يشهد قطاع التعليم في وادي وصحراء حضرموت تدهوراً ملحوظاً، مما يهدد مستقبل الأجيال ويحرمهم من الحصول على تعليم جيد يؤهلهم للحياة، وهذا التدهور ينعكس سلباً على كافة جوانب الحياة في المنطقة، ويؤثر بشكل مباشر على التنمية المستدامة.
ومن أسباب تردي التعليم في وادي وصحراء حضرموت معاناة المواطنين في حضرموت من أوضاع اقتصادية صعبة، مما يؤثر على قدرتهم على توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم، ويدفع الكثير من الطلاب إلى ترك الدراسة للعمل، بالإضافة إلى معاناة قطاع التعليم في حضرموت من نقص حاد في الكوادر التعليمية المؤهلة، مما يؤثر على جودة التعليم المتقدم.
كما تواجه الهيئات التدريسية في مدارس وادي وصحراء حضرموت تحديات كبيرة ومعاناة شديدة، حيث يتعرضون لتجاهل حقوقهم الأساسية، وهذا الأمر يؤثر سلباً على جودة التعليم المتقدم للطلاب وعلى مستقبل المنطقة بأسرها، وأبرز أسباب معاناة المدرسين تتمحور في معاناتهم من تدني الرواتب التي لا تكفي لتغطية احتياجاتهم المعيشية الأساسية، مما يؤثر على أدائهم ويجعلهم عرضة للبحث عن مصادر دخل أخرى، وعمل العديد من المعلمين في ظروف عمل صعبة، حيث تفتقر بعض المدارس إلى البنية التحتية المناسبة، بالإضافة إلى أنه لا يحظى المعلم في حضرموت بالتقدير الاجتماعي المطلوب، مما يؤثر على دافعيته وتشجيعه على ترك المهنة.
فمعاناة المدرسين في حضرموت هي قضية وطنية تستدعي تكاتف الجهود لحلها، ويجب على الحكومة والجهات المعنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المشكلة، وتوفير بيئة عمل مناسبة للمعلمين، وتوفير الموارد اللازمة لتحسين جودة التعليم، وذلك لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، كما يتطلب أيضا توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، وتشجيعهم على مواصلة دراستهم.
نختتم مقالنا ونقول إن تردي التعليم في وادي وصحراء حضرموت يشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل الأجيال، ويجب معالجته بشكل عاجل وجذري قبل أن يفوت الأوان ويدفع ثمنه جيلنا الناشئ.