يلعب الدف والطبل دوراً هاماً في الموسيقى الشعبية اليمنية ، فالكلمة وحدها لاتستطيع أن تشكل أثراً في الأداء من غير نغم ، يرافقها وفق حالة صانعها وموقفه العاطفي ومضمون مايريد البوح به وللدف قصة مع الإنسان اليمني منذ زمن طويل الذي رافقه في رحلته في ليالي الأنس في الصحراء حيث كان الإنسان يستريح بعد رحلته الطويلة مع زملائه في مخيم صحراوي فيتركون الجمال منتظرة ويجلسون القرفصاء ، وينشدون أعظم الألحان والموال اليمني المعروف والأغنية اليمنية المشهورة (أغنية ياجمال ريتك باتجمل) وصوت الدف والطبل يحملان نغمة شبة موحدة في الإيقاع الموسيقي ، ومن خلال الإيقاعات الموسيقية تبعث وتتلاقى الاصوات في تنوع خصب ، وتناغم فريد ، وينتح هذا طابعة الموسيقي الشعبي ، ويمتزج اللحن الشعبي مع الأغنية أو النشيد أو الموال للمغني الرحال في وسط الصحراء أو الصياد وهو على قاربه على أمواج البحر حيث يتسلى الصيادون مع إيقاعات الدف أو الطبل .ويستخدم الدف أو الطبل في الأعراس والحفلات الرسمية عندما تقام المهرجانات الراقصة في الشوارع أو( المخادر) في الأحياء الشعبية حيث تقام على أنغام رقصة الحناء أو الزفاف أو حفلات المواليد ، وعلى الرغم من تطور الآلات الموسيقية إلا أن الدف والطبل يعد الأكثر انتشارا في اليمن وعلى إيقاعاتهما يتوهج الأمل والفكاهة الحلوة .[c1]الفرق الشعبية الغنائية[/c]وبالنسبة للموسيقى الشعبية ، التي تستخدم الآلات الشعبية مثل الدف والطبل والمزمار . حيث تعد هذه الآلات من التراث الشعبي التي ينبغي الحفاظ عليها حيث بدأ المزمار يختفي ، وأستمر الدف في العمل لذا من الضروري الحفاظ على هذه الآلات وتشجيع الفرق الغنائية الشعبية كجزء من التراث القومي ، وعلى وزارة الثقافة والسياحة جذب الفنانين الشعبيين للمشاركة في المهرجانات الوطنية لأن آلة الدف والطبل والمزمار تجذب الأنظار خاصة أنظار الأوربيين الذي لاتوجد عندهم.كما يتوجب اشتراك الفرق الشعبية في المهرجانات للتمكن من توثيق الأغاني الشعبية وحفظها في مكتبات فنية مثل مكتبة الإذاعة والتلفزيون وحفظ الأشرطة الموثقة على أجهزة الكمبيوتر والانترنت حيث يتمكن الدارس للموسيقى الشعبية من الإطلاع على هذه الآلآت العجيبة التي تدهش الجميع لقوة إيقاعاتها الطبيعية والتي تعد سهله الإستخدام في العزف ، وتناسب الطالب الدارس للموسيقى وأيضاً يستخدمها المواطن العادي في الصحراء والبحر والحقل .[c1]الإبداع في الموسيقى الشعبية[/c]من المنطق الحفاظ على تراثنا الموسيقي والتراث الغنائي والبحث عن الآت الموسيقى الشعبية مثل الدف والطبل والمزمار والعود وتعريف الأجيال القادمة على تاريخنا الموسيقي ، خاصة ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين حيث ظهرت الإيقاعات.الموسيقى السريعة التي جذبت أنظار الشباب وأهملت الموسيقى الشعبية وأصبحت لاتستخدم إلا في الأحياء الشعبية في المناطق النائية وتستخدم مع السير الطويل للقوافل في الصحراء أو مع الصيادين وسط البحر ، ونتذكرها في المهرجانات الموسيقية الشعبية .