كثيراً ما نشاهد الأطقم العسكرية المختلفة وهي تسير بسرعة كبيرة وخطيرة وبطريقة تتصف بالرعونة والتهور والطيش وعدم تقدير المسؤولية لخطورة تلك المركبات العسكرية التي كثيراً ما سمعنا عن تسببها في وقوع الكثير من الحوادث المرورية الخطيرة التي نتج عنها العديد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وفي الأسبوع الماضي تسبب أحد هذه الأطقم في حادث مروري مع إحدى الحافلات المتوسطة التي كانت تنقل طالبات عائدات من إحدى المدارس الثانوية بمديرية خورمكسر، حيث أدى الحادث إلى اصابة العديد منهن بالاضافة إلى سائق الحافلة باصابات مختلفة ما أدى إلى نقلهن إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج ولولا أن لطف الله كان حاضراً في هذا الحادث لكانت النتيجة أكثر مأساوية.ولا شك ان السير الجنوني للأطقم والعربات العسكرية وخاصة في الأحياء المأهولة بالسكان وحركة المركبات يتطلب الوقوف أمام هذه الظاهرة والعمل على الحد منها ومن خطورتها على حياة الناس وشعورهم بالهدوء والطمأنينة حيث ان المسؤولية تقع على مستوى الوحدات العسكرية في توعية منتسبيها من سائقي تلك الأطقم والعربات العسكرية بعدم السرعة الجنونية عند قيادتهم لتلك المركبات العسكرية وان يكونوا مثالاً وقدوة لغيرهم من المواطنين في احترام قواعد السير حتى يكسبوا ثقة المواطن واحترامه لهم ويؤكدوا بسلوكهم الحضاري انهم خدام للشعب وحماة له ولا يتعالون عليه بالاساليب الفوضوية والطائشة وغير الحضارية التي تجسدها السرعة الجنونية والمتهورة التي تسير بها الأطقم والعربات العسكرية وغيرها من التصرفات التي تسيء إلى سمعة القوات المسلحة والأمن.وإذا كنا اليوم على ابواب تحولات كبيرة تشهدها اليمن على طريق التغيير نحو الأفضل وبناء اليمن الجديد وتأسيس اليمن الاتحادية الحديثة وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل التي أقرها اليمنيون، فإن هذه المرحلة تحتم على القوات المسلحة والأمن ان تكون في مستوى هذه التحولات المهمة وان يعمل قادتها على إعادة بنائها وتربيتها بما يتناسب والمهام الموكلة إليها في حماية الوطن والدفاع عنه وان يكون ولاؤها لله والوطن والبعد عن أية ولاءات ضيقة لا تتفق مع عقيدتها العسكرية الجديدة بما في ذلك بعض الممارسات غير المسؤولة التي كان يقوم بها بعض المنتسبين للقوات المسلحة والأمن وهي لا تدخل في اطار اختصاصاتهم كالسمسرة والتدخل في القضايا المدنية من بعض الضباط والنافذين العسكريين ما لا يتفق مع مهام وواجبات القوات المسلحة والأمن.ان اليمنيين يتطلعون اليوم إلى بناء القوات المسلحة والأمن لتكون في مستوى التحديات التي تواجه الوطن باعتبارها الدرع الحصينة والحامي الأمين لأمن اليمن ومقدراته وفي سبيل الوصول إلى هذه الغاية لابد من بذل الجهود المضاعفة في بناء القوات المسلحة والأمن البناء النوعي الذي يعتمد على الكيف قبل الكم وعلى التربية الوطنية السليمة حتى نجعل منها قوة واحدة موحدة كالبنيان المرصوص تتمتع بالجاهزية المطلوبة ويسود فيها الضبط والربط واحترام القوانين والأنظمة سواء على المستوى العسكري أو المدني باعتبار ان المنتسبين لمؤسستي القوات المسلحة والأمن يخضعون عند المخالفة لما تقتضيه تلك القوانين والأنظمة من اجراءات أو عقوبات سواء منها المدنية أو العسكرية حيث انهم من حيث الاختصاصات المكلفون بالدفاع عن الوطن وسيادة اراضيه وحفظ الأمن الداخلي وسيادة النظام والقانون وهي مهام جسيمة تتطلب الاعداد والاستعداد لها حتى تبدو القوات المسلحة والأمن ولسان حالها يقول: تحت أمرك يا وطن.
|
آراء
خطورة السرعة الجنونية للأطقم العسكرية
أخبار متعلقة