كتاب
[c1](6 - 6) الجزء الثاني والأخير[/c] تأليف / لوسيل فيغرييه عرض / إصلاح العبد كتاب "أحداث عشتها في اليمن" تأليف لوسيل فيغرييه، وترجمة / خالد طه الخالد ، صدر عن دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ، الطبعة العربية الأولى . المؤلفة هي من الشخصيات التي عرفت اليمن عن قرب فجاء كتابها واقعاً وأحداثاً عاشتها المؤلفة لوسيل التي ولدت في إقليم "تورين" الفرنسي ، في أسرة طبية ، فجدها لوسان فيغرييه كان طبيباً عقيداً، وأخو جدها شارل فيغرييه كان طبيباً فريقاً ، ووالدها بييرفيغر كان طبيباً أيضاً .كان والدها يعمل في المغرب حتى عام 1946م انتهت فترة عمله في مناجم "جردة" في المغرب، حينها عرضت وزارة العلاقات الثقافية الفرنسية على والدها إدارة المستشفى الفرنسي في صنعاء باليمن حيث كان نداء الشرق الأوسط يثير الجميع .غادرت لوسيل اليمن إلى فرنسا والسعادة تغمرها متمنية أن يحالفها الحظ ذات يوم للعودة إلى اليمن ورؤية صنعاء ثانية وبالفعل تحقق لها ذلك عندما دُعيت في عام 2003م إلى افتتاح معرض عن العيد الـ 13 للوحدة اليمنية بسفارة اليمن في باريس كما أقيم معرض آخر حضره وزير الإعلام اليمني حسين العواضي والقى كلمة في حفل الافتتاح وعمل وزير الإعلام على دعوة وفد من الصحفيين بينهم لوسيل فيغرييه لزيارة اليمن لاحقاً كما دعا الفنانة التشكيلية كلود ايكار وهي صديقة للوسيل.جاء موعد السفر وغادر الجميع إلى مطار رواسي ووجدوا خديجة السلامي المسؤولة الإعلامية بالسفارة اليمنية بباريس والتي من المقرر ان ترافقهم في هذه الرحلة وتكون المرشدة والمنظمة للرحلة التي ستستمر من 9 ــ 16 أبريل 2004م، وصل الوفد إلى صنعاء في وقت العصر وكما ينبغي جرى للوفد استقبال في صالة التشريفات بالمطار وكان هناك باص خاص مكلف بتنقلات الوفد طوال فترة اقامتهم اضافة إلى سيارة شرطة .حيث تقول لوسيل عن الرحلة انها رحلة رسمية زادت من كبريائي وذكرتني بزيارتي الأولى في 1947م حيث كنا ضيوفاً على الإمام يحيى .وتضيف لوسيل قائلة ان الوفد والمرافقين لهم بمجرد ان عرفوا انها عرفت اليمن في عام 1947م وهي في السابعة عشرة من عمرها »واني تعرفت على افراد الاسرة "المالكة" الذين كانوا يطرحون علي اسئلة حول تلك الفترة وكنت أجيب عنها بطيب خاطر« .وتشير إلى ان اليمنيين لم يتغيروا فهم شعب ودود باسم ولازالوا يحتفضون بخصوصيتهم وهو ارتداء الجنبية وفي المقابل النساء مغطيات بالأسود ولاترى الا أعينهم الفاتنة التي تبدو كجواهر تتلألأ.[c1]الرئيس علي عبدالله صالح يستقبل الوفد الفرنسي[/c]كما تستعرض المؤلفة في الفصلين الثامن عشر والتاسع عشر زياراتهم لمختلف المدن اليمنية منها إب وجبلة مدينة الملكة أروى وتعز ووصفها لهذه المناطق وما اثار اعجابهم هو المدرجات الزراعية التي تتميز بها اليمن كما عملوا على زيارة عدد من المرافق الحكومية والصحف حيث تعلق المؤلفة قائلة " كل شيء حديث جداً وبعض الصحف مزودة بالأجهزة الحديثة والمتطورة لكن لاتوجد مصاعد كهربائية