أكاديميون وسياسيون يتحدثون لـ ( 14 اكتوبر ) :
استطلاع / عبد الواحد الضراب - تصوير/ توفيق العبسي :لا يزال المواطن العربي ينشد الديمقراطية الحقيقية التي لم يصل إليها بعد، وذلك لعدد من الأسباب التي حالت دون وصوله إليها ، فالديمقراطية كما يقول علماء السياسية لا تزال متعثرة في البلدان العربية وفي بدايتها وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تطويرها، فليس الديمقراطية تعدد الأحزاب السياسية وتعددمنظمات المجتمع المدني وغيرها من الجمعيات وإنما الديمقراطية هي القبولبالرأي والرأي الآخر ، والتداول السلمي للسلطة وحرية التعبير وغيرها من الأمور.فإذا أردنا النهوض بالواقع الديمقراطي العربي المتعثر فلابد من القضاء على كل المعوقات التي تحول دون الوصول إلى ذلك، حول هذه القضايا وغيرها وعلى هامش الاجتماع السابع للجمعية العربية للعلوم السياسية الذي انعقد الأسبوع الماضي بصنعاء استطلعت "14 أكتوبر"آراء عدد من المشاركين في الاجتماع السابع للجمعية العربية للعلوم السياسية بصنعاء واليكم الحصيلة:[c1]العملية الديمقراطية في بدايتها[/c]الدكتور / محمد شريف بدر الدين من الجامعة اللبنانية كلية الحقوق السياسية والإدارية تحدث بالقول "لا تزال العمليات الديمقراطية في الوطن العربي في بدايتها ولكنها تبقى هناك عثرات صعبة لابد من تذليلها ونتمنى أن ترقى تلك المجتمعات إلى حاله يستطيع بهاالإنسان العربي التعبير عن آراءه السياسية بكل حرية في سبيل تطوير هذا المجتمع".وأضاف قائلا"من معوقات التطور في الوطن العربي البيروقراطية والعشائرية ، وهناك بعض الأساليب التقليدية السياسية القديمة التي لا تزال تبوأ الصدارة وخاصة تلك النخبة التي لا تزال تعمل بالطرق القديمة جدا خاصة وقد أصبحنا في طور العولمة فلابد من الاستفادة من التجارب الصحيحة والناجحة في بعض دول المنطقة .هناك بعض السلبيات ولابد من إيجاد السبل الكافية في سبيل تطوير تلك العملية الانتخابيةالناجحة وعرض كل الايجابيات والسلبيات في سبيل تطوير الايجابيات بطرقعلمية صحيحة وموضوعية بعيدة عن أي تخريب .[c1]تجربة مريرة [/c]وتحدث الدكتور عمر محمد علي محمد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم السودانية عن الواقع الديمقراطي العربيبالقوله "أنا سعيد بوجودي في اليمن ولاشك إن الواقع العربي الآن يمر بتجربة مريرة وهي مرحلة التحول الديمقراطي وهذه تحتاج إلى جهود كبيرة من المهنيين ومن القادة ، ولابد من عمل الكثير حتى تتحقق طموحاتنا على ارض الواقع وحتى ينعم الإنسان العربي بحقوقه ، وان ينتشر العدل في كل أرجاء الوطن العربي لان العدل هو الأساس للتغيير نحو المسار الديمقراطي الصحيح وديمقراطيتنا يجب أن تنبعمن تقاليدنا وعادتنالا أنتكون مستوردة و مفروضة علينا من الخارج.وأضاف بان "الأمية هي المعوق الأساسي للتطور الديمقراطي ولابد من محاربتها ونشر الوعي وتطوير التعليم في الوطن العربي وبدون التعليم لن يكون هناك تقدم حقيقي للديمقراطية".[c1]ديمقراطية قبلية وإنجاز يمني [/c]أما الدكتور / محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر فقد قال :" بالنسبة للديمقراطية في العالم العربيليس هناكديمقراطية بمدلولهاالصحيح والذييجري في هذا العالمهو عمليةتزوير وتغير للديمقراطية وهناك من يعتقد بأن الديمقراطية تعدد الأحزاب السياسية ، وهناك من يعتقد أن الديمقراطية هي عدد المنابر الموجودة في داخل الدولة وهذا مفهوم خاطئ عن الديمقراطية ، الديمقراطية مختلفة كلية عما يجري في عالمنا العربيوالدولة الوحيدة المؤهلةللديمقراطية في العالم العربي هي مصر والمغرب وتونس والجزائر ، غير ذلك ليس هناك أي مفهوم أو أي منطق لكلمة الديمقراطية لأنهاترتكز على القبلية اولا ، أو ترتكز علىأصحاب رأس المال ثانيا . وبالتالي لا يمكن أن نقولأن ما يجريفي العالم العربيهو عمل ديمقراطي وإنما هو عمل تشويه لمفاهيمالديمقراطية".وأوضح يقول "بأننا إذا أردنا ديمقراطية حقيقية فعلينا أن نبدأ بالتنشئة العودة إلى الجذور العودة إلى مفاهيم أنالإنسان لا يمكن ( كل مناستبد برأيه ضل )من هذا المفهوم العربي الإسلاميننطلق ، وبالتاليإذا أردنا أن نبدأ بمرحلة ديمقراطية فلابد من تنشئةولابد منتوعية ولابد من تعبئةلابد منقضاء على الفساد لابد من قضاء على التخلف لابد من القضاء علىالفقر فلا يمكنأن تكون هناك ديمقراطيةوهناك فقر ، وبالتاليكيف نبدأ؟!..