لاشك ان الذين تطاولوا سواءً بمس المقام السامي للرسول العظيم ( صلى اللَّه عليه وسلم ) هم من الصعاليك الذين بليت بهم الامم والمجتمعات التي عاشوا فيها وانعكست عليها بلاياهم ولم تر من خيرهم شيئاً بحسب اقرب تعريف لهذه الفئة الطائشة التي لم تعرف في سيرة حياتها شيئاً اسمه المسؤولية والمصلحة الخاصة والعامة .. فكانت تصرفاتها رعناء .. يدفع ثمنها ويذهب ضحيتها المجتمع الذي تنتمي اليه بأسره .. ويقتسم عناء مصائبها الجميع دون ان تسهم هي يوماً في تخفيف آلامه ومحنه !لذلك جاء قرار المقاطعة الاقتصادية للبضائع الدانماركية طبيعياً وناجحاً ومناسباً ودفع الدانماركيون جميعاً ثمن تصرف هؤلاء الصعاليك في صحيفة دانماركية .. وجروا من بعدهم الويلات والكره والعداء الديني بسبب تصرف ارعن زعموا انه نتاج حرية التعبير ! .. وركبت حكومتهم الأتفة عن تقديم اعتذار لاحد اكبر الاديان في العالم اهين فيه اسمى مقام برسوم كاريكاتورية سخيفة وحقيرة ومهينة للغاية !واذا كانت حرية التعبير لا تسمح قطعاً بتصوير أحد رموز الدانمارك عارياً او مجنوناً او مشيناً باعتبار اللياقة العقلية والادبية والاخلاقية مطلوبة في كل اعمال المهنة الصحفية .. فكيف غاب على مدعي حرية التعبير جواز تخلف هذه اللياقة في تناول أعظم رمز لأحد أكبر أديان البشرية (!) .. ولعل هذا ما يفسر التناقض الواضح بين مواقف الدول المسيئة ومواقف بريطانيا وامريكا التي ادانت هذا العمل واعتبرته تحريضاً على العداء الديني والإثني !!ان خطيئة الصحافة الدانماركية والنرويجية عظيمة .. ونبض الامة الاسلامية والانسانية جميعاً الذي حاولت حبسه بغباء غير مسبوق قد تفجر في كل مكان واسمعهم صوتاً لم يتوقعوه .. وعكس عليهم مصائب لم يحسبوا حسابها .. وكشف لهم سخفهم وبلادتهم وحجم قبحهم الذي كانوا في عمى عنه وذلك كما قال اللَّه : «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » .وقرار المقاطعة لكل بضائعهم كان نهاية في الحكمة .. ورد فعل غاية في المناسبة .. اثبت لهم ان مقام النبوة الأسمى - على صاحبه افضل الصلاة والسلام - تفديه من المسلمين كل شيء .. ولا يتخلف عن هذا الفداء منهم شيء ! .. واذا كانت الدعوات السياسية من قبل قد فشلت في تحقيق نجاح يذكر في سائر المقاطعات الاقتصادية اثناء حروب الخليج وحروب التحرير العربية .. فان مجرد مس نبي الاسلام بالسوء من قبل بعض صعاليك الدانمارك قد احدث الزلزال المدمر ولبت المقاطعة كل اجناس الاسلام شيوخاً وشباباً ونساءً واطفالاً .. في اروع صورة للتضامن والسخط معاً لم يسبق لها مثيل في تاريخ المقاطعات الاقتصادية بين الدول !!وسواء أكانت الدانمارك معتدية ابتداءً او ضحية لعبة قذرة .. فان الدرس قد وعاه الجميع .. وبلغ كل المسامع والآفاق .. وتلقنه الاعداء مُراً زُعافاً (!) قال اللَّه تعالى : « ان الذين يؤذون اللَّه ورسوله لعنهم اللَّه في الدنيا والآخرة واعد لهم عذاباً مهيناً » .. صورة الاحزاب .وإذا كان العالم كله بمختلف اديانه ومذاهبه السياسية يقف على عتبة مكافحة الارهاب .. ويعمل المخلصون جاهدين على مكافحة المنابع الموطئة للارهاب .. فهل من الحكمة بمكان تناول الرسول العظيم ( صلى اللَّه عليه وسلم ) بهذا القدر من الحط والتحقير .. واعطاء اعداء الانسانية والسلام فرص البعث والتجمع وبثّ السموم وقتل الآخرين بمبررات يقدمها هؤلاء الصعاليك في طبق ذهبي لجماعات الارهاب وقوى التطرف والفتاوى الجاهزة !ترى كم حجم الارباك الذي يلحقه هؤلاء الاغبياء والمعتوهون بقوى المحبة والحياة .؟؟ وكم حجم الجهود التي يضاعفها عليهم امثال هؤلاء باسم حرية التعبير ؟ (!) .. وكم حجم الخسائر التي يتكبدها ابرياء الصناعات بسبب حمق فاحش تحميه قوانين سخيفة سبق لمثل هذه القوانين ان حرمت الموت على القاتل ووهبته حق الحياة باسم حقوق الانسان (؟؟؟) .ترى كم هي الاغلوطات التي يمررها هذا الاعتناق الزائف لهذه المبادىء المكذوبة في عالم تحرر فيه العقل وانفتق بكل الصناعات العظيمة إلاَّ في مجال التفكير فلم يزل اسيراً للهوى والزيغ والزبلطة الفكرية العقيمة (!) واللَّه المستعان .ولا نملك بعد هذا الا ان نقول : لا إله الا اللَّه ، محمد رسول اللَّه وصلى اللَّه وسلم وبارك على سيد ولد آدم وعلى آله عدد من احبهم ومن ابغضهم وعدد الخلائق اجمعين !! .وكل الذي جرى في عالم الاسلام تضامناً وحباً وفداءً للنبي / محمد ( صلى اللَّه عليه وسلم ) انما هو في نظري مصداق أكيد لقول اللَّه عز وجل لرسوله في سورة الكوثر : « ان شانئك هو الأبتر ! » .فقد بُتروا واللَّه - يا سيدي يا رسول اللَّه - وخابوا .. وكلمة اللَّه هي العليا .. وكلمة اعدائك هي السفلى! واحمد اللَّه الذي شدني للادلاء بدلوي دفاعاً عن رسول اللًَّه ( صلى اللَّه عليه وسلم ) حتى وان تأخرت بعض الشيء فأسأل اللَّه ان يغفر لي وارجو من غيره ان يعذرني فقد كان ذلك بسبب اعتلال صحتي .. والحمد للَّه على عافيته .. وأسأله عز وجل تمام الشفاء والتمكين بجاه رسوله العظيم صلوات اللَّه عليه وعلى آله أجمعين !! .*أنيس الحبيشي
|
مقالات
حرية التعبير .. في الإهانة والتحقير !!
أخبار متعلقة