لمعظم البنايات التي زرناها حيث امضينا ساعات في صعود ونزول الدرجات ولحسن الحظ ان البنايات حديثة والدرجات غير مرتفعة ومنتظمة بينما في الماضي كانت الدرجات في اليمن ذات ارتفاع وحجم متفاوت وكان هذا متعباً جداً " وأهم ما تشير إليه المؤلفة في هذا الفصل هو مقابلتها للرئيس علي عبدالله صالح وان خديجة السلامي قدمت للرئيس شخصيات الوفد واحداً واحداً واخبرت الرئيس بأن "لوسيل" كتبت كتاباً عن اليمن وسلمته نسخة من الكتاب وبعد أن نظر اليه ونظر للصور التي فيه نظر إلى لوسيل وطلب منها الاقتراب كي تعطيه اسماء شخصيات الصور ولاسيما الأمراء وطرح عليها عدداً من الاسئلة وعندما علم ان والدها كان طبيباً وتوفي ودفن في صنعاء سألها عن مكان قبر والدها فقال لها حرفياً " من غير المقبول ان لايكون هنالك شيء يذكر بذكرى والدك يجب وضع نصب مع نفس اللوحة التي سمح بوضعها الامام يحيى وستتحمل الحكومة التكاليف " .. تقول لوسيل كنت متأثرة جداً حتى اني لم اعد أعرف ماذا أقول فمثل هذا التقدير للبعثات الطبية الفرنسية أثلج صدري .وتم عقد مؤتمر صحفي من قبل الوفد الصحفي الفرنسي مع الرئيس علي عبدالله صالح .ولم تنس ان تصف كرم اليمنيين والاكلات اليمنية الشهيرة .[c1]زيارة عدن [/c]تتطرق لوسيل في الفصل العشرين من كتابها "احداث عشتها في اليمن " إلى زيارتها لعدن التي مرت بها في عام 1947م ولم ترق لها لشدة الحر فيها فقاموا بزيارة صهاريج الطويلة والتي تسمى صهاريج الملكة سبأ وفقاً للأسطورة. وتضيف لوسيل قائلة "كنت قد سمعت منذ عام 1947م عن صهاريج ملكة سبأ " ، وهي تقع في عرض جبل شمسان ويعود تاريخها إلى قبل تاريخنا المسيحي تلفح الشمس بأشعتها الجبل وتعيد ارسال حرارتها إلى مدينة عدن وهو ما يفسر الحرارة الخانقة للمدينة .وتشير إلى زيارتهم لميناء عدن ولميناء الحاويات والمنطقة الحرة التي يجري الأعداد حالياً لاطلاقها وكون الرحلة منظمة لصحفيي وسائل الإعلام الفرنسية قاموا بزيارة إحدى الصحف وطلب احد الصحفيين إجراء مقابلة معها وتم اجراء المقابلة وحدثته عن اعجابها بالطريقة التي تطورت بها اليمن .كما قام الوفد بزيارة منزل "رامبو" وتعبر لوسيل عن استيائها وكذا استياء بعض الحاضرين من طريقة كتابة اسم رامبو في اللوحة الضوئية التي تقع في الركن العلوي لباب فندق رامبو "Rambow" بينما الصحيح هو " Rimbaud" فهذا شاعر معروف عالمياً يجب ان يكتب اسمه بشكل فرنسي صحيح.غادر الوفد عدن متجهاً إلى تعز ثم صنعاء ليتأهبوا للسفر ووصل الوفد إلى مطار رواسي بباريس ولازالت لوسيل تتساءل دائماً ان كان الحظ الذي حالفها لزيارة اليمن ليس حلماً فمن النادر في الحياة ان تتمكن من رؤية بلد مثل اليمن يتطور على إيقاع خاص ، حيث يتطور ويظل محافظاً على جوهره فاليمن بلد عصري إلا أنه مازال محتفظاً بجمال ماضيه .وتختم لوسيل كتابها بعبارة "كلما زرت اليمن ازددت حباً لعقلية ساكنيه وازداد ولعي به وسيبقى اليمن إلى الأبد غالياً على قلبي" .طاب قلمك يا لوسيل وإلى كتاب آخر أعمق واشمل .