رحلتي مع المسرح
[c1]قصة كفاح فرقة المصافي الكوميدية[/c] في الحلقة الماضية رقم (210) من هذه السلسلة التي نشرت في عدد يوم الخميس 9/8/2006م. من صحيفة ( 14 أكتوبر ) الغراء وعدت القراء أن أحدثهم عن تاريخ ( فرقة المصافي الكوميدية ) ، وتاريخ هذه الفرقة كان قد بدأ في أكتوير من عام 1957م . في مدينة عدن الصغرى بشخصيتين فقط ، هما المغفور له بإذن الله جعفر أحمد علي ، والفنان المسرحي ناصر حسين ناصر بن طالب ، وهما من موظفي شركة مصافي عدن ، وكان الأول يعمل ضابط أمن ، والثاني مسير آلات طابعة وعضو في ( فرقة نجوم المصافي ) ، وهي أول فرقة مسرحيةأسستها واخترت لها مسرحية ( زواج بين السيف والعقيدة ) راجع الحلقة رقم ( 36 ) ، وكان يوم تقديم عرضنا الأول في مدينة ( البريقة ) ، وجاءني الأخ ناصر حسين وعرض علي رغبة الأخ جعفر أحمد علي ورغبته في تقديم مشهد كوميدي مرتجل في استراحة المسرحية ، وبعد حديثي معهما والأخ ( مقدم العرض ) محمد شمشير ، ومعرفة موضوع المسرحية الفكاهي والفترة الزمنية لعرضه سألت الأخ جعفر عن إسم فرقته فقال مباشرة ( فرقة المصافي الكوميدية ) ، ولم تكن للفرقة شهرة ولم يظهر لها إسم من قبل ، فوافقت على أن يقدمها الأخ شمشير بين المشهدين الأول والثاني ، وقدما مشهداً كوميدياً مرتجلاً بأسم ( الحلاق العالمي ) ضحك له الحضور ، وكانت تلك الليلة ليلة بداية نشاطها في تقديم مشاهد كوميدية قصيرة ، ثم انضم إلى الفرقة الثنائية كل من الأخوة الحاج عمر طاهر ، وأمين ناشر ، وعلي صالح بن صالح ، وعبده غرامة ، ومحمد عبدالله عميٍّر الذي تخصص في تقديم أدوار النساء ، وفي عام 1959م . إنضم إلى الفرقة السيد حسن صالح محمد وهو ذو اهتمامات متعددة في التمثيل والغناء والشعر الغنائي وفي تأليف المشاهد الكوميدية وتحديد دوائر حواراتها كما يشترك مع المخرج في الإخراج أحياناً ، ويتمتع بعلاقات طيبة مع الكثيرين من الأدباء والمثقفين والموسيقيين ، فأضاف إلى الفرقة قوة فنية ، ومقدرة إدارية ، ونالت الفرقة إقبالاً شديداً حيث استطاعت أن تقدم تمثيليات كوميدية مرتجلة في كل شهر في الأحتفالات التي كانت تقيمها نقابة عمال المصافي في البريقة ، كما كانت تلقى ترحيباً من فنانينا المشهورين :محمد مرشد ناجي ، وأحمد بن أحمد قاسم ، وسالم أحمد بامدهف ، وياسين فارع ، ومحمد عبده زيدي وآخرين لتقديم مشاهد كوميدية مرتجلة كلما أقام أحدهم حفلاً غنائياً في البريقة أو خارجها .. وكانت من أشهر تمثيلياتها الأرتجالية : المحلل ، قعادة كرى ، المصور ، المنجم ، وسيفهم القارئ من أسماء الكوميديات أنها كانت تتناول مواضيع أخلاقية وتقدم نقداً بناء بقالب فكاهي لبعض العادات والتصرفات الاجتماعية ، وقد ضمنت الفرقة نجاحها بفضل وحدة نظرتها لمعالجة الموضوع الذي تتناوله بالنقد أوللضحك ، وللحضور الفني والذهني الذي يتمتع به أعضا ؤها ، ولقدرتهم على استحضار العبارة المناسبة لطرح فكرة جديدة جيدة أو الرد على زميله بما يناسب الحوار المدار ، وبالإضافة الى تمتعهم