في الوقت الذي نجد لدينا تيارات ظلامية تصل إلي حد التساؤل إذا ما كانت المرأة إنساناً أم لا، احتلت زيارة الرئيس محمد مرسي للبرازيل عناوين الصحف وتصدرت نشرات الأخبار واتفق الإعلام المصري والبرازيلي علي السواء على أن مرسي يهتم أساساً بالتعرف علي البرامج التي ساعدت على التغلب علي الفقر والجوع والمشروعات التي يمكن أن توفر فرص عمل وتزيد الدخل، والواضح أن الرئيس، المنتمي لجماعة الإخوان، الذي حدثنا مراراً عن المشروع الإسلامي دون أن نعرف ولا مرة تفاصيله، قد نمي إلى علمه أن المشروع الإسلامي المأمول قد تم تطبيقه على ما يبدو وبنجاح باهر في دولة غير إسلامية، إذ بينما دعا مرسي المصريين للدعاء فجراً بأن يرزقهم الله طبقت البرازيل قوله تعالي «وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، تسلم الرئيس البرازيلي السابق لولا دى سيلفا البلاد وهي مشرفة علي الإفلاس.. طالب شعبه بالتضحية، والشعب يضحي عندما يؤمن بقيادته ويثق بها. ومعروف أن عدداً من دول أمريكا اللاتينية استلهمت التجربة الناصرية في التنمية والتصنيع وإرساء العدالة الاجتماعية، حجر الزاوية لأي تقدم كان، ومكافحة الفقر مكافحة جدية.. عبرت البرازيل بقيادة دى سيلفا نفق الخطر وشعر الشعب بأنه يجني فعلاً ثمار عمله وكانت الرئيسة الحالية ديلماروسيف وزيرة في حكومة دي سيلفا ولكنها ناضلت في سنوات الشباب ضد الاستبداد والقمع ودفعت سنوات من حياتها في السجن أي أنها كانت من نفس فصيل دي سيلفا الذي سارت على نهجه وتم انتخابها عام 2010 لتصبح أول امرأة تحكم البرازيل ولأن أي مشروع إنساني، أياً كان اسمه أو وصفه، لا بد أن يخدم الفقراء ويقضي على البطالة ويحقق العدالة الاجتماعية أنشأت روسيف وزارة مهمتها الأساسية تكمن في تشجيع المشروعات والصناعات الصغيرة لتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فهي توفر فرص عمل للشباب من جهة، ومن جهة ثانية تطور اقتصاد بلادها، حيث ليس بالدعاء وحده يحيا الإنسان!! وقد أدي تطوير الاقتصاد البرازيلي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث أعلنت شركة فيات الإيطالية للسيارات مثلاً عن خطة لها باستثمار سبعة مليارات دولار في البرازيل، التي تعد رابع سوق علي مستوي العالم، هذه المرأة البرازيلية الرائعة حققت منذ أيام نصراً دبلوماسياً كبيراً بانتخاب دبلوماسي برازيلي هو روبرتو أزيفيدر مديراً عاماً لواحدة من أكبر وأهم المنظمات الدولية، منظمة التجارة العالمية، ويتوقع العديد من الخبراء أن يحقق الدبلوماسي البرازيلي توازناً في المنظمة باتجاه مراعاة ظروف الدول الفقيرة حتي وإن أصبحت بلاده من أهم اقتصاديات العالم، كان دي سيلفا يتوسم في خليفته القدرة علي السير علي طريق التقدم والنهضة الفعلية وقد صدق حدسه.. تصوروا لو أنه كان يحمل عقلية مثل البعض عندنا.. بأن المرأة عورة؟ أية فرصة ذهبية كانت ستضيع علي هذا البلد الكبير المتجه نحو العملقة بقيادة امرأة يشهد لها الجميع بحسن القيادة والكفاءة.. وعلي رأي عمنا العبقري صلاح جاهين.. البنت زي الولد.. ما هيش كمالة عدد.. لكن من يسمع.. والأهم.. من يفهم!!