قصة قصيرة
رجل غريب الطباع متقلب المزاج حيناً تراه سوياً وطيباً وذا اخلاق وكرم ونبل واحياناً تراه غريباً لاتستطيع استنتاج شيء عن شخصيته.. ويدير اكبر الشركات في البلاد.. يحب حياة البساطة رغم المستوى الرفيع الذي يعيش فيه ... يحب الملابس الغريبة وذات الالوان الغامضة .. ولديه عائلة مكونة من ابنة وزوجة ولديه قصر كبير ومجموعة كبيرة من الخدم ... يخرج في الصباح لممارسة عمله في مجموعته .. الا ان لديه منافسين كثراً ويسعون للتخلص منه واعادته كما كان عليه في السابق ذلك الشخص المعدم.. في أحد الايام خرج كعادته للعمل وقد حالفه الحظ بالنجاح بصفقة كبيرة .. كان هناك الكثير من المتنافسين عليها وقد رست على السيد جلال.. ولذلك اتفقوا جميعاً على الايقاع به.. او ربما قتله !! واثناء خروجه من العمل كان خصومه قد دسوا احد الرجال للعبث بفرامل سيارته لقتله ... وفعلاً صعد جلال السيارة وماهي الا لحظات حتى فقد سيطرته على المكابح ومرت دقائق فيها اشياء كثيرة في مخيلته ذكريات قد أنمحت من ذاكرته ولكنه عند مجابهة الموت تذكر كل الاشياء التي مرت بحياته وكل حرمانه وفقره وفضل والدته .. وكيف سلب اخواله اموالهم وكيفية كفاحه للوصول الى المركز الذي يحتله.. ولو كان لديه فرصة سوف يعمل على الانتقام من كل الذين اذوه .. وتواطؤ زوجته مع اخواله ضدة .. ولم يدم طويلاً حتى سقطت السيارة من فوق الجسر الى القاع وحاول الخروج ووقع خارج السيارة وما ان اصطدمت السيارة بالقاع حتى انفجرت وشبت فيها النيران واسعف الى المستشفى واجريت له عملية .. لكنه فقد الحركة واصيب بارتجاج في المخ. قضى جلال ثلاث سنوات وهو على كرسي الاعاقة .. وبدأت ظاهرة غريبة في ذلك المنزل الكبير فقد عثر على جثة زوجته ميتة في مسبح المنزل في الصباح حزن جلال على زوجته ولم يبق له من عائلته سوى ابنته (مها) وجاءت الشرطة للتحقيق فلم يعثروا على الفاعل وقيدت ضد مجهول وما ان مرت ثلاثة اشهر عثروا على جثة رئيس الخدم مشنوقاً في البهو.. فبدأ الذعر والخوف في قلوب من يسكن ذلك المنزل .. وكانوا يعيشون حياة التوخي والحذر وما ان مضى شهران حتى وجدوا جثتين احداهما للخادمة الخصوصية لزوجته والاخرى عاملة في المطبخ .. وفي كل شهر تحدث جريمة قتل بشكل مختلف وقبل وقوع الجريمة يحدث انقطاع التيار الكهربائي في المنزل ويجدون جميع النوافد والابواب مفتوحة وبعد ذلك يبحثون في كل ارجاء المنزل فيجدون جثة وكان ( جلال) يخاف من تلك الاعمال الاجرامية ويخشى على ابنته فهو لا يستطيع حمايتها وهو مقعد .. وفي كل مرة لايستطيعون الوصول الى الفاعل الحقيقي لتلك الجرائم المتكررة .. لذلك قرر كل العاملين فيه الاستقالة من العمل ولكن كان دوماً السيد جلال يتوسل اليهم بالبقاء وعدم تركه وهو مقعد ويحتاج اليهم ويخاف على ابنته .. ويعمل دوماً على اقناعهم بالبقاء معه ... وقرر بان تنام ابنته معه في نفس الغرفة .. وفي صباح اليوم التالي قتل السيد( شكري) رجل الاعمال المعروف وبعدها السيد معروف والسيد عصام ومضى اسبوع وفي كل يوم يقتل شخص ولم يعثروا على الفاعل ... وكان القاتل يتفنن في قتل ضحاياه وقبل قتلهم يطعمهم الايسكريم ويلبسهم الحرير.. واحتارت الشرطة فيما يجري .. وقد اكد الجميع بأن القاتل شخص غير عاقل أو أنه شخص محترف الاجرام فكيف له اخفاء كل الادلة ولم يترك خلفه ما يدل على هويته ولكن استطاع رجال الشرطة ربط كل الجرائم مع بعضها حتى الجرائم في منزل ( جلال) بانه شخص واحد .. ولكن من يكون ياترى !! ذلك الشخص المحترف الاجرام وتلك العقلية المدبرة شديدة الذكاء .. اما السيد ( جلال) مازال يداوم علاجه الطبيعي واليوم لديه زيارة الدكتور ( مجدي) له .. وعند وصوله المنزل دخل على ( جلال) دون اعلامه وماهي الا لحظات خرج الدكتور وهو في حالة ذعر وهرع الى سيارته دون ان يتكلم مع احد المستخدمين الذين كانوا يسألونه عن الحالة التي فيها من غرفة السيد ( جلال) ظن الجميع بانه قد قتل وهرعوا الى غرفته فوجدوه جالساً على كرسي الاعاقة فرحوا بانه لم يصبه مكروه ... سألته المربية عن سبب ذعره فقال : » اني لا اعلم شيئاً« وانه لم يدخل إلى غرفته .. وفي صباح اليوم التالي قتل د.( مجدي) بنفس الطريقة المعتادة .. وفي الليل خرجت (مها) من غرفة ابيها وذهبت الى غرفة مربيتها لتنام معها فخرجت المربية من الغرفة الى الاسفل .. نامت مها على سرير المربية وفجأة انقطع التيار الكهربائي وفتحت غرفة المربية وكان رجل طويل القامة يرتدي الملابس السوداء وبيده الحرير والايسكريم وانقض عليها يخنقها حتى قتلها وبدأ بممارسة لعبته المفضلة باطعامها الايسكريم والباسها الحرير ظناً منه بان المقتولة هي المربية الخائنة في نظره ... ولكن عندما رفع الوسادة عن وجهها .. ماذا!! صرخ القاتل صرخة قوية حتى هزت ارجاء المنزل الكهل الصامت منذُ سنوات وهرع الجميع الى غرفة المربية وجدوا ( جلال) واقفاً على قدميه وبيده علبة الايسكريم وكانت مها ملقاة على السرير ميتة .. ذهل الجميع مما رأوه أما ( جلال ) فقد ظل يردد كنت احسبها المربية !! كنت احسبها المربية !!.