إن اليوم الوطني للشقيقة الكبرى ليس كباقي الأيام في تاريخ المنطقة، بل في التاريخ العربي الإسلامي، فهذا اليوم يؤشر لإقامة أول دولة عربية إسلامية مستقلة بالمعنى التام والكامل للمصطلح. * تبوأ المملكة في عهد صانع نهضتها الاقتصادية الحالية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ، مكانة مرموقة في منظومة الاقتصاد العالمي لم يقتصر دورها على أن تكون عدداً ضمن مجموعة بل صاحبه دور جوهري ومؤثر في تحديد ملامح الاقتصاد العالمي وتوجهاته .
يمتلك خادم الحرمين الشريفين رؤية ثاقبة للنهوض باقتصاد المملكة ووضعه في مصاف الاقتصاديات العالمية وهي نابعة من إدراكه ـ حفظه الله ـ للإمكانات الاقتصادية والسياسية والجغرافية التي تمتلكها المملكة حيث عمل على الرفع من تنافسية الاقتصاد السعودي وشدد على ضرورة أن تحتل المملكة المكانة الاقتصادية التي تليق بها وبشعبها في إطار عملية الإصلاح الاقتصادي التي قام بها لإيمانه العميق بأنها ستنعكس أولاً وأخيراً على المواطنين السعوديين. ولقد كان التوجه من كل دول العالم نحو فتح حدودها للاستثمارات الأجنبية بل والتنافس على ذلك بعد أن أدركت حجم المكاسب التي يحملها هذا النوع من الاستثمار للبلدان المضيفة. يحق اليوم لكل مواطن سعودي أن يفتخر بهذا الصرح العملاق هذا الوطن الذي دستوره كتاب الله وسنة نبيه هذا الوطن الذي لم ينقطع صوت الحق فيه. أن اليوم الوطني للاشقاء في المملكة مناسبة سعيدة على قلب كل مواطن سعودي ومقيم يعيش على ثرى هذه الأرض مستشعرين من خلاله ما قام به الملك عبدالعزيز مؤسس هذا الكيان رحمه الله رحمة واسعة وتلك الجهود العظيمة والجبارة التي قام بها في سبيل توحيد هذه القارة بحيث نجد المواطن من شماله وجنوبه وشرقه وغربه يعيش لحمة وتجمعهم منطقة واحدة وامتدت هذه الوحدة واللحمة وأيضاً لتأسيس قاعدة صلبة بحب هذا الوطن على أيدي الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً، وأكمل المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله في استمرار عجلة الإنجازات والمشاريع الجبارة التي نقلت السعودية إلى بلد عصري .
الآن وفي هذه المرحلة التي تعصف بها الأحداث الجسام وتدمر كثيراً من الدول والمجتمعات يتأكد حسن النهج السعودي الذي أُقيمت المملكة العربية السعودية الشقيقة على أساسه واستمرت على الأخذ به، ليصبح للسعوديين وللعرب والمسلمين دولة يعتز بها ولا غنى عنها للمجتمع الدولي بأسره، دولة فاعلة تُساهم في تعزيز الأمن والسلام الدوليين وتُحقق الرفاهية والعيش الكريم لأبنائها في عالم يُعاني من اضطرابات وتشوهات في السلوك والسياسات. وفي الختام نهنئ السعودية قيادة وشعباً باليوم الوطني وندعو الله أن يديم لهذا البلد الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم وان يحفظ المملكة وشعبها الوفي من كل شر و مكروه.