د. علوي عبدالله طاهر:أحسنت وزارة الثقافة صنعاً حين قامت بتكريم الفنان عبدالجبار نعمان، ذلكم الفنان المبدع الذي سطرت أنامله الرقيقة مئات اللوحات الفنية المبدعة، منذ كان استاذاً للرسم في كلية بلقيس في الشيخ عثمان في النصف الأول من عقد الستينات من القرن الماضي. ووضع اسساً راسخة لمدرسة فنية في الرسم ، كان لها عظيم الاثر في مسار الحركة الفنية التشكيلية ، ولقد كان لكاتب هذه الاسطر شرف التتلمذ على يديه، هو وعدد من زملاء الدراسة في كلية بلقيس الذين كانوا يتنافسون في ابداع اللوحات الفنية التي يرسمونها تحت اشراف الاستاذ الفاضل عبدالجبار نعمان، ثم يعرضونها في المعرض السنوي الذي كان يحضره كبار القادة التربويين وعدد من المسؤولين في عدن الى جانب اولياء الامور، ،والذين كانوا يبدون اعجابهم باللوحات المعروضة ويشيدون ايما اشادة بالاستاذ الذي كان وراء تلكم اللوحات الرائعة، بل ان بعض الآباء لشدة اعجابهم بالمعرض كانوا يخرجون ابناءهم من المدارس الحكومية ويلحقونهم بكلية بلقيس لينهلوا من معين اساتذتها الافاضل ، وعلى وجه الخصوص عبد الجبار نعمان الذي كان بحق من اوائل مدرسي التربية الفنية، وكان محباً لطلابه ومخلصاً لهم، ومشجعاً للموهوبين منهم، ولقد كان من تلاميذه بعض الذين كان لهم شرف تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين اليمنيين بعدن ومنهم الفنان المبدع محمد عبده دائل، وغيره ، ولقد حصل بعض تلاميذه على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية من جراء مشاركاتهم في بعض المعارض الفنية ، وكان يمكن لعدد كبير من تلامذته الذين تأثروا به وبرسوماته ان يكون لهم شأن عظيم في هذا المجال لولا ان بعضهم تخصص في مجالات اخرى صرفتهم عن التواصل مع هذا الفن الجميل، ولكنهم نجحوا في مجالاتهم وصار كثير منهم الآن اساتذة في الجامعات ، وبعضهم يحتلون مواقع قيادية رفيعة في اجهزة الدولة المختلفة ، وغيرها ، وكلهم يذكرونه بالخير ويعترفون بفضله عليهم.واحقاقاً للحق واعترافاً بالجميل يسرنا ان نعرض هنا بعضاً من اللوحات الفنية الجميلة التي رسمها عبد الجبار حين كان مدرساً في كلية بلقيس والتي لايزال تلامذته يحتفظون بها لتذكرهم باستاذهم الفاضل..فشكراً لوزارة الثقافة ووزيرها الوفي خالد الرويشان الذي قام بتكريم الاستاذ الفنان عبدالجبار نعمان، ولئن كان التكريم متأخراً الا انه قد اعاد الاعتبار لفنان اعطى عصارة جهده لهذا الوطن ولكنه لم يجد من ثمار عطائه سوى أقل القليل، مع ان لوحاته الفنية الرائعة تزين العديد من المؤسسات والمباني الحكومية واغلفة الكتب والمجلات وصفحات الجرائد والساحات العامة.
|
ثقافة
شكراً لتكريم الفنان عبدالجبار نعمان
أخبار متعلقة