذا ما تؤكده كل النظريات والشواهد التاريخية ...ومن يدعي عكس ذلك يعارض سنة تاريخية مؤكدة وهو بكلامه هذا يصر على وضع نفسه في مكان خطأ .فالتاريخ بحاضره وماضيه ومستقبله يؤكد بالبرهان أن الوحدة قوة .. ونقول انه إذا ما كان هناك أي ملاحظات على الأداء السياسي أو البرامجي للحكومة أو لأشخاص في الحكومة فهذا قابل للنقاش تحت سقف الوطن ووحدة الوطن ...فالخطأ هو ان يرفع طلب الانفصال .[c1]مع الحقوق وضد الانفصال[/c]ونحن هنا وعبركم نؤكد أن أي انحراف في مسار الوحدة مرفوض وبالمثل أي دعوة للانفصال مرفوضة رفضا شعبيا ونخبويا ...أنا مع المطالبة بالحقوق القانونية والشرعية والمنطقية ..... وهنا نشد على الجميع لتصحيح الأخطاء الحادثة هنا أو هناك بغض النظر أكانت في شمال الوطن أوفي جنوبه ......فالحقيقة أن دولة الوحدة تحملت عبء الدولتين اللتين تشكلت منهما وهذا وضع على عاتقها أعباء كبيرة كانت لها إفرازات سلبية على الدولة ككل ...فالأخطاء والتعثرات قائمة والحل لا يكمن في المطالبة بالانفصال بل في تسوية هذه الأوضاع بالنقاش وبالحوار وبكل الوسائل المتاحة..أما الدعوة إلى الانفصال فهذا هو المرض وهو مشكلة وليس حلاً للإشكالية فالمطالبة بالانفصال يضيف لأشكاليتنا ولا يحلها . [c1]الانفصال انقلاب وليس مطلباً[/c]لا أعتقد أنهم يستحقون أي رسالة لأنهم عبارة عن نفر بسيط يتسلقون بهذه الشعارات للتعبير عن مطالب شخصية لا ترقى لمطالب عقلانية وما يجب هو أن تؤطر هذه المطالب بإطارها الصحيح أما المطالبة بالانفصال فهذا ليس مطلباً وإنما انقلاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلا اعتقد أن أي احد يدعي أن الانفصال حل لأي شيء فالانفصال هو مشكلة بحد ذاته..... نحن مع الناس الذين يطالبون بمظالم وقضايا حقوقية فلهم الحق كل الحق في التعبير عن أصواتهم في كل الوسائل المتاحة وهنا أؤكد تضامني مع الحقوق كل الحقوق لكن على ان يتم التعبير عنها بطريقة قانونية وانصح الجميع بالاصطبار فالمسائل لن تحل في لمح البصر فالتسرع والتعبيرعن المطالب بطريقة حمقاء كالدعوة إلى الانفصال هو الخطر الحقيقي.. ولنا نماذج تاريخية بل ومعاصرة تؤكد أهمية الوحدة فما نشهده في العراق وفي إفغانستان والصومال أدلة على ذلك ..وكأستاذ علوم سياسية أقول إذا كانت الحركات السلمية لم تسهم في تحقيق مطالبك على المدى القريب والبعيد فهي من دون شك لا تخسرك مطالبك بينما أن اللحظات الحمقاء والشطحات الغير المحسوبة هي خسارة بالضرورة .[c1]قيمة حضاريةأما الدكتور خالد الفهد أستاذ الفكر السياسي بجامعة صنعاء فقال:[/c] أن الثاني والعشرين من مايو 1990م جسد على ارض الواقع قيمة حضارية ثابتة مثلت الأصل في التاريخ اليمني الحديث عبر عصوره المختلفة , عادت اليمن فيه موحدة أرضا وشعبا. وأضاف لقد مثل موضوع إعادة تحقيق الوحدة اليمنية هدفا ثابتا وأصيلا لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية 26سبتمبر ووليدتها 14اكتوبر وهذا ما ميز هذه الثورة الناتجة والتي انبعثت من غمار الواقع اليمني بحيث استطاعت التقاط المؤشرات المهمة في حركة ذلك الواقع ,وحققت الانتصار على معوقات تطوره الى الأمام ,بل وأخذت الإجراءات الكفيلة بتغييره وتطويره بالاتجاه الذي سيحقق آمال وتطلعات أبنائه .ومما لاشك فيه انه ومنذ قيام الثورة اليمنية عملت الحكومات المتعاقبة من اجل تحقيق هذا الهدف . وتكفي الإشارة إلى الجهود والخطوات التوحيدية التي تمت في قمة الكويت ولقاء صنعاء عام 1979م, واتفاق عدن 1989م التاريخي والتي اسفرت جميعها اعلان قيام الجمهورية اليمنية .