مهما كانت التحديات والصعاب ستجتاز بلادنا الامتحان وتخرج من الأزمة بإذن الله تعالى وستنتصر على القوى التي لا تريد لبلادنا الخير لأن إرادة الشعوب لا تقهر وخاصة إذا كانت لها قيادة حكيمة وواعية ومدركة لما يدور داخل البلاد وما يحاك ضدها من مؤامرات داخلية وخارجية ومتى توفرت الإرادة السياسية في التغيير إلى الأفضل من قبل هذه القيادة التي تبذل قصارى جهدها في لملمة الأوضاع وتجاهد من أجل استتباب الأمن على الرغم من تكالب الجماعات والفئات التي تقاوم عملية التغيير وتستميت في بقاء اليمن في بؤرة الصراعات والفوضى والفساد والتخلف والإرهاب وتنازع الأحزاب والقبيلة والحوثي والحراك والقاعدة وغيرها وكثير من الشرائح الأخرى على السلطة والثروة والنفوذ. وفوق هذا كله تراكمات النظام السابق منذ بداية الوحدة وحتى ثورة الشباب وربما منذ بداية الاستقلال عن الاستعمار والتحرر من كهنوت الإمامة والتي تجاوزت نصف قرن من تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ولم نجن منها غير الصراعات والقلاقل والتسابق على المناصب والمال والثروة وإلغاء المعارضين واتهامهم بالخيانة والعمالة والتمرد ولم نجن من تلك الفترة السابقة سوى التخلف والانتكاسات تلو الانتكاسات وهذا لا يعني أن ليس هناك منجزات قد تحققت في المرحلة السابقة ولكنها ليست عند مستوى طموح وآمال الجماهير العريضة التي كانت تتطلع إلى أن تخرج البلاد بعد الاستقلال إلى وضع أفضل يحقق آمال قطاعات عريضة من الشعب والمجتمع والأمة. إن انتهاج أسلوب الحوار السلمي والهادئ وامتصاص غضب وتذمر واحتجاج وتمرد بعض الجماعات والفئات والأحزاب ليدل دلالة واضحة على حكمة القيادة السياسية وحنكتها وقراءتها للواقع والمشهد اليمني بدقة وعدم تورطها في الدخول في مواجهات عنيفة ومسلحة مع تلك الأطراف التي ستلهيها عن إتمام المهمة الموكلة إليها المتمثلة في إنجاز بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة اليمنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل والدليل على هذا النهج السلمي السياسي للنظام والسلطة والحكومة الانتقالية الراهنة ابتداع مبادرات سلمية مستمرة ومتواصلة كان آخرها المبادرة الوطنية للجنة الرئاسية التي أقرت مجموعة نقاط هامة للخروج من المأزق الراهن وحظيت بالإجماع والدعم والتأييد والاصطفاف المحلي والإقليمي والدولي.هذه المبادرة الوطنية سحبت البساط من تحت أقدام من يختلقون مبررات وأعذاراً واتهامات من شأنها عرقلة وتثبيط الحكومة والسلطة عن إكمال مسيرة التسوية السياسية ولتحقيق أهداف غايتها إدخال البلد في حيص بيص أو إدخالها في نفق مظلم لا يمكن الخروج منه إلا بمعجزة أو بعد حين من الدهر لا يعلم بموعده وميقاته إلاّ الله ، مع أن هؤلاء الذين يتهمون الحكومة في الوقت الراهن شعارهم مخالف لفعلهم ولا يمكن تصديقهم بأنهم مصلحون فالذي شعاره الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ولا نراه إلا يستهدف أرواح الأبرياء من اليمنيين ويصنع أزمات هنا وهناك ويحاصر العاصمة لأهداف معروفة وفي نفس الوقت يدعو إلى التصحيح وتغيير الحكومة وتخفيض الجرعة وخلافه حتى وإن كانت دعوته قد توافقت مع رغبة الجماهير لكن المتابع للشأن اليمني والمحقق الحصيف سيكتشف بأن أغراض وأهداف هذا الذي شعاره مخالف لفعله ستبوء بالفشل وسينتصر الوطن وتجتاز البلاد المحنة والامتحان بنجاح لأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.
|
مقالات
ستتجاوز بلادنا المحنة بإذن الله
أخبار متعلقة