الفنان التشكيلي المبدع علي محمد
معروف سالم بامرحول*في الفعالية الثقافية التي نظمها اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين - فرع عدن- عصر يوم الثلاثاء1/ اغسطس/2006م في مقره الكائن بمدينة خورمكسر - عدن- احتفاءً بالصديق العزيز الفنان التشكيلي المبدع علي محمد يحيى الذي تناول باسلوبه الجميل وطلاوة حديثه عرضاً لايخلو من عناصر التشويق والمتعة والجاذبية .. مراحل ومحطات هامة من حياته الفنية الإبداعية في مجال الفنون التشكيلية وكيفية نمو بذرة الحب والعشق لهذا اللون من الوان الفن بدءاً من مرحلة الهواية لتغدو مهنة وحباً جارفاً يسري بين جوانحه وثناياه، ومكوناً بارزاً لشخصيته وفي سياق استعراضه لمحاور مداخلته اشار في مفتتح حديثه الى بداية ميلاد وظهور ونشأة وتطور الفن التشكيلي في مدينة عدن.وأوضح للحاضرين اسباب ودواعي اختياره لمدينة عدن بقوله :- إن عدن تعني بالنسبة له جذوة الحب والانتماء - عدن هي مسقط رأسه والمدينة التي شهدت لحظة قدومه الى الحياة ، في اعماق حاراتها وشوارعها وسواحلها ذات الرمال الذهبية الناعمة وفي ازقتها الضيقة وملاعبها وحدائقها ومدارسها وبين دفء احضان اهلها الطيبين .. تشكلت ملامح شخصيته وتفتحت مداركه .. واردف الفنان علي محمد يحيى بالقول :-إن مدينة عدن تعتبر اجمل المدن اليمنية - في نظره - وهي جزء لايتجزأ من الارض اليمنية الواسعة بتضاريسها وسهولها وجبالها وبحارها وخلجانها ومناطقها الريفية المترامية الأطراف بلاد اليمن عامة بالنسبة للفنان الانسان علي محمد يحيى هي اجمل بلد في هذا الكون . وكما ان لكل منطقة ومحافظة خصوصية تاريخية وجغرافية ومميزات التنوع البيئي والمناخي التي حباها الله سبحانه وتعالى بها منذ بداية الخلق ، الى جانب اهتمامات اهلها وسكانها بوسائل وسبل عيشهم ورزقهم وطرق وانماط حياتهم وكذلك تباين طقوس عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية التي يعود مصدرها جميعاً الى ينبوع الموروث التاريخي والحضاري العريق لليمن فان الخصوصية التي تميزت وعرفت بها مدينة عدن عبر الحقب والازمنة والعصور انها شهدت نمواً وتطوراً مضطرداً في جوانب الحياة الاقتصادية والتجارية والثقافية والفنية والرياضية والمسرحية ... الخ وهي حقائق تاريخية معروفه ولايختلف عليها اثنان.ولهذه الاسباب مجتمعة جاء اهتمام وتركيز الفنان التشكيلي علي محمد يحيى واختياره لتشكيلة وباقة جميلة وقطوف ملونة من مخزون ذاكرته القوية - وهو في العقد السادس من العمر - أطال الله في عمره - ولايزال يتمتع بحيوية وعنفوان الشباب .. والذين يعرفون صديقي الفنان التشكيلي علي محمد يحيى لاشك انهم يؤكدون ثراء وخصوبة وسعة ثقافته والسمات والصفات الانسانية التي يتحلى بها وتواضعه وبساطته في تعامله بصدق وشفافية ووضوح مع الآخرين من حوله وباختصار شياكة وأناقة وجاذبية روحه النقية واخلاقه الرفيعة كيف لا .... !؟ وهو الفنان الذي نشأ برفقة وصحبة نخبة من الرواد الاوائل الذين شكلوا وعمقوا تلك الصفات النبيلة في داخله وتتلمذ على يديهم وتعلم منهم مهارات فنية وابداعية كان لها عميق الاثر في غرس قيم ومعاني الحب والخير والجمال في نفسه تجلت صوراً فنية جميلة اخاذه تنعكس في ممارساته وسلوكياته الحياتية اليومية مع من حوله.[c1]الفنان علي محمد يحيى وتلفزيون عدن[/c]منذ تأسيس تلفزيون عدن في 8/سبتمبر/1964م اهتمت القيادات المتعاقبة باستقطاب العديد من الفنانين التشكيليين والاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم الابداعية الفنية وخبراتهم الطويلة في تصميم الديكورات و ( الاسكتشات) الخاصة بالبرامج التلفزيونية المختلفة ( دراما، رياضة، اطفال و سهرات غنائية .... الخ) .** لايزال قسم الديكور والخدمات الفنية في تلفزيون عدن واحداً من الاقسام الفنية والابداعية الفاعلة، ويتواصل اهتمام قيادة الادارة العامة للبرامج ممثلة في الادارة العامة للانتاج في دعم هذا القسم الحيوي والهام بوسائل ومتطلبات العمل اللازمة - وفي حدود الامكانيات المادية المتاحة- واستقطاب العديد من الفنانين التشكيليين والاستفادة من انتاجهم الفني ولايمكن للتلفزيون ، الاستغناء عنهم حتى في ظل التقنيات العصرية الحديثة التي ادخلت في النشاط الاعلامي التلفزيوني والانتاج البرامجي والاخباري والدرامي في جميع محطات التلفزيون العربية والعالمية ، حيث وفرت تلك التقنية الفنية والالكترونية الحديثة امكانيات هائلة للمخرجين