إن لم يكن هذا الخبر من ضرب الأخبار الكاذبة التي تنشرها تلك الصحيفة في محاولة لإثارة قضايا مناطقية، أو الإساءة للرئاسة، فهو خبر مزعج، ونتمنى أن يكون من جنس الأخبار الكاذبة، أما لو صح، فلنا كلام.. سنقول إن إسقاط تلك الأسماء بما فيها اسم الرئيس الراحل سالمين، وبتلك الذريعة السخيفة، إجراء استثنائي وصادم للرأي العام.. صحيح أن المتوفين- مهما كانت مكانتهم وأهميتهم- لا يمنحون مرتبات إلى ما لا نهاية، لكن جرى العرف اليمني أن الشهداء والمتوفين تصرف مستحقاتهم لورثتهم، حتى لو كانوا مسئولين كبارا أو أغنياء.. وما دام هذا العرف يسري على الجميع، فلا يجوز أن يستثني أحدا.
وعلى ذكر الاستثناء، إليكم استثناء من نوع غريب، ومناقض تماما للحالة الأولى، وهو أن الدكتور عبد الوهاب الديلمي المدرس بجامعة صنعاء الذي أحيل إلى التقاعد، اعتمدت الحكومة صرف مرتبه الشهري كما هو، أي كما كان قبل التقاعد (أكثر من 186 ألف ريال)، ولم تنزل منه ريالا، ثم عززت هذا الاستثناء باستثناء آخر، حيث أضافت إلى راتبه مبلغا يزيد قليلا على (136 ألفاً شهريا)، بصورة استثنائية، مع صرف مليون و365 ألف ريال فوارق. هذا ما أظهرته الوثائق التي نشرتها الصحافة هذا الأسبوع.
لماذا أختص الديلمي براتب تقاعدي كامل الدسم، ولماذا أضيف إلى راتبه مبلغ شهري كبير؟ قالوا هذه «حالة استثنائية».. أما لماذا هذا الاستثناء؟ لا نعرف، وما يعرفه القاصي والداني أن العلامة الدكتور هو صاحب الفتوى الشهيرة التي كفر بها الحزب الاشتراكي وجيشه، وسوغت استباحة الجنوب شعبا وممتلكات عام 1994، وهي الفتوى التي يبذل الرجل ما بوسعه لإنكارها دون جدوى، لأنها منشورة في صحف ومسجلة بصوته، ومن أراد الاستماع سيجدها في غير موقع على شبكة الانترنت.
يوم أمس الأول (الاثنين) قرأنا خبر مضاعفة مرتب الذي أفتى باستباحة الجنوب عام 1994، ويوم أمس الثلاثاء قرأنا خبر إسقاط مرتب سالمين الذي كان حتى يونيو1978 رئيسا للجنوب.. فيا لها من مفارقات عجيبة.. في وقت حرج لا يحتمل مثل هذه المفارقات.. حوار وطني، وكلام عن حل القضية الجنوبية التي نشأت بسبب حرب 1994، والحكومة تسقط مرتب رئيس الجنوب وترفع مرتب مفتي حرب الجنوب.