علي بن علي سعد عيدان من حق لحج أن تفتخر بالتميز الثقافي والذي تراكم من فترة طويلة على أفكار مثقفيها وأدبائها وفنانيها أمثال أحمد فضل بن علي " القمندان " وصالح سعد سالم الشاعر في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين صاحب ديوان " حوطة الفضائل " والشاعر الأديب / صالح الفقيه صاحب الشعر الرمزي " الدهر كله عمارة متى يكون السكون" ، والأمير الشاعر / صالح مهدي بن علي صاحب ديوان " على الحسيني سلام " والأديب عمر الجاوي صاحب الوحدة اليمنية الأدبية لعموم اليمن من خلال تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في عام 1978م زمن التشطير ، وهناك العديد من الأدباء شعراء كانوا أم غير شعراء تميزت لحج بإنتاجاتهم الأدبية وثقافتهم العلمية حتى صاروا سفراء إلى خارج السلطنة آنذاك وخارج الجمهورية اليمنية اليوم.للحج أن تفخر بأنها رائدة الأدب والفن معاً بفضل شعرائها وفنانيها الذين ملؤوا اليمن بل الجزيرة والخليج بآيات الكلمات وأعذب الألحان ومن زمان ، فهذا هو أحمد فضل القمندان بفرقته الوترية مع مسعد بن أحمد حسين وأولاد طفش وفضل محمد اللحجي في معزوفات وألحان " وبوزيد " و" يا فل يا كادي " و " باكم على شط البحيرة " و " هيثم عوض قال " وغيرها من الألحان التي شدوا بها في فترة قصيرة لنهاية عمر القمندان من أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات قد أبدع القمندان ولازالت الحانه خالدة في اليمن والجزيرة والخليج .وهذا الفنان الأديب الإنسان خليفة القمندان الأستاذ / عبدالله هادي سبيت حيمد ، وماأثرى به من شعر وغناء ولازالت حية كما هو حي يعطى يسمعها القاصي والداني مثل " يا حاكم زمانك " و " يا باهي الجبين " و " وسألت العين " و " بانجناه " وغيرها التي لم يتسع المقال لذكرها .وهذا الفنان المطرب فضل محمد اللحجي الموسيقار أن جاز التعبير بذلك لانه تتلمذ على يخت القمندان ورشف من رحيقه ، وكون لنفسه شخصيته الفنيه كعازف عود متميز وملحن ممتاز ووصل في الخمسينات من القرن العشرين إلى قمة الابداع ، وما هدية الموسيقار فريد الأطرش للفنان فضل محمد اللحجي بعوده الخاص حين زار عدن في الخمسينات إلا دليل على إعجابه بفضل محمد اللحجي وقد شكل فضل محمد اللحجي مع الشاعر صالح نصيب ثنائي الكلمات واللحن ، ولاننسى أغنيتهما " أخاف والخوف منك عليك ".وهذا أيضاً الفنان الموسيقار الملحن المخضرم رحمه الله أبو الفنانين محمد سعد الصنعاني صاحب الألحان المتميزة مثل " أبو العيون السود " من كلمات الشاعر عبد الخالق مفتاح وتغريد كروان لحج عبدالكريم توفيق والحان كثيرة لاتسعفني الذاكره الآن.وبكل ذلك لم ينقطع التواصل بين الأدباء والفنانين بالمحافظة ، وليس في الأدب والشعر والغناء والرقص فقط وإنما أيضاً كان المسرح " أبو الفنون " حاضراً في الأربعينات بكل عناصره الأدبية والفنية والتكنولوجية يوعظ ويعلم ويرفه على الأهالي في مدينة الحوطة وبرجالها المتعلمين المثقفين كالأستاذ/ عبدالله هادي سبيت محمد والأستاذ / مسرور مبروك والأستاذ / فضل عوز والأستاذ / صالح عبدالله بامعافى وعبدالله عبد الكريم السلامي وعبد الكريم عطاو العشرات من الكتبة والممثلين والفنيين ونذكر عبدالله سالم أستاذي الذي أسس هو وأخوانه مسرح العروبة للتمثيل والأمير صالح مهدي بن علي والفنان فضل محمد اللحجي مؤسسي فرقة القومية للتمثيل.ولذا من حق اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين اليوم أن يقدم للمكتب التنفيذي بالمحافظة قيام مهرجان القمندان الثالث فمن حقه وحق الفنانين وكل المثقفين أن يتضافروا في مثل ذلك مستعينين بالله أولاً: وبقدوم الشاب الخلوق المثقف عبد الوهاب يحيى الدرة محافظ محافظة لحج لتجديد الزخم الثقافي بالمحافظة ، ويستبشر اتحاد الأدباء والفنانين بأن يلقى إهتمام المحافظ، وأشعر أن لديه الكثير عن تميز المحافظة بالأدب والفن وكموروث شعبي . أن المحافظ قد جاءنا من أرض التاريخ والحضارة جاءنا من مأرب وصرواح وسبأ، ستجل الأفكار رابطاً عمق تاريخ مأرب بعمق تاريخ الأدب والفن للحج، والدليل على ذلك أن محافظ لحج عبد الوهاب يحيى الدرة قال حين وطأت قدمه لأول مرة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وحين حس نفسه واقفاً على أرض خصبة قال :" أطلب من الاتحاد ان بمنحي بطاقة إنتساب معهم ".ونحن كمثقفين نضع خبرتنا وقدرتنا في تحقيق أهداف هذا المهرجان الثالث للقمندان كأدب وفن وموروث شعبي لهذه المحافظة ، وخاصة عاصمتها الحوطة وضواحيها.. حوطة ذي الجعار .. حوطه الفضائل كما قال شاعرها صالح سعد سالم في العشرينات من القرن العشرين .. ولانستعجل بل بتمهل ولانهمل حتى لايستغل من قبل الخبثاء في تحقيق مآرب آخرى .. وبكل هدوء وتركيز من الشرفاء المحبين للحج ليكون مهرجان أدب وفن فيه خصائص ونكهة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن العشرين يفوح منه رائحة الفل والكادي والبشام ، وجناين الحسيني وعبر لحسان وعزف الربابه وصوت الدان ليكون هو المهرجان ولانبخس بالميزان وماجزاء الإحسان إلا الإحسان .