أحمد محمد سيف ناجيتعوّد أهالي عدن على تحمل معاناة حرارة الصيف والتعامل معها باعتبارها ظاهرة طبيعية مرتبطة بالموقع الجغرافي الاستوائي للمدينة (قضاء وقدر).. ولكنهم تعوّدوا في الوقت نفسه على التنعم بما تجود به عليهم البحار المحيطة بهذه المدينة من أسماك في هذا الموسم.. من خلال زيادة كمية المعروض منها في الأسواق وبتشكيلات متنوعة بما في ذلك أصناف إضافية صيفية وبأسعار رخيصة نسبياً .. أي بالسعر الذي بمقدور ذوي الدخل المحدود الاقتراب منه، والذين هم الغالبية العظمى من سكان المحافظة.. ولكن وبخلاف ما أعتدنا عليه، ولا أقول بخلاف التوقعات، نجد أن المعروض من الأسماك في الأسواق هذه الأيام محدود جداً، من حيث الكم والتنوع وأسعار باهظة، بل وباهظة جداً.. والجدول التالي يوضح ذلك..ـ 1 كيلو زينوب 1000 ريالـ 1 كيلو بياض 1200 ريالـ 1 كيلو ثمـــد 1400 ريالـ 1 كيلو سخلة 1600 ريالـ مشك باغة مابين 600 و800 ريالإننا أمام نماذج من الأسعار لم نعتدها وتتجاوز القدرة الشرائية للمواطنين بمسافات قياسية.. مع العلم بان وجبة السمك تعد الوجبة الشعبية الرئيسية، بل والأساسية في كل بيت أو كل أسرة عدنية.. كما يعد السمك المصدر الوحيد للبروتين الغذائي تقريباً لمعظم الأسر في المحافظة.. وذلك في ظل عدم قدرة الأغلبية الساحقة من هذه الأسر على شراء اللحوم، بسبب الارتفاع الجنوني في أسعارها، والتي وصلت الى مستويات فلكية تفوق التوقعات.. ما جعل هذه السلعة في متناول علية القوم فقط، والمقصود هنا ذوي الدخول المرتفعة والذين لا تتجاوز نسبتهم 5% من سكان المدينة أو بعض الوافدين إليها من خارجها.فهل كتب على أهالي عدن أن يضاف إلى معاناتهم حرمانهم من التنعم بما تجود به البحار المحيطة بمدينتهم من الأحياء البحرية، حتى في فصل الصيف، موسم الصيد؟.وخاصة ونحن نتحدث هنا عن منتوج لا يستورد من الخارج، ولكنه منتوج محلي 100% وزيادة المعروض منه موسمياً مرتبط بعوامل طبيعية وبتغيرات مناخية وبالوسائل والطرق التي يتم التعاطي بها مع هذه الثروة الغذائية الطبيعية من قبل الإنسان.إنني أتوجه بهذه الملاحظات، وهذه الأسئلة إلى محافظ محافظة عدن، وإلى القيادات المحلية للمحافظة على أمل ان تحظى باهتمامهم ومتابعتهم لمعرفة أسباب هذه الظاهرة غير المألوفة والتي تؤثر سلباً في معيشة وحياة السكان، واتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لمعالجتها، والتي من الصعب على معظم المواطنين الاستمرار في تحمل الأضرار والآثار السلبية والمدمرة المترتبة عليها.وكذا رفقاً ورأفة بأهالي هذه المدينة المناضلة والمضحية والصابرة والمعبرة عن الوجه المدني والحضاري والمشرق لليمن عبر التاريخ.. وترجمة ووفاء لبرامجهم ووعودهم الانتخابية.
|
ءات
ندرة الأسماك في أسواق مدينة عدن.. والارتفاع الجنوني في أسعار المعروض منها
أخبار متعلقة