أ/ صالح الفقيه أيام قلائل كانت هي الفاصل بين مجزرتين دمويتين بشعتين في تاريخ اليمن المعاصر.. عشرة أيام عقب جمعة الكرامة، لم يلتقط فيها الوطن أنفاسه بعد من هول مجزرة الكرامة، ودماء الشهداء لاتزال تفوح رائحتها في ساحة التغيير بصنعاء، والأرض لم تجف فيها الدماء المتناثرة هنا وهناك، والقلوب تعج بالحزن ويعتصرها الألم من فقدان عشرات الشهداء والجرحى، وفي هذه الأثناء تصعق المسامع أخبار كارثة مأساوية أليمة في صبيحة يوم الإثنين الـ 28 من مارس 2011م، الذي استيقظ فيه أهالي الرواء بمديرية خنفر بمحافظة أبين على صوت دوي انفجار مصنع 7 أكتوبر للذخيرة، مخلفاً بذلك عشرات الشهداء والجرحى في كارثة مفجعة آلمت قلوب كل أبناء الوطن. وكما قتل النظام السابق شهداء الكرامة مرتين بالرصاص وبالافتراء والتضليل، صنع كذلك في شهداء مصنع 7 أكتوبر وإن اختلفت الكيفية وتضاعفت فيه أعداد الشهداء، فالمطبخ وغرفة العمليات وجهة التخطيط والتنفيذ تنطلق من ذات المدرسة، التي يخال اصحابها أنهم سيفرون من وجه العدالة وهيهات هيهات أن ننسى دماء شهدائنا.ولا يمكن المرور على مثل هكذا أحداث دونما قراءة الأبعاد والدلالات التي يمكن أن تبنى عليها المؤشرات والأحكام التي تعكس خطورة النهج الدموي الذي أراد من خلاله النظام السابق أن يخلط الأوراق في كل أرجاء الوطن، سعياً إلى إدخال البلاد في الفوضى، وإنهاك روحها الثورية التي عصفت بأحلام التوريث واقتلعت مشاريع الاستبداد التي خطط لبقائها طويلاً.وخابت ظنون القتلة، في وأد مشروع التغيير وبناء اليمن الجديد، فكلما اشتد العنف زاد إصرار الشباب ورواد التغيير على استكمال المسيرة، وقوت عزائمهم، وشحذت هممهم، فيما كشف الله سوأة القتلة المتعطشين لإراقة الدماء وإحداث الفوضى والدمار، وأبان الله بهذه الأعمال سوء نياتهم وقبيح أفعالهم ومشاريع فكانت وبالاًًٌ عليهم وعجلت بقرب زوالهم.ولاشك ولاريب بأنه من المؤلم أن تمر الذكرى الثالثة على هذه المجزرة الأليمة، دونما أن نكون قد قرت أعيننا بمحاسبة المسؤولين عن المحرقة ومحاكمتهم وكشفهم للرأي العام، والأشد ألماً أن الأيادي التي زرعت الشر لاتزال تطال الوطن وتدمر بنيته وتزهق أرواح أبنائه في مختلف المناطق، سعياً منها لعرقلة المسيرة واغتيال حلم الأجيال في بناء الدولة المدنية الحديثة، وهي بقايا رواسب أوهام عالقة في عقولهم، سيما وأن المشروع الوطني يشيد بنيانه وتبنى قواعده في هذه الأيام التي يصاغ فيها العقد الاجتماعي الجديد لليمن. وفي الذكرى الثالثة لهذه المجزرة الأليمة، نجدد العهد للشهداء جميعاً أن مسيرة الثورة التي جذروا قيمها في قلوب كل اليمنيين، وأشعت أنوارها بفضل تضحياتهم وصمودهم ونضالهم في كل أرجاء الوطن، لن يخفت ضوئها أو تتوانى خطاها، وأن المسيرة تمر والمشاريع التآمرية تتحطم أمام المبادئ النبيلة التي آمن بها الثوار وجسدها المخلصون من أبناء الوطن، فكانت أهدافاً تتحقق يوماً تلو الآخر وصولاً إلى بناء اليمن الجديد.فرحم الله شهداءنا الأبرار .. وشفى الله الجرحى .. وفرج الله كرب المعتقلين وأعادهم إلى ذويهم معافيين شامخين .. والخزي والعار لكل أعداء مشروع بناء الوطن.> المدير التنفيذي للمنسقية العليا للثورة اليمنية ( شباب )
|
آراء
مصنع أكتوبر وجمعة الكرامة .. دماء تحرق أجساد الواهمين في الفرار من العدالة
أخبار متعلقة