ومع هذه الصورة الجميلة والرائعة، لما وصلت إليه ثورة الاتصالات في العالم إلا اننا في اليمن مازلنا نضع العراقيل والصعوبات امام المواطن الذي يرغب في الحصول على بعضها وخاصة تلك التي تتعلق بالباقات المختلفة التي تحتاجها الهواتف الذكية والتي لا تتوفر لمن يحتاجها إلا في مكان واحد أو مكانين على الأكثر على مستوى محافظة عدن فقد ذهبت أكثر من مرة إلى مكتب اتصالات المعلا للحصول على هذه الخدمة فإذا بهم يحيلوني إلى مكتب للاتصالات في حي البنجسار بالتواهي وبعد البحث والسؤال عنه وجدته في مكان خلفي من الشارع حيث انتظمت في طابور لمن يريد تلك الخدمة وغيرها من الخدمات الاخرى وفيه تعمل موظفة واحدة على جهاز واحد مرتبط بصنعاء ومن حسن الحظ اننا جئنا والجهاز مفتوح ومتصل بصنعاء فقد اخبرتنا الموظفة انه احياناً يكون مغلقاً من صنعاء، وعند ذلك تتوقف معاملات الناس حتى تأتيهم الاشارة من هناك، ولذلك فقد قبلنا الانتظار البطيء للحصول على الخدمة التي نريدها نظراً لبطء الجهاز وللامانة فإن تلك الموظفة التي كانت تعمل على جهاز الحصول على الخدمة وتدعى ام عبدالستار على ما أذكر كانت غاية في حسن التعامل مع الزبائن فلم تتوقف عن العمل أو تضيع وقتاً وكأنها تقدر المشقة التي تواجه الزبائن الذين يأتون من أماكن بعيدة من مديريات عدن للحصول على مثل هذه الخدمة التي تحتكر من قبل جهة تجعلها في اطار ضيق جداً لدرجة ان تلك الموظفة المهذبة والمتعاونة قالت لي ولبعض الزبائن: بدلاً من ان تأتوا إلى هذا المكان مرة اخرى ضعوا قيمة الباقة في هواتفكم ثم اتصلوا بي على هاتف المكتب وأنا احولها لكم، ومع تقديرنا واحترامنا لهذه المرأة الفاضلة التي تمثل الوجه المشرق للمرأة العدنية العاملة إلا اننا نتساءل لماذا هذه السادية التي تتعامل بها الادارة العامة للاتصالات بعدن ولماذا هذه المركزية المفرطة وارتباطها بصنعاء مع انها خدمة بسيطة ولا تشكل تهديداً للأمن القومي في اليمن، ولماذا لا يتم تفعيل مثل هذه الخدمة على مستوى مكاتب الاتصالات في مديريات محافظة عدن على الاقل ولماذا لا يتم التخلص ـ ولو تدريجياً ـ من المركزية المفرطة التي ارهقت الناس وجعلت حياتهم أكثر صعوبة ومشقة.
وفي الأخير لا بد ان نقول انه من حق المواطن ان يحصل على مثل هذه الخدمة من الادارة العامة للاتصالات بكل يسر وسهولة ولو على الاقل عبر مكاتب الاتصالات المختلفة في المحافظة وليس عبر مكتب واحد في البنجسار يصل إليه المواطن بشق الأنفس.