علي محمد الشرقي هل تدرك القوى السياسية وكل المكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار انها المعنية بدرجة اساسية في التهيئة للولوج الى نظام الاقاليم وفقا لوثيقة الحوار الوطني وقرار لجنة الاقاليم ؟ وهل تعي تلك القوى والمكونات بان الانتقال الى ادارة الدولة في شكلها الجديد لن يتأتى إلا بطي صفحة الماضي بالفعل وليس بالقول ؟وحين اتساءل في مطلع هذا المقال فانا اعني بذلك بعض القوى سياسية كانت او غيرها والتي ارادت الزج بهذا البلد في اتون حرب مذهبية وطائفية أقل ما يمكن وصفها بالقذرة وذلك من خلال اشعال الحروب في اكثر من منطقة في محافظات صعدة وعمرن وفي منطقة ارحب محافظة صنعاء ، لولا سعة صدر القيادة السياسية التي استطاعت وأد فتن كادت ان تنزلق باليمن الى حرب لا طائل منها الا الدمار والخراب والتشريد فالحرائق تشتعل من مستصغر الشرر.وبعيدا عما انتهت به الحرب في حاشد ودماج وارحب ينبغي على تلك القوى النأي بنفسها عن الجدل البيزنطي في وسائل الاعلام التابعة لها وتناسي جراحات الماضي حتى يسهل عليها الانطلاق الى بناء اليمن الجديد في شراكة حقيقية مع القوى السياسية الاخرى التي لم تشارك في النزاعات الاخيرة التي اعقبت مؤتمر الحوار الوطني.ولا بد من التأكيد هنا على ان تناسي الماضي يجب ان يتحلى به كل خصوم الامس وشركاء الحياة السياسية اليوم وفي الغد باعتبار ان الجميع معني ببناء اليمن والانتقال به من حالة الصراعات والتشرذم الى جو من الوئام والتعايش بسلام بين جميع القوى مهما كان الخلاف السياسي او العقائدي بينها .وما نأمله اليوم وغدا وبعد غد هو ان يكون الصراع ان جاز التعبير صراعاً برامجياً ، بمعنى ان تتنافس جميع القوى والفعاليات السياسية فيما بينها عبر البرامج وأي حزب او مكون سيقدم برامج سياسية تخدم المجتمع اليمني سيكون له قصب السبق في رضاء الناس وبالتالي البرامج السياسية هي الضامن الحقيقي للأحزاب في المنافسة الحقيقية والشريفة في الاستحقاقات الديمقراطية القادمة .اخيرا اليمن امانة في اعناق كل النخب السياسية فالشعب اليمني علق آمالا عراضاً على مخرجات الحوار الوطني ويتمنى ان يرى بوادر انفراج ضائقته المعيشية من خلال البدء بتنفيذ وثيقة الحوار الوطني الشامل باعتبار ان الجميع معني بتنفيذها وليس رئيس الجمهورية لوحده.
|
آراء
النخب السياسية وموجبات العمل الوطني
أخبار متعلقة