بيروت/ وكالات:هيمنت كوابيس الحرب والاغتيالات السياسية على التجارب التشكيلية الجديدة التي قدمها متحف سرسق في بيروت في معرض الخريف هذا العام.وشكلت مشاهد الحرب التي شهدها لبنان مع اسرائيل في يوليو واغسطس عصب تجارب الرسامين اللبنانيين الشباب وصولا الى تجارب تؤكد على انتصار الحياة في لبنان في معرض يستمر حتى اخر يناير . وقال احمد بزون الناقد الفني والتشكيلي في جريدة السفير اللبنانية لرويترز “الموضوع الاساسي في هذا المعرض كان حول الوضع الامني في لبنان والتخوف الذي ينتاب الفنانيين من حرب سابقة ومن حرب متوقعة وقد تمثل ذلك بحوالي نصف الاعمال المقدمة لهذا العام” اضاف “لا شك في ان اقامة هذا المعرض في هذه الظروف الامنية بالذات هو نوع من التحدي الفني للوضع القائم” وعلى مقربة من المتحف الكائن في الاشرفية تنتصب خيام المعارضة التي تطالب باسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها بفعالية او اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.وكانت لجنة التحكيم لمعرض الخريف السابع والعشرين المؤلفة من سبعة اشخاص اجتمعت في اكتوبر الماضي وبعد اربع جولات انتقالية على 206 اعمال عائدة الى 135 فنانا تم اختيار 100 عمل من 85 فنانا. وقد منحت اللجنة جائزة متحف سرسق للفنانة سمر مغربل. وقدمت سمر مغربل ست سيارات مفخخة وهي عبارة عن عمل تجهيزي شبيه بالنحت وهي تجسد أزمة الاغتيالات التي استهدفت سياسيين وصحفيين بارزين مناهضين لسوريا على مدى السنتين الماضيتين. وتوزعت سيارات مغربل المحروقة تحت مجسم للفنان فارطان ارور هو عبارة عن قتيل باللون الاصفر مصنوع من مواد مختلفة. اما ندى صحناوي فرصدت في لوحتها الضاحية الجنوبية لبيروت والدمار الذي لحق بها بعد 34 يوما من الحرب الاسرائيلية على لبنان والتي انتهت في 14 اغسطس وفقا لقرار لمجلس الامن.وتحت عنوان “مربعات غير امنة” علقت ناهد منصور على حبال شفافة مربعات خشب متفاوتة الاحجام تحمل لقطات لصور من ذاكرة القصف الاسرائيلي على ما سمي “المربع الامني” معقل قيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية. ولم يخرج رفيق مجذوب عن سياق الحرب والقتل حيث جسدت لوحته الاكليريكية التي جاءت تحت عنان “قبل سنة. قبل شهر. البارحة. الان” رجلا معصوب الاعين جاثما بين اثنين من المسلحين احدهم يحمل سيفا والاخر بندقية وهو يستغيث في اعادة للقطة تلفزيونية تصور المخطوفين الاجانب في العراق.وقال احد اعضاء لجنة التحكيم سمير الصايغ في كلمة في كتاب عن المعرض “انه انتصار الفن على الحرب ليس في ارض الواقع بالطبع بل في العقل وفي القلب فالانتصار على الحرب كما تشهد هذه الاعمال لن يتم الا في عقل وقلب الانسان سواء اكان محاربا او شهيدا. انها ايضا شهادة امل وسط هذا الظلام وهذا العجز المهيمن حولنا من كل جهة.”اضاف “انها المواجهة نفسها التي قام بها فنان الكهوف الاولى عندما حفر على صخور مغاوره صور الحيوانات المفترسة ليتمكن من اصطيادها وبالتالي لتتم الغلبة فكثير من الاعمال هنا تعيد صور الحرب المفترسة لا لوصفها بل للغلبة عليها.” ومن لم يقارب الحرب والدمار مباشرة في المعرض فانه اتى على ذكرها تلميحا كما في لوحة الفنان العراقي حليم مهدي هادي الذي اقتفى باسلوب تجريدي اثار طين سومر المحروق والمذهب في لوحة من ثلاثة اقسام.ووقف سامر مهند الذي كان برفقة زميلته في كلية الفنون الجميلة امام جدارية لتيو منصور بقياس 200- 850 سم اكليريك على القماش تندمج فيها الهياكل العظمية والجماجم مع حقول الصبار وقال ان هذه الملحمة تقارب المعارك الاسطورية. وقال “هناك تناسق دائم في هذا المعرض بين جميع الموضوعات فالفنان ابن بيئته ولا يمكن ان يغيب عن حدث مثل الحرب التي هزت كياننا جميعا. المعرض لا يعرض للحرب فقط انما ينتصر فيها على العدو”.
|
ثقافة
كوابيس الحرب والاغتيالات في معرض تشكيلي في بيروت
أخبار متعلقة