في 20 سبتمبر هجوم إرهابي مزدوج في شبوة يودي بحياة 24 جنديا وضابطا من الجيش والشرطة، وبعد عشرة أيام يداهم الإرهابيون مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت مزودين بسيارة مفخخة وأطقم مسلحة، ويحتلون مقر القيادة بما فيه من منشآت عسكرية وتجهيزات، ويقتلون 12 جنديا وضابطا من بينهم رئيس الحماية، ورئيس شعبة المدفعية، وينسفون مباني، ويرتهنون نائب قائد المنطقة لشئون التدريب، ورئيس أركان المنطقة، ورئيس العمليات، ورئيس شعبة شئون الأفراد، وعشرات الجنود، وإلى مساء أمس وجزء من مقر قيادة المنطقة ما يزال تحت سيطرة الإرهابيين.. فما هذا؟ وما تأثيره في المعنويات؟
صحيح أن الإرهابيين ينتقمون من الجيش والشرطة لأنهم اسقطوا إماراتهم الاسلامية في أبين وشبوة والبيضاء، وينتقمون لزملائهم الإرهابيين الذين اصطادتهم الطيارات الامريكية، فهذا متوقع، بل مؤكد، و لكن كيف ولماذا يتم السماح لهم بهذا الانتقام وعلى هذا النحو السهل؟
لا نملك إلا طرح الأسئلة، والأسئلة كثيرة.. هل هناك تواطؤ مع الإرهابيين يسهل لهم القيام بكل هذا القتل والخراب والارتهان والاهانات؟ هل تمكنوا من شراء ذمم فاسدة ولا شرف لها في أجهزة الأمن ووحدات الجيش، تمدهم بالمعلومات وتسهل مهمات القتل والاحتلال والتدمير والارتهان؟
هل تمكن الإرهابيون من اختراق الأمن والجيش عن طريق التجنيد الكبير الجديد الكثير الذي تم عامي 2011 و 2012، من ساحات الثورة وميادين التغيير، خاصة وأن الإرهابيين كانوا جزءا من حشود ساحات الثورة وميادين التغيير حسبما قال الوحيشي لأيمن الظواهري في الرسالة المشهورة منتصف 2011؟
كان من بين التوصيات أو القرارات التي توافق عليها أمس فريق الجيش والأمن بمؤتمر الحوار الوطني "إعادة النظر في التجنيد الذي تم عامي 2011 و2012 "، فهل جاء هذا التوافق نتيجة استشعار خطر مبني على معلومات تشير إلى أن ما يحدث له علاقة بذلك التجنيد؟
هل ما يحدث للجيش والشرطة في اليمن له علاقة بما يحدث لهما في مصر من قبل الإخوان والجماعات الجهادية الأخرى التي تقاتل وتقتل في سبيل ما تسميه اسقاط انقلاب السيسي، واستعادة الحكم الإسلامي الرشيد؟ وإذا كانت هذه العلاقة قائمة فهل نستطيع معرفة من يساعد الإرهابيين ويسهل مهامهم؟