أن تحزن على بلادك، فذلك لا يعني أنك تقف في صف فلان ضد علان. أن تكتب ضد إجرام القاعدة ومناصريهم الساكتين عن جرائمهم البشعة، فذلك أيضاً لا يعني أنك تنتقد الإسلام الذي هو دين محبة ورحمة وتسامح. أن تكتب ضد سلطة المشايخ، فذلك لا يعني أنك على خصومة شخصية مع الشيخ فلان أو الشيخ زعطان. وأن تنتقد أحزاب اللقاء المشترك فذلك- أيضاً- لا يعني أنك تعمل لصالح حزب المؤتمر وحلفائه.. وأن تشيد بحالة الانضباط القتالي لأفراد وضباط الحرس الجمهوري قبل توزيعه، فذلك لا يعني أنك تمجد «أحمد علي» بل تحترم أداءه. أن تتحدث بالنقد حول مخرجات جامعة الإيمان، فلا يعني ذلك أنك مدفوع من الحوثيين، كل ما في الأمر أن هذه الجامعة تعمل خارج إطار المنهج التعليمي المعتمد في البلد. وأن تنتقد الحوثيين لأنهم لم يشكلوا لأنفسهم- حتى اللحظة- حزباً، يمكن للمرء أن يذهب إليه ذات يوم كأي حزب في الساحة، فذلك لا يعني أنك تغازل السلفيين في دماج وغيرها. علينا أن نفرق بين الكتابة بدافع الخصومة والكراهية والعداء، وبين الكتابة من أجل سلامة الأفكار وسلامة البلاد وسلامة أذهان الناس. لقد أصبحنا نعيش في خصومة مقرفة يا خلق الله، ويفترض بنا أن نعيش بعقلية أخرى.. عقلية متخففة من الأحقاد والتصنيف. مش بالضرورة يكون الواحد تبع فلان وعلان عشان يقول رأيه.. نحن جميعاً يمنيون، ومن واجبنا أن نحب بلادنا ونخاف عليها أكثر مما نحب أو نخاف على شخوص بعينهم. شخصياً، أنا ماناش مع أحد.. أنا مع بلادي التي هي فوق الكل وأهم من الكل، وهي في الأول والأخير بلاد الكل، ومش حق أبو حد.. واللي مش عاجبه يدق رأسه عرض أقرب جدار.
|
آراء
ماناش مع أحد
أخبار متعلقة