ولكن الواقع اليمني والولادات المتعسرة لكل الحلول التي يرتجي فيها المواطن البسيط الخير هي فعلا لاتأتي إلا بشق الأنفس وربما بولادة من خاصرة الوطن اليمني الذي كثرت به الطعنات والنكبات والأزمات, وبات المخربون يتغذون عليها ويقتاتون منها ويغذونها بإشعال فتيل الأزمة وصب زيت الاحتقان على نار الاختناق الذي يشهده الوضع اليمني..
فحتى مؤتمر الحوار الذي ظل يناقش أوضاع البلاد وكل المشاكل التي تعصف به والخلافات السياسية بين فرقاء السياسية تأرجح كثيرا بين تلك التناقضات والمفارقات السياسية التي حاول البعض ممن لا يزالون يحلمون بعودة عجلة الزمان إلى الخلف وعودة سياسية القمع والسلب والنهب والديكتاتورية لسابق عهدها لم تأت (ختاميته) التي كان ينتظرها الكل بما تحمل في طياتها من حلول لواقع الوطن المتشظي والمتقد إلا بعد شد وجذب ودماء لكثير من أعضاء هذا المؤتمر..
ربما الكل على اختلاف توجهاتهم ومناطقيتهم وحتى سياسياتهم أكانت لصالح هذا الوطن أو ضده تنتظر تلك الولادة لذلك الوطن على أحر من الجمر كي تتضح لها معالم الدولة اليمنية الجديدة أكانت فدرالية أم إتحاديه فالكل فيها يبحث عن الأمن والأمان وراحة البال والسكينة بعيدا عن تلك المشاكل والدماء التي أنهكت الجسد اليمني وزادت من معاناته واُلامة وأوجاعه التي نتجت عن سياسة السلب والنهب والفيد والاستئثار بالسلطة والسطو على ممتلكات الغير بقوة السلاح وبخيانة تلك العهود والمواثيق التي قطعت بين شركاء الوطن..
ومع أن الولادة ستكون ربما مؤلمة وترافقها الكثير من الإرهاصات والأوجاع وربما شيء من النزيف الدموي إلا أنها وإن وجدت الطبيب المعالج والمطبب الماهر الذي يجيد التعامل مع هكذا مواقف وحالات خطرة فأنها لا محالة ستتجاوز مضاعفات هذه الولادة وسيتعافى الجسد اليمني بشقيه دون أن يدخل في (غيبوبة) أو مرحلة الموت (السريري) الذي ينتظره أعداء الوطن من الداخل والخارج, ودون أن يفقد (المولود) أمه ويتشرد في أحضان المرضعات اللاتي لن يكن أكثر رأفة أو عطفاً بهذا (الوليد) الذي فقد حنان أمه بسبب إهمال الطبيب المعالج وعناية الكل ممن كانوا يحيطون بها..