ولا استغرب كثيراً فالمتآمرون كُثُر والأعداء كُثُر أكثر رواجاً من كلِّ السِّلع البائرة ، الغالبية يُخطِّطون لنيل مآرب من حظِّ الشيطان ، حتى لو فرشوا البلاد جحيماً ، ليمشوا في أسراب فسادهم آمنين ، لا يُهمُّهم أيَّ شيءٍ سوى مصالحهم التي ظلُّوا لها عاكفين عقوداً من السنين، أناساً لا يرون إلا الظلام ، ولا ينظرون إلا سلباً ، امتزجت عقولهم وآراؤهم الغبية فتغيرت نظرتهم لكل شيء ، حتى أصبح كل خيّر من وجهة نظر هؤلاء مفسد ، والمفسد هو صالح ، هكذا تغيرت معادلتهم في الحياة ، حتى أصبحوا يتربَّصون بالبلد أي فرصةٍ ، ولو جعلوا الخوف صهوتهم لاعتلاء سدة الحكم مرهبين ومخوفين كل من يعترضهم في الطريق وإن ولو جزوا الأعناق ولو احتسوا الدماء شراباً يظهرهم أشبه بمصاصي الدم ، عند هؤلاء الأنماط من المتطاولي وأيقنتُ حقاً انه (لا تُرمى إلا الشجرةُ المثمرة) .
وإلا أين هؤلاء المزايدون والمتطاولون من قرارات الرئيس وحنكته السياسية التي قضى بها حكم قبلي كاد يسود ويتمدد ، أين هم من إنصاف الرئيس ورد الاعتبار والمكانة لكل الكوادر الجنوبية الذي جعلها (المخلوع) كجثث هامدة ، حبست في المنزل ،أين هم من الحقوق التي أرجعها (هادي) لأهلها، وتقبله الجميع تحت سقفٍ واحد، يجعل له فيها مِنهاجاً يقلب فيها مصلحة الوطن بعيداً الاستفزازات والابتزاز ذي المشاريع الجهوية ،، وأين وأين...الخ.
ولا يهم ذلك الصوت النشاز و التطاول الذي يتعرض له الرئيس من قبل تحالف سياسي ثلاثي يقوده ( المخلوع) ، فكل تلك الأصوات النشاز تتلاشى أمام - غثاءُ سيل عارمٍ من - الدعم الدولي والإقليمي الذي يحظى به الرئيس (هادي)، وأمام أصوات ملايين الشعب الذي أعطت ثقتها له وأبدت معه الاستعداد للمضي قدماً نحو مستقبل الغد المشرق، وأمام تلك التنازلات التي قدمها أهم قيادات الحراك السياسي في الجنوب تغليباً للمصلحة ودرءاً للمفاسد .
يُريدون من هادي أن يترك البلد لفراغٍ سياسي مظلم، لكي يبدؤون بتنفيذ سياساتهم الإجرامية الخبيثة ويبدؤون بحركة تصفية واسعة لكل الأحجار التي وقفت أو يشكُّ بوقوفها ضدَّ مصالحهم الدنيئة ، فيجب أن نقول لتلك الأصوات خسئتي وخسئت قلوبكم السوداء الخبيثة ونقول للرئيس (هادي) أمضي فانك (هاديٌ) بعقلك الحكيم وصدرك الواسع و (منصور) بإذن الله من الشعب الذي سيضحي ويخوض معك المعترك السياسي للوصول إلى بر الأمان