لماذا مازلنا نتعامل مع المتقاعد بدونية ومن مفهوم متخلف وغير أخلاقي مفاده "حمار ومات بشقاه" كما تقول الأمثال الشعبية؟ لماذا هذا التنكر والجحود وعدم الوفاء بمكافأة نهاية الخدمة والعمل؟؟ وإعطاء زهرة العمر للعمل دون تقدير واحترام لإنسان العمل.. وكيف إذاً يمكن ان نبني الأوطان والمجتمعات، إذا كان هذا هو الموقف من إنسان العمل، بينما في بلاد الله الأخرى يحظى إنسان العمل بالتكريم والرعاية لآخر عمره وبكل شيء.؟؟يكفي ان نعرف أن في جيبوتي، هذا البلد الصغير والذي لا توجد فيه أية موارد طبيعية ولا اقتصاد قوي، أن المتقاعد فيها يخرج بـ (200) ألف ريال يمني، إضافة إلى مكافأة نهاية الخدمة التي تصل إلى ما يوازي (3) ملايين ريال يمني، فما بالكم في بقية بلدان الله في أوروبا وأمريكا والعديد من بلدان آسيا؟ فهي فوق ذلك، تمنح المتقاعد تذاكر سفر ونقود ليزور مختلف مناطق العالم، بعد أن يكون قد ضمن لأبنائه العمل والسكن، ومواصلة الحياة بصورة هادئة وطبيعية ومستقرة.هكذا إذاً يتعامل الآخرون مع المتقاعدين في كل بلدان الله إلا بلادنا! التي تقاعد فيها البعض بـ (7) آلاف ريال، وتجري الآن لتصعيدها إلى عشرين ألف ريال، هذا فقط ولا شيء غير ذلك للأسف الشديد، وكم هي طوابيرهم طويلة وقاتلة عند استلام هذه الإعانة (الراتب التقاعدي) فإلى متى سنظل هكذا نتعامل باستهجان وإذلال مع المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم من أجل أوطانهم ومجتمعاتهم؟ أليس هذا غريباً وعجيباً ومرفوضاً.؟؟ نعم يجب أن يتغير هذا الموقف المسيء للمتقاعدين، ويجب أن يكون تقديرنا واحترامنا لهم أكبر.فما بالكم بالمناضلين والمجاهدين القدامى الذين لازالوا حتى الآن خارج دائرة الاهتمام الحقيقي والمباشر والملموس، فلا يكفي أن نتصدق على البعض منهم ببعض الريالات بل يجب أن يرتفع مستوى معيشتهم وكذا معيشة أولادهم، فالأدوار التي قاموا بها لا تقدر بثمن وعلى وجه التحديد الشهداء والمعاقين من جراء حروب الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، ومن شهداء بلغوا المئات والآلاف على مدى أكثر من سبعة عقود من الزمن.إن مجتمعاً ودولة لا تعطي للإنسان قيمته لا يمكن لها ان تتطور وتتقدم في مختلف مجالات التنمية والحياة، ولا يمكن لها أن تصمد أمام تحديات العصر، والأخذ بمعايير الازدهار والرقي، واحتلال المكانة الرفيعة بين الدول والمجتمعات الأخرى، وعلينا أن نبدأ برعايتنا لجيل التضحيات وللرواد والمؤسسين، أو الذين كانوا بمثابة النواة لكل ما هو إيجابي في حياتنا اليوم.وجدير بنا أن نعتمد لمن تبقى من هؤلاء الرجال الأفذاذ أن يكونوا لنا بمثابة مرجعيات ونجمعهم في مجالس ونسميها مجالس الخبراء لما لتجاربهم من أهمية بالنسبة للجيل الجديد، الذي هو بأمس الحاجة لخبراتهم ومعارفهم ليواصلوا المشوار من بعدهم بثقة وأمان.. فهل نفعل..؟ هذا ما ننتظره من الجميع
|
مقالات
عن التقاعد
أخبار متعلقة