هي مرحلة التنشئة التربوية التعليمية بداخل المدرسة وبداخل البيت ثم عن طريق وسائل الإعلام ، الإعلام الحر وليس الإعلام الموجه".وقال المسفر "إن الديمقراطية في اليمن أو في مكان آخر هي ديمقراطية قبلية وليس ديمقراطية علمية حقيقية ، واكبر انجاز في اليمن أن المواطن اليمني بدأ يقف في طوابير أمامصناديق الاقتراع أيا كانت هذه النتائج أو الانتخابات ، لكن الخطوة الأولى أن الرجل اليمنيالقبلي لم يحتك بحضارات الإنسان خارج حدوده بدأ يقف في الطابور وبدأ يدلي بصوته أيا كانت النتائج".[c1]الديمقراطية هي طريق التنمية [/c]وتحدثت الدكتورة / نجوى إبراهيممحمودأستاذهالعلوم السياسية جامعة 6 أكتوبر بمصر بقولها :" الجمعية العربية للعلوم السياسية هي إحدى أشكال المجتمعالمدني ، ونحن نحاول أنيكون لنا دور فاعل عن طريق أنه إذا وجدت بعض القضايا التي تعاني منها الدول العربية . إحنا بنديها اهتمام وبتخضع للدراسة والبحث ونشاركالآراء . ونحاول أن إحنا نحسن أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وتحدثت عن التجربة الديمقراطية اليمنيةوقالت " التجربة اليمنية وليدة ومسارها ممتاز ، واعتقد أن اليمنيينمحظوظين بالرئيس علي عبدالله صالحوبرئاسته يعطي فرصة للديمقراطية وحتنموا الأحزاب السياسيةومؤسسات المجتمعالمدني وقريبا جدا حتكونوا في الصف الأول للديمقراطية في الوطن العربي .وقالت عن نظام الكوتا " أنا ارفض هذا النظام وبشدة رغم انه يمكن أن يكون لصالح المرأة وارفض الكوتا سواء للمرأة أو غيرها ، فعندما تكون انتخابات لازم كل واحد يدي صوته للي عايزه ، فالمسألةفيها حرية تامة .وأضافتنحن في الدول العربية لدينا أزمة في الأحزاب السياسية ففي منطقة الخليج ممنوع إقامة الأحزاب السياسية ، وهناك قيود على تشكيل أحزاب سياسية أما باقيالدول العربية ففيها فعلاأحزاب سياسية فهي تمارس دور بشكل كويس نتيجة للقيود المفروضة عليها ، وفي الواقعالشكل العامهو تعددية حزبية والواقعهي سلطة حزب واحد حاكم مهيمن ، والحلول الديمقراطية ونشر الوعي الديمقراطي وقبول الرأي الآخر ومانخافش أن فيه رأي معارض ، لأنه ممكن الرأي المعارض يكون أطولفلازمندي فرصة للرأي الآخروالديمقراطية هيطريقنا إلى التنمية وحياة أفضل .[c1]لا ديمقراطية بدون أحزاب سياسية [/c]أما الدكتور / محمد يعقوب منالأردن فقال" الواقع الديمقراطي لا يسر وكنا نأمل بتحولات ديمقراطية حقيقية، والواقع يؤكد انه مافبش التحول المنشود اللي نامله النخب العربية بسبب جزء منه أن مستوى الوعي في ممارسة الديمقراطية في العالم العربيمتدني الشي الأخر أنالأنظمة السياسية العربية لا ترغب ولا تمتلكالإرادة السياسية الحقيقية لتحولات ديمقراطيةحقيقية ،ومعظمالانتخابات النيابية أو الانتخابات الرئاسية الي تجري فيهالا توحي بالثقة ، والسبب رغبه المتربعين على مراكز السلطة العليا في الأنظمة السياسية العربية لا يرغبون ولا يؤمنون بعملية التناوب السلمي للسلطة ، وأمل أن الأجيال القادمة تفرض على الأنظمة السياسية أداء افصل في المستقبل .وأضاف لابد من تحرير الإدارة السياسية للمواطن العربي لأنه لديه إحساس انه مهمش رغم أنها تتاح له أحيانا فرص المشاركة في الانتخابات ، لكن لأنهماعنده ثقة في الآليات التي تطبقفي العالم العربي ، ولذلك غالبا ما يعزف عن المشاركة في الآليات الديمقراطية فلا يمكن أن تكون ديمقراطية بدون أحزابسياسية ، البنى الموجودة فيمعظمبلدان الوطنالعربي هي بنى تقليديةالعشيرة ، المنطقة الطائفة وهذا لا يمكن أن توجد فيها ديمقراطية ، فالديمقراطية لا يمكن أن تتواجد الا في ظل أحزاب سياسية حقيقية تكون المواطنة فيها هي العنصر .وقال " إن الجزء الأساسي في المعوقات للتطور الديمقراطي هو عملية النمو أو التحول الاجتماعي مجتمعاتنا لسه ميالة إلى البنى البدائية التقليدية.ثانيا المستوى الاقتصادي في الوطن العربي فالمواطن عنده قضايا أهم وهيحياته اليومية ( الفقر - البطالة ) وغيرها ، إضافة إلى النظم السياسية وهي عائق وكذلك المجتمعات العربية لم تصل إلى مرحله النضج السياسي والاجتماعي الذي يؤهلها لممارسة الديمقراطية بطريقة ايجابية.