الحقيقة الأولى: أن اليمن يملك جيشاَ عظيماً وقادراً على الحسم وتغيير المعادلة لصالحه وعلى صنع النصر في زمن قياسي وأن التقدم السريع الذي أحرزه أبطال القوات المسلحة والأمن وبمساندة شعبية من اللجان ومؤازرة وتأييد من قوى الشعب المختلفة يؤكد هذه الحقيقة كما يؤكد التلاحم الوثيق بين الشعب وقواته المسلحة والأمن ، كما يثبت ذلك أن اليمن لديها من القادة العسكريين الأكفاء ما يجعلها لا تخشى الهزائم في المواجهات العسكرية مع أعداء الوطن حيث أنهم يعتبرون من طراز رفيع في القيادة وقواعد الاشتباك وهم يعيشون مع جنودهم في الخطوط الأمامية ليعطوهم القدوة الحسنة وليبثوا فيهم روح الإقدام والتضحية في مواجهة الأعداء.
الحقيقة الثانية : أن النظام السابق قد أساء إساءة بالغة في حق القوات المسلحة والأمن التي مزقها وفرق فيما بينها وجعلها تبدو جيوشاً متعددة ومتنافرة ولا تحظى بالرعاية والاهتمام الذي تستحقه باستثناء القوات التي احتفظ بها لنفسه كجيش عائلي يقوده ابناؤه وأقرباؤه كالحرس الجمهوري والقوات الخاصة فهذه القوات هي التي كانت تتميز بالحصول على الرواتب والإعاشة والترقيات لأنها مختارة بحسب الولاء والمواصفات المحددة لذلك ، وإضافة إلى إهمال النظام السابق للقوات المسلحة والأمن فإنه كثيراً ما كان يدخلها في صدامات وحروب ليست لمصلحة الوطن وإنما للمناورات وخلط الأوراق للحصول على أهداف خاصة به وهذا ما أكدته المواجهات المتعددة وخاصة في صعدة مع الحوثيين حيث كان يزج بعدد من وحدات القوات المسلحة لدرجة أنها عندما تصل لوقت الحسم وإنهاء المواجهة لصالحها تأتي الأوامر بوقف المعركة والانسحاب مما يكلف القوات المسلحة الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد وهو ما جعل أحد الإعلاميين في ميلشيات الحوثي في مقابلة مع قناة الجزيرة يعلن بالفخر أن تلك المليشيات قد قتلت من الجيش اليمني نحو ستين ألفا ولم يدرك أن الذي قتلهم حقيقة هو رأس النظام السابق الذي كان يدير البلاد حسب الأهواء والسياسات الفاشلة التي أرهقت اليمن وأوصلته إلى حافة الهاوية كما أنه لم يكتف بهذه الأخطاء الجسيمة بحق الوطن والقوات المسلحة بل أنه قد صرح في إحدى المقابلات المتلفزة الخارجية بأن القوات المسلحة في اليمن ليس لها وظيفة وليس لها مهام سوى استخدامها في الاستعراضات العسكرية ، فهذه النظرة القاصرة وغير المسؤولة تؤكد مدى الاستهتار بدور أهم مؤسسة وطنية في أي بلد من العالم والتي تعتبر صمام الأمن والاستقرار.
الحقيقة الثالثة: أن جهود الأخ الرئيس المناضل / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قد نجحت في إعادة الاعتبار للقوات المسلحة والأمن والاعتراف بدورها الضروري والمهم في الدفاع عن الوطن واستقلاله وحماية حدوده وتحقيق الأمن والاستقرار على كافة الأرض اليمنية حيث بدأ الرئيس هادي جهوده المخلصة بتوحيد القوات المسلحة والأمن وكذلك البدء بهيكلة القوات المسلحة والأمن وتقسيم مناطق عملها ،في سبع مناطق وبحيث تتوزع القوات المسلحة على تلك المناطق حيث تطلبت عملية الهيكلة جهوداً كبيرة ومتابعة مستمرة من القيادة السياسة الحكيمة للرئيس هادي الذي استعان في هذا الشأن بأهم الخبرات العسكرية العالمية من الأشقاء والأصدقاء الذين حضروا إلى اليمن ووضعوا أهم خبراتهم وتصوراتهم لما يمكن أن تبنى عليه القوات المسلحة والأمن في اليمن وعلى الرغم من أن هذه العملية تتطلب جهوداً كبيرة ووقتاً طويلاً حتى نصل في اليمن إلى بناء جيش وطني قوي يكون في مستوى طموحات اليمن المستقبلية إلا أن نجاح بعض وحدات القوات المسلحة في التقدم السريع وحسم المعارك مع قوى الأعداء في محافظتي شبوة وأبين يؤكد مدى نجاح الجهود الأولية لإعادة بناء القوات المسلحة وهيكلتها وأن القادم سيكون أفضل.
فشكراً للقوات المسلحة والأمن التي أثبتت نجاحها الكبير في مواجهة الأعداء على الرغم من مرور فترة قصيرة على توحيدها وإعادة بنائها على أسس صحيحة وشكراً للمساندة الشعبية الواسعة التي قدمتها اللجان الشعبية والمواطنون من أبناء محافظتي شبوة وأبين لإخوانهم في القوات المسلحة والأمن و شكراً للقائد الأول الرئيس المناضل / عبدربه منصور هادي وحمى الله اليمن من شرور الأعداء.