الشرع يستقبل وفدا أوكرانيا وسقوط (31) مقاتلا في معارك شمال سوريا
دمشق / 14 أكتوبر / متابعات:
استقبل قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع اليوم الإثنين وزير الخارجية الأوكراني في دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في أول لقاء بين الطرفين منذ إطاحة بشار الأسد حليف موسكو.
وأوردت "سانا" أن "قائد الإدارة الجديدة السيد أحمد الشرع يلتقي وفداً أوكرانياً رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أندريه سيبيغا".
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن بلاده سترسل مزيداً من شحنات المساعدات الغذائية إلى سوريا، وذلك بعد وصول 20 شحنة من الطحين (الدقيق) غداً الثلاثاء.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الماضي أن بلاده التي لا تزال واحداً من أكبر منتجي الحنطة في العالم على رغم الحرب سترسل إلى دمشق 500 طن من الطحين كمساعدات غذائية.
وأطلقت فصائل مسلحة تقودها هيئة تحرير الشام هجوماً مباغتاً أواخر نوفمبر سيطرت خلاله على مدن رئيسة، ودخلت دمشق فجر الثامن من ديسمبر.
وفر الرئيس السوري المخلوع من العاصمة، منهياً بذلك حكم عائلته الذي تواصل لأكثر من خمسة عقود.
وشكل سقوط بشار الأسد ضربة بالنسبة إلى روسيا التي تخوض منذ عام 2022 حرباً ضد أوكرانيا وتملك قواعد عسكرية في سوريا التي دخلتها دعماً للأسد منذ عام 2015.
وعلى رغم كونهما أبرز حلفاء نظام الأسد أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أنه لا يريد قطيعة في العلاقات مع روسيا وإيران. وقال إن "روسيا دولة
مهمة وتعد ثاني أقوى دولة في العالم. هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي، وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية". وتابع، "لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض".
في سياق آخر تواصلت المعارك اليوم الإثنين بين فصائل مسلحة مدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، والتي أسفرت عن سقوط 31 مقاتلاً من الطرفين منذ أمس الأحد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقضى سبعة مقاتلين اليوم الإثنين من الفصائل الموالية لتركيا في اشتباكات مع الأكراد في منطقة منبج، وكذلك في مدينة منبج التي باتت بقبضة الفصائل الموالية لتركيا منذ مطلع ديسمبر إثر "تسلل" مقاتلين أكراد إليها، وفق المرصد.
وأفاد المرصد بمقتل 13 عنصراً من فصائل موالية لتركيا وعنصرين من قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد "نتيجة احتدام المعارك بين الطرفين على محاور سد تشرين وجسر قرقوزاق شرق حلب" في منطقة منبج أمس الأحد.
وقتل ستة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا وثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق أمس الأحد في ريف منبج كذلك.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية اليوم الإثنين "تنفيذ عمليات نوعية دمرت خلالها جهازي رادار ونظام تشويش ومدرعة عائدة للاحتلال التركي غرب جسر قرقوزاق".
وبالتوازي مع شن هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لها هجوماً مباغتاً في الـ27 من نوفمبر من معقلها في شمال غربي سوريا مكنها في نهاية المطاف من السيطرة على الحكم في دمشق شنت فصائل موالية لأنقرة هجوماً ضد القوات الكردية. وانتزعت هذه القوات منطقة تل رفعت ومدينة منبج من الأكراد.
ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرقي سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، وخصوصاً الضفة الشرقية لنهر الفرات. تخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا بعد انسحاب القوات الحكومية من جزء كبير منها.
وما بين عامي 2016 و2019 نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ونجحت في فرض سيطرتها على منطقتين حدوديتين واسعتين داخل الأراضي السورية.
وفي مقابلة أمس الأحد أجرتها معه قناة "العربية" السعودية قال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إن القوات الكردية ينبغي أن تنضوي تحت لواء الجيش السوري
الموحد. وصرح، "ينبغي أن يكون السلاح في يد الدولة فقط ومن كان مسلحاً ومؤهلاً للدخول في وزارة الدفاع سنرحب به".
وكان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، قد أكّد الأحد، أن الفصائل الكردية ستنضوي تحت لواء الجيش السوري، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد.
وقال الشرع: «ينبغي أن يكون السلاح بيد الدولة فقط، ومن كان مسلحاً ومؤهلاً للدخول في وزارة الدفاع سنرحب به في وزارة الدفاع»، وأضاف: «على هذه الشروط والضوابط نفتح حواراً تفاوضياً مع (قسد)، ونترك الحالة للحوار لربما نجد حلاً مناسباً»، مستعملاً الاسم المختصر لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.
وقبل نحو أسبوع، قال القائد العسكري لـ«هيئة تحرير الشام» مرهف أبو قصرة، إن «كل الفصائل المعارضة ستنضوي ضمن مؤسسة عسكرية جديدة»، مؤكداً أن سيطرة السلطة الانتقالية ستشمل مناطق القوات الكردية في شمال شرقي سوريا.
وشكّلت «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من التحالف الدولي ضد الإرهابيين بقيادة واشنطن، رأس حربة في قتال تنظيم «داعش»، وتمكنت من دحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ومنذ نهاية نوفمبر يواجه المقاتلون الأكراد هجوماً تشنه الفصائل الموالية لتركيا في شمال شرقي سوريا والتي سيطرت على منطقة تل رفعت الاستراتيجية (شمال) ومدينة منبج (شمال شرقي).
وتحدثت قوات سوريا الديمقراطية في بيان عن معارك ضارية في شرق مدينة منبج أسفرت عن سقوط 16 من مقاتليها، من دون الإشارة إلى تاريخ مقتلهم.
ومنذ اتساع رقعة النزاع في سوريا في عام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية، وانتهزت قوات سوريا الديمقراطية الفراغ لتعلن إقامة حكم ذاتي في الشمال؛ ما أثار غضب تركيا المجاورة.