بخفة الروح ، والحركة المطلوبة للموقف ، وقدرة التعبير بالصوت وأعضاء الجسم بما يتلاءم مع الشخصية التي يمثلها .. [c1]وفاة مؤسس الفرقة[/c] كان الفنان جعفر أحمد علي مؤسس فرقة المصافي الكوميدية يعاني من بعض الأمراض ، ثم لما اشتدت به آلام المرض سافر إلى القاهرة طلباً للعلاج عام 1967م . وهناك وافاه الأجل وانتقل إلى رحمة الله ، ودفن جثمانه في مدينة القاهرة .. وترأس الفرقة الحاج عمر طاهر من عام 1967م حتى عام 1972م . فقد غادر الحاج عمر طاهر جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مضطراً تحت وطأة مشاطرة الدولة رواتب وأجور موظفيها ومؤسساتها بفرضها ( الضريبة الخاصة ) عليهم.. وتم انتخاب السيد حسن صالح محمد رئيساً لفرقة المصافي الكوميدية .. ومازال إلى اليوم يقود الفرقة بكفاءة ونشاط وحقق لها الكثير من النجاحات في تقديم مختلف العروض المسرحية والتلفزيونية والأذاعية .. وقد نال الأخ السيد حسن صالح محمد تقديراً لجهوده في مجال المسرح الأذاعي والتلفزيوني والمدرسي على شهادات كثيرة لقيادته جميع الأعمال المسرحية للفرقة من المدارس ومن منظمات جماهيرية و من التلفزيون وأخيراً من مديرية البريقة .. [c1]من نشاطات فرقة المصافي الكوميدية[/c]ساهمت الفرقة في تكوين إتحاد المسرحيين وكان السيد حسن مندوبها في اللجنة التي جابت المحافظات الجنوبية تهيئة لانعقاد المؤتمر التحضيري الذي انتهى بانتخاب الهيئة التنفيدية للأتحاد . كان ذلك مابين أواخر عام 1972م وأوائل عام 1973م . بتوصية من رئيس الوزراء حصلت الفرقة على مقر لها في عدن الصغرى في ديسمبر عام 1972م . ومن ثم تمكنت الفرقة من إستيعاب اعضاء جدد ومراجعة الدستور لكي يتناسب مع أوضاعها الجديدة . وبذلك تكونت هيئة عامة بموجب الدستور واكتمل النصاب لانتخاب المجلس الأداري الذي مارس مهامه في الحال. عندما دشن إتحاد المسرحيين نشاطه بالمهرجان المسرحي في أواخر عام 1974م . قدمت الفرقة مسرحية ( مصير صرصار ) لتوفيق الحكيم يمننة الأديب القاص عمر جبلي واخراج محمد مدي . وقد اعتبر هذا العمل نقطة تحول كبرى في مسار الفرقة حينما وقف ممثلوها العشرة على خشبة المسرح طوال ساعتين ونصف وهي الفرقة التي اعتادت تقديم الفواصل التمثيلية التي لاتتجاوز عشرين دقيقة خلال الوصلات الغنائية التي كان يقيمها المطربون في حفلاتهم الموسيقية . وقد حظيت المسرحية بأهتمام النقاد الذين أشادوا فيها بالعمل تأليفاً بطبيعة الحال وتمثيلاً وإخراجاً رغم الأمكانيات المتواضعة . وفي منتصف عام 1975م . قدم الكاتب الفنان علي صالح مسيبلي للفرقة مسرحية من تأليفه بعنوان ( الوجه المشطور ) و أبدى استعداده لأخراجها . ترددت الفرقة في بادئ الأمر أن تقبل النص كونه يخلو من الكوميديا ومكتوباً باللغة الفصحى ، غير أن علي مسيبلي بذل جهداً وثابر حتى تمكن في النهاية من إقناع الفرقة بقبول النص . وقد نالت المسرحية استحسان الجمهور . وإلى اللقاء في الحلقة القادمة لنرصد أهم أعمال فرقة المصافي الكوميدية ..