إبتسام العسيريالحزن الفرح الموت الحرية الوحدة ومعاناة الإنسان كلها معان صورها الشاعر في اعماله المسرحية والروائية والشعرية.فيكتور هيجو احد اكبر كتاب الأدب الفرنسي بل والعالمي في القرن التاسع عشر اشتهر بكتابة كل أنواع الأدب من شعر ورواية ومسرح ولهذا يمكن الجزم بأنه لم يكن ينتمي لأي تيار أدبي خاصة مع وجوده في فترة تميزت بتعدد التيارات الأدبية كالكلاسيكية وبداية الرومانسية.عرف بتعهده للسياسية ويتضح ذلك من خلال افكاره نحو الحريات والتوحد وله فيكتور هيجو في ( بيز الكون) الفرنسية عام 1802م لأدب كان احد جنرالات الجيش وخلال طفولته سافر مع والده الى اوروبا ومن ثم استقر في باريس ليلتحق بمدرسة سياسية ولكن حبه للادب جره بعيداً عن هذا الجانب.ومنذ ان كان في الرابعة عشر من عمره كان يحب الشعر حيث قال مقولته المشهورة ( اريد ان اكون شاتو برياند) وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره تفتقت موهبته الشعرية حتى اجتذب بأول ديوان له الملك الذي منحه راتباً شهرياً.تزوج فيكتور هيجو من حديقة طفولته ( أويل فوشيه) وخلال رحلته التقى بممثلة شابة كان لها اثر كبير في حياة هيجو هي ( جوليت دورويت) وكان ذلك في العام 1833م واستمرت علاقتهما الى أن توفيت جولييت قبله بعامين.وجدير بالاشارة انه صدر مؤخراً اصدار يحتوي على مراسلات فيكتور هيجو وجولييت درويت.سياسياً التحق هيجو بالاكاديمية الفرنسية في عام 1841م واصبح عضواً فيها ومنذ ان ماتت ابنته ( ليو بولدين) كرس نفسة للسياسة حيث انتخب نائباً في عام 1848م.وفي هذه الفترة كان هيجو مسانداً ( اللويس نابيليون) وحين اصبح امبراطوراً عام 1851م هاجمه بشدة مما اضطره للهروب الى بلجيكا ليستمر في المنفى تسعة عشر عاماً ويعلن نفسه جمهورياً عام 1859م رافضاً العفو الجمهوري الذي اصدره حياله الامبراطور ( نابيلون الثالث).وخلال فترة بقائه في المنفى أعلن عن أشهر أعماله المسرحية والروائية والشعرية.وبالحديث عن أشهر أعماله المسرحية اعلن هيجو عن اول أعماله المسرحية ( كرومويل) في العام 1826م والتي اثارت مقدمتها ثورة في الادب وبرزت كاحد علامات التيار الرومانسي.في تلك الفترة لقب هو باستاذ الرومنسية الا انه رفض هذا اللقب لانه كان يرفض الانتماء لاي تيار ادبي.وفي العام 1830م كتب هيجو سر( هيرناني) التي اوجدت جدلاً قوياً بين انصار الجديد وانصار القديم.كتب هو جو ثلاثة عشر مسرحية كسر خلالها قواعد المسرح الكلاسيكي ووحداته الثلاثة: الزمان والمكان والحدث المسرحي منتقلاً من الشعر الى النثر.واصل هيجو كتابة القصائد والروايات حيث اعلن عن اول ديوان له وهو في العشرين من عمره اوتلاه سبعة عشر ديوان ابرزها ( الشرقيات) الذي نشره في العام 1859م و( اسطورة العصور) في العام 1859م وأعلن عن ( التآملات) في عام 1856م والذي امتلأت قصائده بمشاعر الحزن والآسى لفقدانه ابنته ( ليو بولدين) التي ماتت غرقاً في نهر السين/ حيث ترك تاريخ وفاتها علامة هامة في حياة فيكتور هيجو.وعن اشهر رواياته التي عرفت بروائع الادب العالمي رائعة( احد نوتردام) التي مس فيها طبقة المهمشين في المجتمع وقضية الحب المدمر والتضحية بالحب ويستحضر هوجو في هذه الرواية العصور الوسطى بما فيها الاقطاعية و الملكية المطلقة واعاد لكتدراتيه نوتردام الشهيرة مجدها بعد ان صارت مجرد تاريخ.اما في روايته الشهيرة جداً ( البؤساء) التي اعلن عنها في العام 1862م اعطى هيجو صورة اجتماعية متكاملة عن حالة المجتمع في الفترة التي تلت ثورة 1832م والتي القت بضلالها على الجتمع وطبقاته خاصة طبقة الشعبيين والفقراء البسطاء واصفاً البؤس الذي كانوا يرزمون تحته لقد بلغ هيجو في هذه الرواية قمة النضج الروائي.وفي العام 1866م اعلن عن رواية ( عمال البحر) التي تطرق فيها الى العلاقة بين البحر والانسان والصراع الازلي القائم بينهما.جمع هيجو في رواياته بين الرومنسية والانسانية ودائماً ابطال رواياته يواجهون الفشل نتيجة لقوى السلطة واتسمت رواياته ايضاً بالخروج عن جو القصور والاستقراطية الى الاتصال بالمهمشين والفقراء.توفي هيجو في العام 1885م وسط توديع حار من قبل كافة شرائح المجتمع الفرنسي واقيمت له جنازة رسمية شيعها مليون شخص وقد وري جسده مقبرة العظماء في ( بانتيون).كان هيجو رمزاً ادبياً كبيراً دافع عن حرية التعبير من خلال مسرحياته واعتبر التجديد المسرحي يجب ان يرتكز على ثلاث نقاط : احترام التاريخ ، وربط الماضي بالحاضر والاسلوب الشعري الرفيع واللجؤ الى السخرية الشعبية.وكان هيجو الشاعر يدرك ان الشاعر الحق يحمل رسالة تنبئية ويعيد صياغة التاريخ البشري ويعطية معان مبتكرة ومن هنا اعتبر هيجو المجدد الاول للشعرية الفرنسية.
|
ثقافة
فيكتور هيجو .. الأديب والسياسي والإنسان
أخبار متعلقة