ما أروع قول وفعل وأثر الخليفة / عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وأرضاه ! فعند توليه أمر أمة المسلمين في مرحلة من أكثر مراحل حياة الأمة ضياء ورفعة كان وما زال خير مثال لقاعدة " إن عفّ الحاكم عفّت الرعية، فمن مثله في الزهد والدين والعفّة ونظافة الكفّ ؟ ولا يمكن أن ننسى تلك الكلمات الحاسمة التي وجّهها لعدي بن أرطأه بعد أن ولاّه أمور الدولة غير أنه وللأسف لم يكن أهلاً لها !فلم يجامله قي مصلحة المسلمين ولم تمنعه عزة قومه ومكانته من قول كلمة الحق ولم يتردد بالاعتراف بأنه غرّه بمظهره , فقد غرّه بعمامته , حيث قال " لقد غرّني منك مجالستك القُراء , وعمامتك السوداء فلمّا بلوناك , وجدناك على خلاف ما أملناك , قاتلكم الله ! أما تمشون بين القبور ؟! " فهذه المقولة المشهورة للتأكيد على أن كل شيء مصيره الزوال , وأن الإنسان نهايته ستكون في قطعة أرض تساوي طوله تماماً ولن يدخلها معه سوى عمله ولن يذكره أحد بعد الرحيل إلا إذا كان قد سكن ضمائر الناس بسيرته العطرة العطرة وسلوكه الطيب ومآثره الخالدة .لم يأت بعد الخليفة / عمر بن عبدالعزيز خلال مراحل التاريخ من يضاهيه عفة وزهداً وتقىً وحتى وأن وضع كلّ من تولىّ شؤون الأمة الإسلامية بعده في كفة وعمر بن عبدالعزيز في كفة لرجحت كفة عمر دون أدنى شك , وحتى تاريخنا العربي الحديث لم يخلدّ في ذاكرة التاريخ سوى من كانت أبرز خصالهم طهارة الكف أما البقية تنتهي ذكراهم لمجرد لحظة وداعهم الحياة وذلك لأنهم لم يمشوا بين القبور قبل ذهابهم إليها.وهذه دعوة أوجهها إلى من يتولى أمراً من أمور المسلمين , أن يعمل بوصية عمر ويمشي بين القبور ليرى ما يؤول إليه مصيره، ويراعي الله في الرعية وليقف مع نفسه ويحاسبها .. وجزاك الله عنا خيراً يا عُمر .إصلاح العبد
|
ثقافة
أما تمشون بين القبور ؟!
أخبار متعلقة