كما ندعو إلى رعاية الفنانين الشباب الذين اقتحموا الفن حديثاً ، وهم من خريجي معهد الفنون الجميلة عدن ، وقدموا أنفسهم من خلال الأغنية الشعبية والوطنية وتعريفهم بأهمية الآلات وضرورة الحفاظ عليها وتطويرها والاهتمام بالتراث الموسيقي اليمني .[c1]الفنانون والشباب[/c] هناك موجة ترحيب وتفاؤل من المبدعين الشباب في مجال الموسيقى الحديثة بضرورة إدخال الموسيقى الشعبية في الأغاني الحديثة مثل أغنية ( آلا ياطير يالأخضر ) والتي يصحبها الدف والطبل في معظم إيقاعات الأغنية ، حيث جعلها بعض الفنانين الشباب تغنى على إيقاعات الموسيقى الحديثة إضافة إلى إيقاعات الدف.إلا أن معظم الفنانين الشباب تحدوهم الآمال المنعقدة على الجديد من العطاء في مجال تطوير الأغاني اليمنية وتغير مسار الأغنية اليمنية إلى الأفضل وكلما تعثر واحد منهم ، كان المتفائلون يقولون إن أمالنا متجددة في الشباب الآخرين .. أنهم سيحققون لنا كل مانحلم للأغنية والموسيقى ولكن يتكرر السقوط الواحد تلو الآخر.وظل المتفائلون على موقفهم لأن هذا السقوط لايعني أكثر من كبوة جواد منذ البداية .وما الذي تبقى إلا الآمال والأحلام ومنذ البداية .. لابد من إقرار الوحدة بين الموسيقى الشعبية والموسيقى الحديثة من ناحية إدخالها على الآلات الشعبية مثل ( الدف والطبل والمزمار والعود) وقيام الفنانين الشباب بالعزف المستمر عليها والحفاظ على التراث الغنائي اليمني .إن إشراف الدولة على تسجيل الأغاني الحديثة للفنانين يساعد على نشر الأغنية على مستوى القناة التلفزيونية الفضائية والإذاعة المركزية إضافة إلى دور القطاع الخاص في نشر أشرطة الكاسيت لجمهور الأغنية .. كما نجد تخوف فئة القطاع الخاص من هذا المجال لعدم الحصول على الربح السريع أو فشل التجربة لأحد المنتجين المحليين . وتفضيل العمل مع المنتجين من الدول العربية المجاورة نظراً لتزايد المغنيات المعاصرات في نشر أغاني الفيديو كليب الراقصة على إيقاعات الموسيقة السريعة.إن معظم الفنانين الشباب اليوم لايتذوقون إيقاعات الآلات الموسيقية الشعبية لأنهم يركضون وراء الشهرة السريعة والربح السريع حسب متطلبات العصر وهم في صراع مستمر مع الفن الغنائي القديم ، فهم لايعرفون كيف يكتبون الجديد الذي جاءوا من أجله وكيف ينافسون القديم الذي وجد مساعدة كبيرة من قبل الدولة في السابق ولايجدها الشباب اليوم وكيف يبرزون إبداعاتهم ودراساتهم الأكاديمية للفن الموسيقى والأغنية والوصول إلى المجد ، لذا لم يجد هؤلاء الشباب أمامهم طريقاً لكسب المال والشهرة سوى حفلات الأعراس وفي النوادي الليلية حيث يكون الطلب على الموسيقى الحديثة السريعة الإيقاع .فالإهتمام بالشكل والبحث عن الأسلوب المميز .. يطغى تماماً على تفكير أغلب الفنانين الشباب ، ولعل السبب في ذلك أنهم يحاولون المرور على بوابة الفن دون إصطدام حقيقي من المنافسين لهم في هذا المجال.كلمتي الأخيرة توجيه دعوة جادة أن الحفاظ على الآلات الموسيقية الشعبية وجمعها في متحف التراث الشعبي من عدن ، وفرض تعلمها في المعاهد الفنية في بلادنا مثل معهد الفنون الجميلة بعدن ، حتى يتذوقها الشباب ويعمل على تطويرها واستخدامها في المشاريع الفنية الغنائية.[c1]* د. زينب حزام[/c]
|
ثقافة
الدف.. والإيقاع .. في الموسيقى الشعبية
أخبار متعلقة