إنهم يرسلون شرورهم : قتلاً ودماراً، وخراباً في كل اتجاه، وسُعاراً؛ فقبل أيام ـ على سبيل المثال ـ ذكرت وكالة فرنس برس العالمية في احصائية لها أن ( 374 ) عسكرياً قد قتلوا برصاص القاعدة والحوثي، خلال 2014م وحده، في عمليات يومية متواصلة تستهدف رجالات الأمن والدفاع على وجه الخصوص، ولا تحترم، أو تستثني النساء والأطفال والشيوخ والعجزة .
وذكرت رويترز أمس الأول السبت أن مجموعة حوثية قد قامت ـ إضافة إلى أعمالهم التخريبية اليومية في محافظات : صعدة، وعمران، والجوف، وصنعاء، وحجة، والمحويت، وذمار، وإب ـ بتفجير خط نفطي رئيسي في اليمن .
وبالطبع؛ ليس بين القتلى ضحاياهم الأخيرون في عمران؛ من المدنيين والعسكريين؛ لدى هجومهم الغادر على قوات الجيش والأمن هناك، وحصارهم للمحافظة، كما أنه ليس بين الخراب ما لحق بعمران، وما يمكن أن يلحق بالوطن كله؛ ما لم تصحُ الأعين، وما لم يتم إعطاء المسألة ما تستحق من الجدية في التعامل، وخصوصاً في ضوء وضوح أهداف الثورة المضادة التي صنعت من الحوثي؛ مع حلفائه في تنظيم القاعدة الإرهابي، والحراك المسلح؛ رأس حربة؛ لضرب العملية السلمية؛ التي يقودها فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإعاقة مهام المرحلة الانتقالية، وإعاقة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ولاسيما بعد فشل محاولتهم الانقلابية الأخيرة؛ التي لا تزال غيومها السوداء في الآفاق، وعلى شكل تدبيراتٍ، وأزماتٍ متوالية؛ تصنع هنا وهناك، وعلى مستوى رفيع؛ بحكم الوجود الحتمي؛ بل القسري لقوى الثورة المضادة في مفاصل القرار والفعل، والممارسة اليومية .
هذا الكلام لا نرمي به جزافاً؛ لملء فراغ، أو لنلبي به رغبة، أو هوى في النفس؛ بل انطلاقاً من واقع يراه كل الحريصين، وهاهو مجلس الأمن في البيان الصادر عنه أمس يحث لجنة الخبراء على النظر السريع في قضية المعرقلين، ويحثهم على تقديم توصياتهم العاجلة إلى لجنة العقوبات؛ بل ويبدي قلقه كذلك من استمرار المعرقلين في إثارة النزاع في محافظات الشمال؛ وقلقه من محاولتهم عرقلة العملية الانتقالية، مطالباً الحوثيين بالانسحاب من عمران، وإعادة المنهوبات التي سلبوها من مختلف مؤسسات الجيش والأمن، وتسليم أسلحتهم للدولة، ونزع السلاح عموماً من الجماعات المسلحة، ودون استثناء .
وبالتالي؛ فقد أصبح واضحاً حجم المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها توجهات فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لبناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة، وخطورة التدبير الذي تتعرض له كذلك مسيرة التغيير بزعامته، وهي المسيرة الهادفة للوصول إلى تنفيذ مخرجات الحوار، وفي المقدمة فرض وجود الدولة على أراضيها، ونزع سلاح المليشيات والجماعات المسلحة ، واستعادة الأسلحة المصروفة كعهد على البعض، واستعادة الأموال المنهوبة من خزينة الدولة، وصولاً إلى دولةٍ حديثة، ودستورٍ جديد ليمن جديد، وعهد زاهر من التقدم والتنمية .
وإذا كان فخامة الأخ الرئيس قد تمكن بفضل الله، ثم بالتفاف جماهير الشعب حوله، وفي المقدمة القوات المسلحة والأمن؛ من كسر مختلف موجات التآمر؛ فإن المطلوب الآن هو أن يعود دعاة الباطل، وبغاة الأمس إلى رشدهم، فليس من العقل مصارعة الطوفان، والسباحة عكس التيار، وخصوصاً أن عصا مجلس الأمن الغليظة يوشك أن تحدد الرؤوس، ويوشك أن تمسح وساوس الأبالسة بشفرة البند السابع، ما لم؛ فأرضنا مليئة بالحجارة، والدم من رؤوسهم، وقد أعذر من أنذر .