والقائمين على انتاج البرامج التلفزيونية واصبح اليوم جهاز الكمبيوتر يقوم بتلك الوظيفة الابداعية - الجمالية- المعروفة بـ ( الجرافيك ثلاثي الابعاد) ( 3D Graphic - ويتولى المخرج التلفزيوني اختيار المناظر الجميلة والمناسبة وفقاً لاغراض واهداف برنامجه كما توفر تقنية ( الجرافيك) تصميم ( خلفيات مصورة) ( back ground) بحيث تكون مناسبة للمذيعين او للممثلين اوضيوف البرنامج فالمناظر والرسومات واللوحات التشكيلية المخزونة في جهاز الكمبيوتر يمكنها ان تتحرك وتنتقل من زاوية الى اخرى وفقاً لحركة الكاميرا التلفزيونية وابعاد اللقطة - الكادر ( Zoom ) في اي عمل برامجي ، الامر الذي يخلق حالة من الارتياح النفسي والاشباع الروحي والوجداني للمشاهدين وتأمين عناصر التشويق والمتعة والجاذبية والمتابعة للبرنامج.** الفنان التشكيلي المبدع علي محمد يحيى كان واحداً من نخبة جميلة من كبار الفنانين الذين عملوا مع تلفزيون عدن واسهموا بفعالية في تشكيل الصورة الجمالية لبرامج تلفزيون عدن منذ تأسيسه عام 1964م وتعود معرفتي بالصديق الفنان علي محمد يحيى وتلك النخبة من الفنانين الى عام 1975م وفي سياق هذا التناول اتذكر هؤلاء الفنانين ( محمد سعيد باوزير، علي غداف، عبدالقادر حداد، عبدالله الامين، محمد الجريدي، وقد عملوا جميعاً باخلاص وحب شديد للتلفزيون وقدموا عطاءات فنية وإبداعية رائعة وجميلة لازالت محفورة في ذاكرة ووجدان المشاهدين لتلفزيون عدن وفي بداية ارتباطي بالعمل في التلفزيون حينذاك معد ومقدم برامج فئوية وتنموية بدعم ورعاية من الاستاذين القديرين المغفور لهما بأذنه تعالى احمد سعيد الحاج وعلوي السقاف وكنت لازلت طالباً في المرحلة الثانوية .. حيث تابعت بشغف كبير ودهشة تلك الجهود التي كانوا يبذلونها يرسمون على لوحات خشبية كبيرة مناظر مختلفة تعكس اغراض كل برنامج بوسائل عمل بسيطة لايتخيلها عقل انسان يعتمدون على الواح الخشب والطلاء والاقمشة المختلفة والحبال ويتم تثبيت تلك اللوحات والستائر في مختلف زوايا الاستديو الخاص بالبث البرامجي اليومي وهو الاستديو الوحيد في المحطة القديمة لتلفزيون عدن الكائنة في ( جبل الساعة) بمدينة التواهي الى جانب الاستديو الصغير الخاص بنشرات الاخبار والربط ولاغراض تصميم ديكورات خاصة ببرامج السهرات الغنائية يتولى الجميع المشاركة في حملة لتقطيع اغصان الاشجار المحيطة بالمحطة وتستخدم في الاستديو واحضار اشجار الموز من لحج ويتولى الفنان علي محمد يحيى تصميم لوحات عبارة عن سواقي مياه وانواع من الطيور وتبدو في الصورة التلفزيونية واقفة على اغصان تلك الاشجار ولعل الكثير من المشاهدين لايزالون يتذكرون سهرات برنامج ( جنة الالحان) والتمثيليات التي قدمت عبر البرنامج الاسبوعي كل يوم احد ( مسرح التلفزيون) ..** لقد كان صائباً ومحقاً زميلي عبدالله الضراسي الذي دعاني لرفقته وصحبته حضور تلك الفعالية الثقافية للفنان علي محمد يحيى...وفيما تناوله الضراسي يوم الاثنين الماضي ( لقد صادر علينا - الفنان علي محمد يحيى- احساسنا الآتي ونجح في نقلنا لاكثر من عقود زمنية الى الوراء الفني الجميل وهو ماتفتقده عدن المكان وكذا الزمان الا ان فناننا التشكيلي الكبير تمكن قرابة ثلاثة ارباع الساعة من اخذنا معه الى بوابات تشكيلية كان مرشدنا ومؤرخنا) .وإذا كان الفنان التشكيلي الصديق علي محمد يحيى قدم لنا في تلك الفعالية لوحات فنية تاريخية ومخزوناً تاريخياً للفن التشكيلي في مدينة عدن منذ عام 1930م الا ان الامنية والمطلب الرئيس يظل ملحاً ان تهتم الجهات المعنية بوزارة الثقافة في توثيق ذلك المخزون الثقافي الهائل ليغدو مرجعاً هاماً لكل الاجيال واذا كان الفنان علي محمد يحيى قد انقطع لسنوات عن ممارسة الكتابة بالريشة والالوان الا انه ظل يمارس عطاءات ابداعية جميلة عبر كتاباته الثقافية المتنوعة التي نطالعها عبر الصحف المحلية.. واهتم في السنوات الاخيرة بانجاز واعداد البرامج التلفزيونية حيث تولى قبل ثلاث سنوات ..اعداد المسابقة التلفزيونية الرمضانية ( الكبرى) في ثلاثين حلقة ويقوم حالياً بانجاز مسابقة رمضان 1427هـ للاطفال بعنوان ( نحن كنا فين ؟؟) في ثلاثين حلقة .. خالص الامنيات القلبية واصدقها للصديق العزيز الفنان التشكيلي الكبير علي محمد يحيى بدوام الصحة والسعادة في حياته والتوفيق والنجاح في عطاءاته وابداعاته.[c1]* Email: [email protected]صحفي معد ومقدم برامج - تلفزيون عدن ق 2[/c]