تدل جميع الأبحاث المُـعْـترف بها، على أنه حسب قوانين علم الهيدروديناميات فإن النحلة الطنَّـانة يجب أن لا تستطيع الطيران بسبب كُـبْـر حجمها بالنسبة لجناحيها، ولكن لِـحُـسْـن حظها فإن النحلة تطير، والمُـبشِّـر في الأمر أنها لا تعرف هذه الحقيقة، وهكذا تظل تطير كما تفعل دائماً.ولكن ماذا سيحدث لو عَـلِـمَـت هذه النحلة بذلك هل ستقوى على الطيران؟ إذا كانت هذه النحلة تُفكِّـر بعقلية منطقية بشدة فحتماً أنها لن تطير.ستقول هذه النحلة عقلاً وحسب حقيقة علمية وأبحاث متعارف عليها لا يمكنني الطيران، فجسمي كبير على أجنحتي الصغيرة. إذاً السؤال: عندما كانت تطير سابقاً هل كان هناك شيء غير مألوف حصل لها ما جعلها تطير بحيث لن يتكرر مرةً أخرى؟ أما إذا كانت تتمتع بالخيال أكثر وتُـغَـلِّـبه على جانب المنطق فيما يفيدها ويسعدها، فلن تهتم بهذه الحقيقة وستعمل على تخيُّـل قدرتها على ممارسة الطيران وستستمر فيه .ماذا لو قلبنا تلك المعادلة؟ كم من الناس لديهم أجنحة قوية قادرة على الطيران بهم إلىحيث يريدون؟ لكنهم لا يعرفون بل يُجزمون باستحالة طيرانهم ويعتمدون على الحقائق والمنطق الذي يعوقهم ويقف ضدهم.وهنا تستحضرني مجموعة من فرضيات البرمجة اللغوية العصبية، التي من لو قمنا بالتنقيب في باطنها، سَـتُـعَـالج ما نسبته 60 % من مشاكلنا التي نظنها مستحيلة الحل، وسأوردها بشكل إجمالي، ثم بعد ذلك سأختار لكم البعض الآخر من فرضيات البرمجة اللغوية العصبية، وأنقلها بشيء من التفصيل، وأبرز تلك الفرضيات العشرين:- * الناس لديها جميع المصادر التي تحتاجها كي تنجح. * أكثرنا مرونة أكثرنا نجاحاً . * تستطيع أن تحقق ما تريد والسؤال كيف؟ * إذا كنت تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق. بعض فرضيات أو مبادئ البرمجة اللغوية العصبية« الشخص الذي يمتلك المرونة العالية في التفكير والسلوك تكون لديه سيطرة، وتحكم أكبر في الأوضاع، والأمور ».قال الله تعالى: { إن الله لا يُـغيِّـر ما بقوم حتى يُـغيِّـروا ما بأنفسهم } ( الرعد : 11 ).إن المرونة بطبيعة الحال هي السلاح القوي لإحداث تغيير فعَّـال وناجح للإنسان في كافة مناحي حياته، وتعني أن يكون الفرد قادراً على مجاراة الآخرين والتأقلم مع طبائعهم، وتفكيرهم بهدف استلام دفة قيادتهم في النهاية، والمرونة تكون في التفكير من خلال عدم التصلُّـب لآرائه والتشدد تجاهها دون النظر لآراء الغير، وتكون في السلوك من خلال مسايرة سلوكيات الآخرين الحركية وغير الحركية.« إذا كنت تفعل ما تفعله دائما فستحصل على ما تحصل عليه دائماً أو كما يُـسميها البعض: ليس هناك فشل وإنما تجارب وعِـبَـر ودروس ». قال الله تعالى: { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم } ( البقرة: 216 ).فقد يكرر الشخص طريقة معينة نحو بلوغ هدف منشود ويجد أن النتيجة ذاتها تتكرر، وهنا يجب على الشخص أن يحاول مع طرق أخرى مختلفة للحصول على هدفه المنشود، ومن ذلك ما نُـقِـلَ عن توماس أديسون مخترع التيار الكهربائي الأميركي الذي ذَكَـرَ أنه حاول 999 مرة في اختراع التيار الكهربائي وفي المرة الألف نَـجَـح، وحينما سُـئِـلَ أضعت عمرك في 999 تجربة فاشلة؟ فقال: بل استفدت 999 طريقة مختلفة لِـصُـنْـع التيار الكهربائي، فالتغيير في الطريقة يؤدي إلى تغيير في النتيجة، فقمة العقلانية والجمال في التفكير.« لا يُـمكنك إلا أن تتصل بالناس وتتعامل معهم ».ولذا فقد خلق الله تعالى الخلق لهدفين: لعبادته عز وجل، ثم لعمارة الأرض، وهذان الهدفان لن يتحققا إلا بالتواصل مع الناس، والاختلاط بهم، وهذه الفرضية تقودنا إلى البحث عن الصورة الأمثل للتعامل مع الآخرين، وكسبهم والبحث عما يجلب لهم البهجة والسرور، ويمنحنا بالتالي الرضا عن أنفسنا، ومحبة الخير لغيرنا.إذاً هل تُـفكِّـر مثل النحلة الطنَّـانة، أم مثل تلك الدراسة التي أُجْـرِيَت عليها؟.
|
آراء
بين طيران النحلة الطنانة وفرضيات البرمجة اللغوية العصبية
أخبار متعلقة