شابان يقتلان في كريتر ، وقبلهما شاب يقتل في المعلا ،وأمس شابان يقتلان في صنعاء.. .جميعهم يمانيون ، وقد نفصل بالقول أن ثلاثة أو أربعة من أبناء عدن ، وواحد من أبناء تعز لكنهم ينتمون لوطن واحد حتى الآن.. ودماؤهم غالية بغلاوة الملايين المكونة لسكان الوطن لا فرق بين هذا أو ذاك .. فالقتل جريمة نكراء مهما اعترف الجناة ..فهذا لا يقدم شيئاً بقدر ما يؤكد تطبيق شرع الله .. القصاص ولا شيء سواه.
نحن نتعاطف ونتألم ونتضامن مع أسر الضحايا لكن هذا أضعف الإيمان والمجتمع يفترض فيه التعقل وليس الجنون، بحيث تتم وقفات مسؤولة عن هذه الجرائم لتتخذ سرعة القصاص أيا كان شكل الجاني وانتماؤه فالجندي الذي يقتل الناس يطبق عليه القصاص بالمكان نفسه وبسرعة لا تقبل المطل.. والعسكري والقبيلي والدكتور (والطرطور) كلهم أمام العدالة سواء . لكن عدالة الله هي الأمضى .. ولا نريد محاكمات تضيع من الحق وتفسد همم الناس فالمحكمة إذا تجاوزت الأسبوع ولم تفصل في القصاص فلا داعي لأن نعتمد عليها.. هكذا هو شرع الله.. والمعذرة للقضاء ورجالاته .
القتلة في كريتر والشيخ عثمان والمعلا وصنعاء يفترض ، بل يجب تطبيق القصاص عليهم فوراً دعما لكتاب الله وسنة رسوله وحفظاً للأنفس والدماء ولا يعني التذرع بالخطأ والتسليم به أنه منجاة من العقوبة الرادعة .. فهل نرتقي إلى مستوى أهلنا في ( يافع) وفي ( ماوية) الذين طبقوا شرع الله في قتل طالب لمدير مدرسة ، ثم قتل مدرس لمدير مدرسة أيضاًَ بسرعة فائقة وبنفس السلاح والمكان .. أم أننا سنبحث عن دعاوى ومحامين وقصص من هذا القبيل تضيع حق الدماء المهدورة عمداً ؟!
القتل هو القتل ولا نريد مزايدات سياسية او استمارات لهكذا مواقف وعلينا أن نسرع في رص الصفوف بحثاً عن القصاص في المسجد والشارع ووسائل الإعلام بعيداً عن التخوين والتأويل والعصبيات المناطقية والقروية والسلالية.. علينا أن نتداعى لنشكل منتديات للدفاع عن حقوق المغرر بهم بدونما ذنب اقترفوه .. هذا لو أردنا أن ندرأ الجريمة فعلاً ونقف ضد أصحابها ونصون دماء وأعراض الناس كافة؟!؟
شخصياًَ كنت أتألم لسماع مقتل الشاب عبد الرحيم عبدالحميد السامعي الذي قتل بسوق المعلا باطلاَ.. فقد كان الشاب وأخوه وأبوهما من المتميزين في أعمالهم بهدوء وأخلاق عالية.. وكنت قد كتبت عن ( العم عبد الحميد) ونشرت له صورة في (أخبار عدن) المتوقفة .. وبينت كيف يترجم حبه لأطفال شارع مدرم وهم متحلقون حوله .. وهكذا هما ولداه .. لكن الغدر أخذ أحدهم .. ونحن نتضامن معهم .. وأقول في هذا الوقت تلت حادثة كريتر .. ونحن نطالب بسرعة القصاص من القتلة حتى لو كانوا رجال أمن فالعقوبة هنا مضاعفة ، وإذا كان المواطن قد حمل السلاح لمقاومة السلطات وقتل عسكرياً ، فليقتص منه، وهكذا هي سنة الحياة في شرع الله.
وما ضاعف ألمي هو إيصال الأخ العزيز المذيع المتألق جهاد لطفي أمان ليلة الخميس العاشرة مساءً ناقلاً لي خبر مقتل حفيدهم حسن وزميله بدم بارد وهو في طريقه لمنحة دراسية في المانيا الاتحادية.
بالله عليكم ما ذنب الأبرياء الذين تزهق أرواحهم بطراَ وبطرة .. إننا نطالب بسرعة الاقتصاص من قتلة الشابين حسن جعفر أمان ( 20 سنة) وخالد الخطيب (22سنة) سواء من الشيخ العواضي نفسه أو ممن كانوا بموكب العرس ولا داعي للكلام الفارغ .. المهم هو القصاص الذي ربما يهدئ من روع الأسر المكلومة .. في حين هو لن يعيد القتيلين إلى الحياة فهما شهيدان عند الله .. والحسرة على شبابهم المغدور .
التعازي لأهالي الشابين ولنا، ولعدن والوطن ( ولا نامت أعين الجبناء)
عظم الله أجركم آل أمان والخطيب.