[img]img_0008.jpg[/img] ليس من المعقول أن يخرج الآدمي إلى عمله ، ولأداء واجبه ، هنا أو هناك، وهو لا يأمن على روحه من أي فعل طائش قد يأتيه من هذا أو ذاك، ثم نطالبه بعد ذلك بالإبداع، وبالمزيد، لخدمة هذا الوطن، ومستقبله.ثم كيف يمكن له أن يسهم في بناء الوطن، وأن يفكر بالإبداع ؛ وهو يرى الإنسان الذي هو غاية هذا الإبداع ووسيلته مباح الدم والعرض ، وكأي قشة على وجه الأرض ، لا قيمة ، ولا حرمة له.ولماذا يشغل الآدمي نفسه ـ بالتالي ـ ويتعب عقله في وطن تتقاذفه الأهواء، وتلعب به الأمزجة والإرادات المتقاطعة والمتنافرة؟.قد يقول قائل : إذن ماهو الحل ؟ نقول هذا هو السؤال الأساس ، وهنا تكمن الخطورة كلها ؛ إذ نغدو في مفترق طرق تنقلنا إلى خيارين اثنين لا ثالث لهما : فإما أن نكون ، أو لا نكون ..وبعد ذلك نسأل : إذا كنا متفقين على خيار أن نكون ؛ كخيار يفرضه ـ على الأقلـ العقل، وحرصنا الفطري على مستقبل فلذات أكبادنا، فمن الذي اختار لنا أن نموت قسراً ؛ وهو الجواب، والاختيار المنتحر ؛ الذي رأيناه : أشلاء ، ودماء ، وآهات ، وأوجاعاً مبرحة ، ودماراً حتى الجنون في حادثة مستشفى العرضي في صنعاء ، ورأيناه ، ونراه في كل محافظات الوطن ، ويومياً ، وعلى مدار الساعة ؟ .من الذي يريد أن يسقينا سموم هذا الخيار الانتحاري المر ؟ وهل نحن كدولة ، وكمواطنين لا نملك من أمرنا سوى هذا العجز المروع ، والموت المدوي ؟ ومن أين أتى هؤلاء ؟ أليسوا من أهل هذه البلاد ، وممن يهمهم مستقبلها ؟! .إذن نعود إلى السؤال مجدداً : ماهو الحل ؟ وكيف يمكن لنا أن نخرج من ورطة الأهواء ، والأمزجة ، والمصالح المتقاطعة ، المرتبطة بإملاءات الخارج ، والمغلفة بشعارات العصبية ، والمناطقية ، والسلالية ؛ التي لا تبشر سوى بمزيد من الدمار ، والتخريب ، والقتل ، والمآسي ؟ .هذه المسألة، ستبقى ـ كما نعتقد ـ مرتبطة بالإنسان من قمة الهرم إلى أدناه، وستظل تحدياً لازم الإدراك ، متضافر الإرادة ، جماعي الفعل، لا تخاذل معه ، ولا مهادنة . لقد عانينا الأمرين من تجارب العنف الموسمية، ومئات كثيرة من السنين المتخمة حتى الغثيان بالصراعات القبلية ، والمناطقية، والسلالية ، والمذهبية التي أثبتت التجربة فشلها، وفداحتها، وأنها لم تكن سوى استجابة لنزوات، ورغبات خارجية ، تسلطية، شيطانية ، هدامة .لذلك نقول إن حل المسألة ، والخروج من هذه المعضلة ، والإنطلاق صوب المستقبل الآمن ، بعقلية مبدعة ، ورؤية ساطعة ، لن تأتي، حتى نكون نحن .. جميعاً .. في قافلة حوار دائم .. بقلب رجل واحد .. نتفق فيه ، ولا نختلف.. حباً لهذا الوطن، وحرصاً على خيار اليمن .. الديمقراطي.. الموحد .. المزدهر .. خير أن نكون رقماً حقيقياً ، ونجماً مشعاً في سماء الحضارة .. مالم، فالله المستعان .. [c1] [email protected] [/c]
|
آراء
من هنا يكون الحل
أخبار متعلقة