ومن هذا المنطلق ومن حيثيات هذا الخبر فإن هناك تساؤلات تفرض ذاتها وتبحث بنهم عن إجابات شافية مطمئنة لأهالي هذه المنطقة وللجنوب عامة , مفادها أن كان علم وزارة الداخلية المسبق بهذه الهجمات يقينا وحقيقة مؤكدة وبدلائل وقرائن حقيقية وليس مجرد تخمين أو تهويل وإرعاب وإرهاب لأهالي مناطق لودر, فأين دورها هي؟ ثم إن سلمنا جدلا أن تلك الأخبار المتواترة والإشاعات والضجة الإعلامية التي تطلقها وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى حقيقة ,فكيف علمت بها الوزارة (المبجلة) والدولة (الموقرة) ؟ وكيف نما إلى علمها أمور بهذا الحجم وهذه الخطورة ؟ ثم لماذا لودر دون غيرها يترصدها هذا الخطر وما الحكمة والمغزى من إنهاك لودر وإدخالها في أتون حرب أخرى؟؟ والأهم من هذا وذاك إن كان ما أوردته وزارة الداخلية فبركة وفرقعة إعلامية محضة وليس للحقيقة فيه أقل القليل فلمصلحة من هذه الزوبعة الإعلامية؟
كل هذه التساؤلات المضنية الشائكة في أذهان أبناء لودر لا تريد إجابات دبلوماسية أو كلاما معسولاً أو نفاقاً أو زيفاً أو تليلاً من الدولة التي تريد أن تقف موقف المتفرج في حال كان ما أوردته من أخبار حقيقة وتريد أن تعيد سيناريو الحرب والمسرحية الهزلية في أبين من جديد لأسباب ومآرب وأهدافاً أغراض ذاتية ومناكفات ومكايدات سياسية حزبية تهدف لإنهاك وإرهاق المواطن الجنوبي عامة (واللودري) خاصة, وإلا كيف تعلم بمثل هذه الأمور ولا تحرك ساكن, بل تكتفي بالتحذير والحث والمطالبة باليقظة ومن ... من ؟ من الأهالي؟ من المواطنين العزل ؟ من البسطاء..
حقيقة بتنا في حيرة من أمرنا وبتنا لانعرف حقيقة ما يدور وماترمي إليه الدولة وأجهزتها الأمنية التي تتوقع (البلاء) وتحذر منه ثم لا تقوم هي بدورها وواجبها المنوط بها ولاتتخذ التدابير اللازمة لمثل هكذا شر وخطر محدق يترصد المنطقة إن كان فعلا وحقيقة كما أوردها علمها المسبق بخفايا الأمور القتالية والحربية..
نحن لن نكون كدولتنا الموقرة وأجهزتها المبجلة في استباق الأمور والتنبؤ بخفايا المكنون (والمستور) وسننتظر ما تظهره لنا الأيام والشهور , ولكن جل مانرجوه من الدولة الموقرة أن تكون عند مستوى المسئولية والأمانة الملقاة على عاتقها تجاه شعبها ومحافظاته ومدنه من أي خطر أو شر يهدد أمنه واستقراره..
جل مانرجوه أن تكون في صف المواطن وتقف بجانبه وأن تحفظ له الأمن والأمان والسكينة وتقدم الغالي والنفيس (حتى وان كان ذلك مستحيلاً) وأن لا تكون إمّعة بيد كل من يريد أن يزعزع بها الأمن والأمان وأن لا تكون لسان حال البعض تنطق متى أراد وتصمت متى أراد!!