في السابق كان (شباب شايل سيفه) وهي فئة من الشباب اليمني تمشي على وتيرة الفيلم السينمائي (عنتر شايل سيفه) ويعرف الأغلبية منكم نهاية أحداث حدوتة الفيلم وهي باختصار إن كنت صاحب حق فعليك بأخذه حتى ولو كان ذلك باستخدام قوة الذراع وهذا ما عمله عنتر عندما تم الاستيلاء على أرضه وذهب ليسترجعها وبالفعل أعادها وحقق مراده.. لكن للأسف تطبيق مبدأ الحق وصاحب الحق اختلف تماماً في مجتمعنا ولدى شبابنا الذي استغل فرصة الانفلات الأمني والأوضاع غير المستقرة في البلاد وبدأ يمارس بعض أعمال الشغب التي تعرف بـ(البلطجة) وهذه المرة سوف نغير المقولة السابقة ونسقط كلمة (سيف) ونضيف عوضاً عنها (سلاح) لتكون بذلك (شباب شايل سلاحه) وهي أخذ الحق من صاحب الحق بالقوة وتأكيد معتقداتهم بأنه لا يوجد قانون أو جهة تستطيع أن تلجأ إليها وتردعهم عن سلب حقك.وليس هذا فحسب فحتى حق المواطن العادي في التنقل في بعض الأحياء والشوارع أصبح في الآونة الأخيرة صعباً بعض الشيء إن لم تتدخل قوة الأمن في فض ذلك الشغب، وحيث أن بعضاً من هؤلاء الشباب يقومون بمزاجية وعشوائية بقطع الطرقات والتحكم بتحركات سائقي الأجرة والتاكسيات بأسلوب الأمر يخبرهم قائدهم أو كبيرهم وهو شاب لا يتجاوز أحياناً العشرين من عمره وأقل «بأن الطريق مقفل وعلى السائق أن يلف من الشارع الآخر» أو يعود إلى حيث أتى وتجد بعضهم يرضخون رغماً عنهم لخوفهم من العصي والحجارة التي سوف تقذف عليهم ما لم ينفذوا أوامر هؤلاء وتجنباً للنار التي تلتهم ألسنتها إطارات السيارات المرمية في وسط الشارع.غير هذا وذاك تجد بعض الشباب يتصنع (البلطجة) وقوة الذراع حتى أصبحت شغله الشاغل وكأنها مهنة امتهنها!، ومن احتاج له في معركة ما يذهب بكل فخر ويفرد جناحيه ليثبت أحقيته بلقب «بلطجي» الحارة.فقبل فترة ليست بالبعيدة حدث شغب في إحدى حارات منطقة كريتر بدأ بحجارة وهراوات وانتهى بسلاح وإطلاق الرصاص ومن حسن الحظ أنه لم يكن هناك أي ضحايا.ليست بهذه الصورة تؤخذ الأمور.. يجب ردع ومنع مثل هذه الشريحة من حمل السلاح في وجه الناس أياً كان نوعه «مسدساً- عصا- حديداً- سكيناً- آلة حادة- أو حتى حجراً» ويجب منع تأكيد مقولة أنه لا يوجد أمن في البلاد وأن صاحب الحق يسلب حقه أمام عينه مبررين ذلك أن الحكومة قالت إن من يعتدي على أحد يحق له أن يأخذ حقه بذراعه وبقوة السلاح الذي لا يزال منتشراً لدى البعض، ويجب على الجهات الأمنية أن تقوم بدورها في حفظ الأمن في البلاد حتى تعود كما كانت مستقرة خالية من الاختلالات التي استغلها بعض المتطرفين في فعل أعمال راح ضحيتها أبرياء ليس لهم أي ذنب، ولا أعلم أين ذهبت عقول هؤلاء أم أنهم مغيبون فعلاً عن الواقع وتائهون في ملكوت الشيطان.حقيقة أننا نتمنى عودة الأمن كما كان حتى لا يتبلطج بعض هؤلاء الأشخاص على الآخرين ويمارسوا هوايتهم الجديدة على غرار مقولة (عنتر شايل سيفه) ليهابهم الناس ويعملوا لهم ألف حساب، كالذي فعلوه في الأيام الماضية من بث الرعب على بعض المدارس وإرغامهم على إخراج الطلاب من المدارس وبعدها يتساءل البعض لماذا طلابنا متبلدون ولم يستوعبوا المنهج ويا دوب نجحوا على البركة؟! وللأسف الشديد أصبح شبابنا في هذه الأيام منقسماً ما بين علم وتعلم وإبداع وبين بلطجة وصياعة وقوة ذراع. ونصيحتنا للشباب أن عليهم تسخير أعمال القوة التي يمتلكونها لأعمال التطوع وتحسين أوضاع البلاد فهم يمثلون في الوقت الراهن القوة الديمغرافية الرئيسية خاصة وأننا في عالم يعيش في ظل العولمة.. ودعوانا في الآخر هي «يارب أصلح حال البلاد والعباد»..
|
آراء
شباب شايل سلاحه
أخبار متعلقة