[c1]من أرق التشطير إلى ألق الوحدة[/c] وبذلك انتهت مرحلة التشطير والتفكك والتجزؤ السياسي وما سببه من صراع بين أبناء اليمن الواحد , وبدأت مرحلة جديدة متقدمة في حياة الإنسان اليمني انتقلت به من ارق ظروف التشطير إلى الق الوحدة بما خلقته من تطور في مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.وأكد أن دولة الوحدة اليمنية اعتمدت الخيار الديمقراطي منهاجا للحكم واسلوبا للحياة .وأضاف أن هذا الخيار هو في الأساس تفاعل بين القيادة السياسية والإرادة الشعبية ,وهو في الوقت نفسه انحياز إلى آمال وتطلعات الشعب في الحرية والمشاركة . فقد قامت دولة الوحدة على دستور مكتوب يحدد صلاحيات ومسؤوليات الحكم ويحمي الحقوق والحريات ويشرع الانتخابات العامة التي يختار فيها الناخبون اليمنيون قياداتهم التشريعية والتنفيذية ويقر التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة . مدللا على ذلك بما شهدته الساحة اليمنية الموحدة من انتخابات برلمانية وأخرى رئاسية ومحلية .على الرغم من الأزمات والتحديات والحروب التي رافقت قيام دوله الوحدة ,فان اليمن وبمبادرة ابنه البار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد عمل على استكمال البنية التحتية في اغلب محافظات الجمهورية لاسيما خدمات المياه والكهرباء ,والطرق والاتصالات ,ودعم وتفعيل مؤسسات الدولة في قطاعات التعليم والصحة و حقوق الإنسان , ومازال يعمل على اجتثاث الفساد الذي سببته ظروف المرحلة الماضية فكان صدور قانون مكافحة الفساد وإنشاء هيئة مستقلة لمكافحته ,وتطوير أجهزة السلطة القضائية وإعطاؤها المزيد من الصلاحيات بالإضافة إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية والمضي نحو الحكم المحلي الواسع الصلاحيات .وختم كلامه بالإشارة إلى أولئك الحاقدين والموتورين الذين فقدوا مواقعهم السابقة , وجاهروا بالانفصال ... قائلاَ لهم أن دعوتهم لن تلقى قبولا أو صدى ,لأن الشعب اليمني برمته مع الوحدة وأن الوحدة اليمنية ما عادت إلا لتبقى .[c1]الوحدة حكمة وإيمانأما الدكتور محمد علي حزام المقبلي رئيس مركز نظم المعلومات الإدارية فقال:[/c] مثلت الوحدة اليمنية شمعة مضيئة وسط الظلام الحالك الذي تشهده امتنا العربية والإسلامية ,واثبت اليمنيون أنهم فعلا أهل الإيمان والحكمة كما وصفهم الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ,إذ انه في الوقت الذي كان فيه العالم يتفكك بانهيار الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية يفاجىء اليمن العالم بتوحيد وطنهم .وبفضل الوحدة اليمنية المباركة اصبح المواطن اليمني يتحرك بكل طمأنينة وسهولة ويسر من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب ,كما اصبح لليمن ثقلها السياسي والاقتصادي على المستوى الإقليمي والعربي والدولي.-...وأقول لدعاة الانفصال هيهات لعجلة التاريخ أن تعود إلى الوراء ..فالوحدة راسخة رسوخ الجبال رسوخ نقم وشمسان وردفان ,,وأقول لهم اتقوا الله في هذا الوطن، ان دعواتكم ومشاريعكم الانفصالية الهدامة فاشلة وما هي الا مجرد فقاعات ستتبخر امام الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب في الجنوب قبل الشمال التي لا ترضى بغير الوحدة بديلا.[c1]واجب الحكومة[/c]وينبغي على الحكومة عدم السماح لظهور مثل هذه الدعوات لان الوحدة اليمنية فريضة شرعية وواجب وطني وليست مجالاً للمساومة .وإذا كان هناك من مظالم أو مطالب لبعض الأفراد يمكن الاستماع إليها والعمل على حلها ومعالجتها ولكن في إطار الثوابت الوطنية والتي في مقدمتها الوحدة الوطنية .